حكومة الله وحكومة الإنسان
من أجل فهم حكومة الحكام
عندما نمسك باعراف يومنا بصفتها اعراف دستورية لا يمكن ان نغادرها كلا او جزءا انما نشطب بشكل متعمد قدرة العقل الانساني المفطور على الابداع وتقييده قيودا ملزمة الا انها في حقيقتها قيودا غير ملزمة كما هي الاعراف غير الملزمة ومثلها على سبيل التوضيح حين يشعر الانسان بعارض صحي فترى جميع من حوله يطالبه بزيارة الطبيب فورا على ناصية اعراف مجتمعية تتسارع الى الطبيب بمجرد الشعور بصداع في الراس او بقليل من الرشح في حين يمتلك جسد الانسان منظومة متكاملة لمقاومة المرض فتكون زيارة الطبيب العاجلة انما هي شطب متعمد لمنظومة المناعة الطبيعية (حكومة الجسد) التي تتحفز مع بدايات الاصابة المرضية ... الصبر والله بمنظومته الكبرى مع الصابرين لتستكمل فاعلية نظم المناعة في جسد المصاب خير من التداخل الدوائي الذي يؤثر يقينا بفاعلية نظم المناعة الذاتية وهو اول رصد فطري (مبين) يبين الحق بين حكومة الله في مملكة جسد الانسان والباطل في حكومة الانسان في هيمنة الطبيب على الجسد
عندما يكون شيخ العشيرة سيئا فانه سوف يستقطب السيئين حتما على قاعدة (شبيه الشيء منجذب اليه) بل تكون ءالية السوء في شيخ العشيرة بحد ذاتها ترفض اقتراب ذوي المحاسن وتستقطب ذوي الصفات السيئة ..
في هذه الاثارة نحاول ان نقترب من فطرة الانسان (الحسن) والتي فطرها الله في عقل بشري نعرف حاراته ويمكننا ان نقرأ مكنوناته شخصيا دون الحاجة الى فرق بحث علمي او الى خبراء في فصي الدماغ .
عندما يكون شيخ العشيرة (سيئا) ويكون احد عناصر العشيرة (حسنا) فان عملية الحفاظ على محاسن الفرد الحسن يعني فطرة ان يستوجب الابتعاد عن دائرة السوء لشيخ القبيلة السيء وزبانيته للحفاظ على صفات المحاسن التي يتبناها الفرد والتي لا يرغب التنازل عنها
عندما يتكاثر الافراد في معادلة رياضية (فرد + فرد + فرد .. + .. + ) فيكون الحدث الامثل الذي يرتجيه حملة المحاسن حين يتم (إقالة) الشيخ من منصبه في مملكة الفرد الشخصية قبل ان يطالبه ذوي المحاسن بالاستقالة من مملكة السوء التي يحكمها
حكومات زماننا هي كمشايخ القبيلة في زمن قبل قيام الدولة الحديثة كلما كان الحكام سيئين كلما ظهرت الحاجة الى اقالتها فرديا في مملكة الانسان الخاصة فالانسان حين يرى سوء الحكام عليه ان يشطب عراقيبه التي تربطه بحكومته الوضعية قدر ما يستطيع من قدرة الانفصام فينجو من السوء كل من هو متصف بحمل المحاسن
لا يستطيع ذوي المحاسن اجبار ذوي السوء ان يكون في حسن خلق او حسن ادارة او حسن مقام بل السوء طارد لنفسه من دائرة الصلاح ولا يمكن تقويم السوء حين يمتلك مراكز القوة في سلطوية شيخ عشيرة او في حكم حاكم في حكومة بشرية
من تلك الجذور الفكرية يمكن الوصول الى هدف فطري يفند مطالب الناس في تقويم حكوماتهم من خلال تقويضها على امل بديل حسن ذلك لان حكومة الانسان للانسان متصفة بالسوء حتما لان الانسان ما اكفره ولا من حكمة صاحب المملكة الفردية ان يقيل مملكته ويهدم اركانها ليربطها بحكومة انسان حاكم ..!! ... التصاق الناس بسوء حكوماتهم هو المشغل الذي يشغل الظلم عليهم فمن يريد ان ينزع الظلم عن دائرته فليبتعد عن الظالم ومثل تلك الصفة موجودة في فطرة الناس فالناس لا يبحثون عن اللصوص ليقطعوا ايديهم وهم في عقر دارهم بل الناس انما يتقون اللص من خلال اسوار منازلهم وقوة اقفال ابوابهم الشخصية وهو (تحصين مملكتهم) من سوء السيئين ومنهم حكومات هذا الزمان فهم اخطر من اللصوص
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الحجر:45)
الا ان الخطاب الديني يصف المتقون بانهم اولئك الذين يكثرون من الصوم والصلاة وانفاق الخيرات ... بل إن المتقين هم من يتقون السوء في حيزه الخاص به سواء كان في (حيز) مأكل ضار او (حيازة) علائق ضارة او (حيازة) منسك باطل او (حيازة) السوء من شيخ عشيرة سيء او حكومة سيئة فالتقوى من السوء شاملة تامة لكل امر حتى من حشرة قارصة الا ان الخطاب الديني حصرها في فئوية منسكية ما انزل الله بها من سلطان محدد في صلاة ... من المؤكد ان المصلي هو من (المتقين) لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وكلاهما له (حيز) من (سوء) وذلك لا يعني ان المتقين هم حصرا في صلاة وصوم وديمومة منسك بصفة حصر السوء في (اللاصلاة) فقط بل التقوى هي في (حيازة) محاسن موصوفة بـ (ضديد السوء) فمن يتقي الله انما (يحوز) نظم فعالة فعلها الله وليس البشر وحين ينفصم المخلوق من دائرة السوء ويلغي علائقه بتلك الدائرة انما يتقي من منظومة سيئة في (ثم رددناه اسفل سافلين) وهو ضديد لـ (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) ... المتقون موصوفون في نص شريف
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33)
الا ان الناس لم يأتوا بالصدق حين يطالبون حكوماتهم برفع الفقر عنهم وكأن حكوماتهم ترزقهم وهم يطلبون من حكوماتهم شأنا فرديا ليس في يد الحكام ولا من وسيلتهم بل هو في يد إلهية محض
(وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (النحل:71)
كلما اقترب الناس من حكوماتهم كلما تمكنت (أم الحكومات) التي تحكم الارض من احكام قيادتها للناس والتحكم بهم وتحويلهم الى عتلات متحركة بامر منهم ... اقالة الحكومات السيئة لا تبدأ في (استقالة الحكومات) بل في (اقالة الحكومات) من (مملكة فردية) وتبدأ الإقالة في الفرد الذي يحمل محاسن التقويم فيعزل حكومته (مملكته هو) عن (حكومة غيره) في مجمل قاموس نشاطه قدر ما يستطيع العزل وقد يجاهد شخصيا في عزلته عن الحاكم والحكام وليبق الحاكم السيء يسود رعية السوء تلك الرعية التي تريد من حكومتها الامن والرزق والشفافية و .. و ... وهم موصوفون بمزيد من السوء
ان الذي يقيل حكومة الزمان انما يكون في حكومة الله ولا يمكن ان يكون (الله اصغر) حين يكون المكلف قد ركل حكومة زمانه ليخضع الى حكومة (الله اكبر) الا ان الناس على دين ملوكهم يهتدون ولحظوة عند السلطان يسعون فيكونون طيف السوء في ما اختاروا من سوء في حكومات معاصرة هجرت الله في دستورها وقوانيها ونفاذية امرها فالله مشطوب مشطوب في مادة قانونية تخطها حكومات زماننا الا ان الناس في غفلة عن أمرهم في شأن خالقهم ويتصورون ان حكومة الله متغيبة وكأنهم لا يقراون في القرءان
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)
الدعوة لتغيير (النفوس) وربطها بما خلق الله بديلا عن ما خلق الانسان هو الخلاص الحقيقي من ظلم ظالم لان الله يقول
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
فمن يصاحب الظالم هو مظلوم ومن يصاحب المظلوم هو ظالم ولا يوجد مظلوم من غير ظالم ولا يوجد ظالم من غير مظلوم ... صحبة الظالم للمظلوم تؤتى من حمالة ذنوب لكليهما فمن كان يريد الخلاص عليه ان يتقي الذنب وبتلك الصفة يهنأ من يريد الحياة الطيبة
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
فمن يبحث عن حياة طيبة صحبة حكومة غير طيبة فلن ينال رحمة الله ابدا ويبقى في مسلسل السوء متقلبا حتى ينال حظه مما كسبت يداه
من يكفر بحكومة الله ويجعل حكومة السلطان هي (الأمل) انما يعشو عن ذكر الحمن ويجعل الله اصغر وليس الله اكبر بدليل ان ايمانه بحكومة تصلح حاله انما هو كفران بحكومة الله وولايته
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36)
(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)
اما الخائفين من ان تخذلهم حكومة الله فهم الاسوأ دينا وهم متاسلمين وليسوا مسلمين وخاب ظنهم وحبطت اعمالهم وما لهم من غير الله من ناصرين
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112)
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) (النساء:45)
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (النساء:173)
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:14)
(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:17)
وهنا نداء لمن يقرأ هذه الايات في رسالة ارسلها الله للبشر وهل يمكن ان تكون حكومة الاوطان (اكبر) من حكومة الله اكبر ..!!!!
تذكرة سياسية في دين عسى ان تنفع المؤمنين
عندما يكون شيخ العشيرة سيئا فانه سوف يستقطب السيئين حتما على قاعدة (شبيه الشيء منجذب اليه) بل تكون ءالية السوء في شيخ العشيرة بحد ذاتها ترفض اقتراب ذوي المحاسن وتستقطب ذوي الصفات السيئة ..
في هذه الاثارة نحاول ان نقترب من فطرة الانسان (الحسن) والتي فطرها الله في عقل بشري نعرف حاراته ويمكننا ان نقرأ مكنوناته شخصيا دون الحاجة الى فرق بحث علمي او الى خبراء في فصي الدماغ .
عندما يكون شيخ العشيرة (سيئا) ويكون احد عناصر العشيرة (حسنا) فان عملية الحفاظ على محاسن الفرد الحسن يعني فطرة ان يستوجب الابتعاد عن دائرة السوء لشيخ القبيلة السيء وزبانيته للحفاظ على صفات المحاسن التي يتبناها الفرد والتي لا يرغب التنازل عنها
عندما يتكاثر الافراد في معادلة رياضية (فرد + فرد + فرد .. + .. + ) فيكون الحدث الامثل الذي يرتجيه حملة المحاسن حين يتم (إقالة) الشيخ من منصبه في مملكة الفرد الشخصية قبل ان يطالبه ذوي المحاسن بالاستقالة من مملكة السوء التي يحكمها
حكومات زماننا هي كمشايخ القبيلة في زمن قبل قيام الدولة الحديثة كلما كان الحكام سيئين كلما ظهرت الحاجة الى اقالتها فرديا في مملكة الانسان الخاصة فالانسان حين يرى سوء الحكام عليه ان يشطب عراقيبه التي تربطه بحكومته الوضعية قدر ما يستطيع من قدرة الانفصام فينجو من السوء كل من هو متصف بحمل المحاسن
لا يستطيع ذوي المحاسن اجبار ذوي السوء ان يكون في حسن خلق او حسن ادارة او حسن مقام بل السوء طارد لنفسه من دائرة الصلاح ولا يمكن تقويم السوء حين يمتلك مراكز القوة في سلطوية شيخ عشيرة او في حكم حاكم في حكومة بشرية
من تلك الجذور الفكرية يمكن الوصول الى هدف فطري يفند مطالب الناس في تقويم حكوماتهم من خلال تقويضها على امل بديل حسن ذلك لان حكومة الانسان للانسان متصفة بالسوء حتما لان الانسان ما اكفره ولا من حكمة صاحب المملكة الفردية ان يقيل مملكته ويهدم اركانها ليربطها بحكومة انسان حاكم ..!! ... التصاق الناس بسوء حكوماتهم هو المشغل الذي يشغل الظلم عليهم فمن يريد ان ينزع الظلم عن دائرته فليبتعد عن الظالم ومثل تلك الصفة موجودة في فطرة الناس فالناس لا يبحثون عن اللصوص ليقطعوا ايديهم وهم في عقر دارهم بل الناس انما يتقون اللص من خلال اسوار منازلهم وقوة اقفال ابوابهم الشخصية وهو (تحصين مملكتهم) من سوء السيئين ومنهم حكومات هذا الزمان فهم اخطر من اللصوص
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (الحجر:45)
الا ان الخطاب الديني يصف المتقون بانهم اولئك الذين يكثرون من الصوم والصلاة وانفاق الخيرات ... بل إن المتقين هم من يتقون السوء في حيزه الخاص به سواء كان في (حيز) مأكل ضار او (حيازة) علائق ضارة او (حيازة) منسك باطل او (حيازة) السوء من شيخ عشيرة سيء او حكومة سيئة فالتقوى من السوء شاملة تامة لكل امر حتى من حشرة قارصة الا ان الخطاب الديني حصرها في فئوية منسكية ما انزل الله بها من سلطان محدد في صلاة ... من المؤكد ان المصلي هو من (المتقين) لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وكلاهما له (حيز) من (سوء) وذلك لا يعني ان المتقين هم حصرا في صلاة وصوم وديمومة منسك بصفة حصر السوء في (اللاصلاة) فقط بل التقوى هي في (حيازة) محاسن موصوفة بـ (ضديد السوء) فمن يتقي الله انما (يحوز) نظم فعالة فعلها الله وليس البشر وحين ينفصم المخلوق من دائرة السوء ويلغي علائقه بتلك الدائرة انما يتقي من منظومة سيئة في (ثم رددناه اسفل سافلين) وهو ضديد لـ (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) ... المتقون موصوفون في نص شريف
(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33)
الا ان الناس لم يأتوا بالصدق حين يطالبون حكوماتهم برفع الفقر عنهم وكأن حكوماتهم ترزقهم وهم يطلبون من حكوماتهم شأنا فرديا ليس في يد الحكام ولا من وسيلتهم بل هو في يد إلهية محض
(وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) (النحل:71)
كلما اقترب الناس من حكوماتهم كلما تمكنت (أم الحكومات) التي تحكم الارض من احكام قيادتها للناس والتحكم بهم وتحويلهم الى عتلات متحركة بامر منهم ... اقالة الحكومات السيئة لا تبدأ في (استقالة الحكومات) بل في (اقالة الحكومات) من (مملكة فردية) وتبدأ الإقالة في الفرد الذي يحمل محاسن التقويم فيعزل حكومته (مملكته هو) عن (حكومة غيره) في مجمل قاموس نشاطه قدر ما يستطيع العزل وقد يجاهد شخصيا في عزلته عن الحاكم والحكام وليبق الحاكم السيء يسود رعية السوء تلك الرعية التي تريد من حكومتها الامن والرزق والشفافية و .. و ... وهم موصوفون بمزيد من السوء
ان الذي يقيل حكومة الزمان انما يكون في حكومة الله ولا يمكن ان يكون (الله اصغر) حين يكون المكلف قد ركل حكومة زمانه ليخضع الى حكومة (الله اكبر) الا ان الناس على دين ملوكهم يهتدون ولحظوة عند السلطان يسعون فيكونون طيف السوء في ما اختاروا من سوء في حكومات معاصرة هجرت الله في دستورها وقوانيها ونفاذية امرها فالله مشطوب مشطوب في مادة قانونية تخطها حكومات زماننا الا ان الناس في غفلة عن أمرهم في شأن خالقهم ويتصورون ان حكومة الله متغيبة وكأنهم لا يقراون في القرءان
(اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255)
الدعوة لتغيير (النفوس) وربطها بما خلق الله بديلا عن ما خلق الانسان هو الخلاص الحقيقي من ظلم ظالم لان الله يقول
(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ) (الذريات:59)
فمن يصاحب الظالم هو مظلوم ومن يصاحب المظلوم هو ظالم ولا يوجد مظلوم من غير ظالم ولا يوجد ظالم من غير مظلوم ... صحبة الظالم للمظلوم تؤتى من حمالة ذنوب لكليهما فمن كان يريد الخلاص عليه ان يتقي الذنب وبتلك الصفة يهنأ من يريد الحياة الطيبة
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97)
فمن يبحث عن حياة طيبة صحبة حكومة غير طيبة فلن ينال رحمة الله ابدا ويبقى في مسلسل السوء متقلبا حتى ينال حظه مما كسبت يداه
من يكفر بحكومة الله ويجعل حكومة السلطان هي (الأمل) انما يعشو عن ذكر الحمن ويجعل الله اصغر وليس الله اكبر بدليل ان ايمانه بحكومة تصلح حاله انما هو كفران بحكومة الله وولايته
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36)
(هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)
اما الخائفين من ان تخذلهم حكومة الله فهم الاسوأ دينا وهم متاسلمين وليسوا مسلمين وخاب ظنهم وحبطت اعمالهم وما لهم من غير الله من ناصرين
(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحج:38)
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام:61)
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112)
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً) (النساء:45)
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (النساء:173)
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:14)
(قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:17)
وهنا نداء لمن يقرأ هذه الايات في رسالة ارسلها الله للبشر وهل يمكن ان تكون حكومة الاوطان (اكبر) من حكومة الله اكبر ..!!!!
تذكرة سياسية في دين عسى ان تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق