أمير المؤمنين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
أمير المؤمنين هو ذلك الشخص الذي تتجمع فيه ولاية المؤمنين عن طريقة بيعته وهي عملية إفراغ ولاية في شخص واحد وهذه مهمة طوعية يتطوع لها المؤمنون ولا يجبرون عليها وهي تحتاج الى حاضرة اسلامية ولا يمكن ان تقوم في منهج سري غير معلن لان اعلانها واجب شرعي عقدي بين المؤمن ووليه المختار وهو يمثل بيضة المسلمين في امارتهم ... والا سوف تكون منظمة سرية تعمل لهدف كما هي المنظمات السرية المنتشرة في كل مكان ...
السؤال الكبير الذي يلف هذا العنوان يتحول الى واصفة تصف يومنا بقساوة يصعب وصفها فيكون السؤال في كبره (اين هم المؤمنون ليكون لهم اميرا ...؟؟)
المؤمنون مفرقون في ارض الله لا تجمعهم جامعة .. فكيف يكون لهم اميرا ..!! وفي أي وطن سوف يسكن الامير ليقيم دولته ومن سيطيع له امرا والمؤمنون يرزحون تحت حكم سلطوية الدولة الحديثة وهي تبطش بكل من لا يطيع قوانينها وما ان يخرج المؤمن من وطن حتى يدخل في وطن ولا مناص ولا منفذ .. !!
يضاف الى ذلك ان امير المؤمنين بامارته في زمن قوة الدولة الحديثة سيمنح حكام الدول الحق في ملاحقة المؤمنين واذلالهم تحت صفات المصلحة العامة وأمن الوطن فيكون أمير المؤمنين في هذا الوصف نقمة على المؤمنين وليس رحمة لهم وسوف تكون بيعته مصدرا من مصادر عذاب لهم ..
اذن لا بد ان يمتلك الامير المختار الوسيلة والقدرة على انهاء سلطوية الدولة الحديثة وتدمير وسيلتها وتحرير المؤمنين من قيدهم ليكونوا قادرين على بيعته ولا يمكن ان تقوم البيعة الحق في ظل الدولة الحديثة التي تستضعف المؤمنين بشكل واضح وواقع الحال لا يقيم فرض ان المؤمنين في اقليم واحد فالمؤمنون منتشرون في بقاع الارض ولا يجمعهم اقليم موحد ليكون لهم فيه إمارة او ان يكون امير المؤمنين المختار قادرا على محق سلطوية سلطوية الدولة الحديثة في كل الاقاليم التي يتواجد فيها عدد من المؤمنين الذين يحتاجون فيها الى امارته وذلك يعني ان أمير المؤمنين لا بد أن يكون قادرا على مواجهة اتحاد دولي ضده وفي هذه الحالة يجب ان يكون امير المؤمنين قد امتلك مسبقا الوسيلة والقدرة على مواجهة اسلحة فتاكة في الفضاء والجو والبر والبحر وتقنيات فائقة الفعل يتم فيها التحكم بالهدف عن بعد وعلى امير المؤمنين ان يمتلك تقنيات تفوق تقنيات الدول القائمة مجتمعة متحدة ضده ..!! وهذا ما لا يمكن تصوره في حال معاصرة قريبة الاجل ... الا اذا كان أمير المؤمنين قد امتلك ناصية علم سماوي غير معروف لاسياد الارض والمتحكمين باسلحتها وادارة حروبها ذات السلاح الفتاك المدمر ... ذلك يعني ان أمير المؤمنين المقترح يجب ان يحمل معجزة سماوية لكي يكون قادرا على مواجهة اسياد الارض واسلحتهم ... ومن ذلك الترشيد يجب ان يبحث المؤمنون على أميرا يمتلك تلك المعجزة لبيعته والا فان مبايعة مؤمن حكيم وعادل لا تفي بمتطلبات هذا الزمان فالعدالة والحكمة يمكن ان تكون كافية في أمير المؤمنين بعد المنازلة الاولى مع اسياد الارض المعاصرين والقضاء عليهم وانهاء سطوتهم على الاقاليم ...
الحلم الذي يحلمه المؤمن ليكون له اميرا يعيد مجد حاضرة الاسلام الى ربيع هيمنتها على الارض لن يكون ذا مراشد اعتيادية تقليدية بل لا بد من قوة خارقة يستطيع أمير المؤمنين ان يمتلكها لتفوق القوة القائمة التي ستقف في وجهه مع يومه الاول ... الناس يكاد يدخلون في اليأس من تلك الاحلام ذلك لان مقومات امارة المؤمنين غير قائمة فسلطوية الدولة الحديثة لا تزال شرسة للغاية والقانون الوضعي هو المفروض على الناس كافة والمؤمنون لا يملكون الا الدعاء ويبقى للدعاء عقلانيته فمن قطعت يده لا يستطيع ان يطلب من ربه ان يعيد اليه انبات يد جديدة ومن مات ابنه لا يستطيع ان يطلب من ربه ان يعيد اليه حياة ابنه رغم قناعة المؤمن ان الله على كل شيء قدير الا ان عقلانية الدعاء تلازم الداع فكيف سيجتمع المؤمنون في اقليم واحد تختفي فيه نظم الدولة الحديثة لتقوم امارة اسلامية فيها امير المؤمنين ..!! وهل توجد في الارض مساحة حرة ليكون فيها امير حكيم وعادل لكي يجتمع المؤمنون في حاضرته ليبايعوه على امارتهم ..!!
عندما يفقد المؤمنون امارتهم الموحدة في أمير المؤمنين الواحد .. يقوم البديل في نص قرءاني
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)
تلك ولاية متبادلة بين المؤمنين والمؤمنات وضعها رب العزة عندما يفقد المؤمنون امارتهم (ولايتهم الموحدة) فتتفرق الولاية بينهم في زمن حرج .. وتلك الولاية لن تكون سائبة القياد فقد وضع الله لها سلسلة محبوكة في الولاية
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55)
اذا احتظن المؤمن نصين في القرءان سيجد ان النص الاول يحمل اشارة الربط في الاية 71 من سورة التوبة بدلالة الحرف (و) فكان النص (والمؤمنون) ولم يكن (المؤمنون) مجردا من الربط وبالتالي يكون مسلسل الولاية (الله ... رسوله .. الذين امنوا) الموصوفون بصفاتهم المدرجة في النص فيكون (و) (المؤمنون والمؤمنات) يمتلك (بعضهم) صفة الولاية على (بعضهم) في غياب وليهم التكويني (أمير المؤمنين) .. (بعضهم .... أولياء ... بعض) ... فيكون في كل مجتمع فيه مؤمنون يتبادلون فيه الولاية بسبب عدم وجود اميرا للمؤمنين
تلك تثويرة عقل من قرءان يقرأ يذكر حملته ولم تكون رأيا فكريا مولودا في فكر ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق