ارض الرضا
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الرضا في الخلق اجمالا هو تطبيقات تكوينية (تلقائية) الا عند مخلوقي الانسان ومخلوق الجن .. ذلك نتاج من علوم القرءان .عند الانسان يبدأ الرضا يتصدع عند مراحل الطفولة الاولى وعلامته البكاء الطفولي .تتدخل البيئة الاجتماعية والابوين فاعلة فعلها في توسيع دائرة الرضا من خلال تضييق دائرة الرفض فينمو المجتمع الطفولي سليما واسع الرضا قليل الرفض .العوائل المؤمنة والمتخلقة بالخلق الاسلامي نجحت في توسيع نطاق الرضا وتضييق نطاق الرفض في اولادها لغاية الصبا .. وما فوق الصبا خضع لمعايير اجتماعية .عندما يكبر الفرد فان تلك المهمة تكون في وسط اجتماعيالوسط الاجتماعي غالبا ما يكون راكعا لسلطان زمانه (الناس على دين ملوكه..!! )
اذا كان السلطان راعيا للرضا مضيقا لنطاق الرفض تحسن وضع الرضا واذا كان العكس انقلب ميزان الرضا مجتمعاتنا تفتقد الى قائد يعمل على هذه الحقيقة فيزداد الرفض على حساب الرضا حتى في القيادة الاسلامية المعاصرة فسلطان ينادي بولاية الفقيه وقائد اخر يستخدم العصا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فضاق الرضا فينا حتى الانظمة التي تغالي بالنزعة الوطنية انما تستخدم العصا الوطنية دائما تحت شعارات مزعومة
الاوربيون نجحوا في منظومة القيادة واستقرت المنظومة وفق منهجية تربوية الكبار وليس تربية الصغار فاصبح الرضا في منهجيتهم اليومية اكبرمن نطاق الرفض خصوصا في بعض الدول الاوربية المستقرة فكريا مثل سويسرا على سبيل التوضيح
احترام الرأي الاخر وصل عندهم الى الذروة فتوسع نطاق الرضا فيهم ولا ننسى رعاية منظومة السلطان لتلك المنهجية ... رغم انحرافهم العقائدي الخطير الا ان وعاء الرضا عندهم كبيرعدم احترام الرأي الاخر في مجتمعنا بتأثير منظومة السلطان نفسها ادت الى تدهور الرضا في مجتمعاتنا العربية الاسلاميةفي اوربا يرفعون شعار كل رأي صحيح مادام يتبناه فكر من قومي ومجتمعي من ضمنهم فكري انا ايضا صحيح .. فرفع السلطان فيهم شعار (دعه يعمل .. دعه يمر) قامت بموجبه حضارة مبهرجة
في ديارنا شعار اخر ... رأيي انا صحيح ورأي الاخرين .. سفاهة .. او خيانة ...اوبدعة او ضلالة ... او .. او .. المهم ان رأيي هو الصحيح حتى ولو من خلال فوهة بندقية او عبوة ناسفة !! او اعتقال !!
ضاع الرضا في ارض الرضا وانقلب الامن خوفا والحق باطلا وحدث ما حدث على مرأى ومسمع اشباه الحكماء لان كل حكيم فيهم يمتلك نفس المنبر الهجوميانتقلت تلك الفارقة التي تفرق كل جمع الى عرف مستديم بين الناس فلا (راضي) ولا (مرضي) والكل مجبر على ماهو عليه ...
قال لي احدهم يوما لايحق لك ان تضع سعرا محددا لسلعة ما في تجارتك وتشترط عدم المساومة فيها ... قلت ذلك ايجاب مني (سعر محدد) وهو وصف شرعي فمن قبل اشترى ومن رفض فلا سلطان له علي ولاسلطان لي عليه .. قال ذلك (علوا في الارض) ... تأملت اثارته فوجدتها حقا وحقيقة فاصبحت لا اضع سعرا ثابتا في تجارتي خوفا من (العلو في الارض) .. ووجدت الحقيقة التكوينية الرائعة (راضية مرضية) فمن ارضى الناس بموجب سنن التكوين (الرجوع للرب( فكان النسيج التكويني مثمرا في رضاه بموجب قانون الهي (يا ايتها النفس المطمئنةارجعي الى ربك راضية مرضية ) .. قالوا فيها الموت ... ولكن في الموت تتوقف صلاحيات الانسان جميعها بل هو في الرضا وفي سنن خلق الله فان كنت راضيا بسنن ربك فانك ستكون مرضيا ... يوم رجعت الى ربي ورفعت السعر الثابت من تجارتي لكي لا اكون عاليا في الارض (الرضا) انما كنت راجعا لربي راضيا لاتي لا اريد علوا في الارض ... فربي يرضين ... فلو رجع كل منا لربه ليرضي ربه في تطبيق سنن الخلق .. لتفعل الرضا فينارغم انف كثرة الرافضين .. فيفقد السلطان تربويته للكبار ويكون المربي للكبار هو(الرب) اليه نرجع ... فارجعي الى ربك ... راضية ... مرضية .. فادخلي .. عملية دخول .. في عبادي .. عباد الرحمن ... انهم يمشون على الارض هونا ... هونا !!.. وادخلي ... دخول ايضا ... جنتي ... جنة الدنيا ... ففي الدنيا جنة ايضا لها مقام كلام سيأتي قريبا ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق