عبقرية محمد .. كيد مبرمج
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
شهد زمن النهضة المعاصرة معالجات فكرية تصدى لها مستشرقين من خارج الاسلام درسوا الاسلام وتحدثوا عن عبقرية المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وقدرته الفائقة على توحيد العرب المتصارعين واخضاعهم الى المنظومة الاسلامية الفتية التي صهرتهم في تناغمية كبرى انهت اكبر دولتين كانتا على الارض في فارس و الروم ...
اولئك المستشرقون لم يكونوا غير واعين لحقيقة صفة الرسول ولكنهم كانوا يهدفون الى تمزيق الصفة الرسالية في المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام في كيد مبرمج .. لا بد لهم ان يكونوا قد قرأوا القرءان وما فيه ينفي صفة العبقرية في معالجتهم (توحيد العرب)
(إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (النحل:37)
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)(البقرة: من الآية272)
كيف اذن قام المصطفى بتوحيد العرب المتصارعين وهو لا يمتلك القدرة على هدايتهم وبموجب نص قرءاني ..
كتـّاب عرب نقروا على نفس الناقور وقالوا بعبقرية محمد مما استوجب في ذلك معالجة تلك العبقرية المزعومة التي قالوا فيها .. لن تكون المعالجة لما روجوا له من مرابط باطلة في العبقرية بل يكفي متابعة مفهوم (العبقرية) فقط كصفة يمكن ان تكون في بشر ...
العبقرية في ابسط تعريف يمكن ان يستحلب من العقل هي (نتاج عقلاني فريد) فعندما ينفرد احد الناس بنتاجات عقلانية لم يتطرق لها سابق من الناس فيكون ذلك الانسان المنتج هو عبقري في مفاهيمنا مثل نيوتن وغاليلوا وداروين وانشتاين وكارل ماركس وغيرهم وجعلوا محمدا واحدا من اولئك العباقرة ...
القرءان ينفي هذه الصفة نفيا قاطعا لا جدال فيه فهو (بشر مثلكم) ولا يمتلك أي صفة للعبقرية وهو عليه افضل الصلاة والسلام انما يختلف عنا انه يوحى اليه
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ )(الكهف: من الآية110)
والوحي ليس نتاجا عقلانيا يخص الانسان العاقل بل ان ما اتى به المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام هو وحي من عند ربه فهو (رسول) ولن يكون عبقري يقينا ..!!
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5)
فهو ليس كأنجلز وماركس او انشتاين او امثالهم .. بل انه رسول الله يقيم رابطة بين الله والبشر بموجب نظم الهية وضعها الله ولن يضعها محمدا ليكون عبقريا كما يقولون ..!!
واحدة من قنوات الهجوم على الاسلام التي تبنتها مؤسسات مرتبطة بالمنظرين للدولة الحديثة ان يكون تهرئة الاسلام بطرق غير مباشرة وذلك من خلال محاربة الاسلام بنظم لا تحمل هوية الهجوم المباشر ... نرى ذلك في واحدة من مئات القنوات هو افراغ الصفة الرسالية من المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والصاق صفة العبقرية فيه وبما ان تلك الهجمة غير مباشرة فقد انطلت المكيدة على جماهير الاسلام خصوصا اولئك الناس الذين يحملون مسطحات فكرية لا تتصف بالعمق ...
هل يمكن للعقل ان يقبل ان ساعي البريد يكتب الرسائل للناس من عنده ... انه ساعي بريد (رسول) يحمل رسالة لم يكتبها بيده بل ارسل بها
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48)
ولكن المبطلون يعلمون ان محمدا ما جاء بشيء من عنده ولكنهم يهدفون الى هدف خطير وكبير وهو ان يخرجوا المسلمين من اسلامهم لان خروج المسلمين من اسلامهم يعني انهم سيخرجون من دائرة رعاية الله الذي يدافع عن اللذين امنوا ... وحين يخرجون من رعاية الله ويتوقف الدفاع الالهي عنهم يكونون تحت امرة المنظرين للدولة الحديثة (فرعون زماننا) فيكون البشر ما هو الا (قطعان بشرية) تقاد بيسر وسلاسة (غوييم) ...
من قال بعبقرية محمد فقد كفر يقينا لان محمدا رسول والمسلم يشهد في اليوم خمس مرات ان محمدا رسول الله فان قال بعبقريته فقد هدم بنفسه شهادته تلك ولا شفيع له لانه يكون قد خرج من الرعاية الالهية ..
قد يدرك متابعي ثقل القول في (اشهد ان محمدا رسول الله) فهل تلك شهادة نسبية ام شهادة مطلقة ... وهل يقبل العقل ان يعيد العقل شهادته ليقول (اشهد ان محمدا عبقريا) ..!! انها معادلة في فكر حي يمارسه الانسان في يومياته بوفرة كبيرة لا يحتاج الى رواية تاريخ او معلم يعلمنا او عبقرية فكر نير
هذا نذر نستذكره على صفحات تريد اسلاما غير مشوب بالغش والتدليس الذي يصنعه منظرون عاهدوا انفسهم على اغواء الناس جميعا ... اوغوائهم يعني السيطرة عليهم بأذن الله أي انهم يستخدمون النظم الالهية فينا ونحن لا نعلم ..!!! ولكنهم في الجانب المقدوح فهم ائمة
)وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (القصص:41)
من اجل ذلك استوجب الحذر
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) (النساء:71)
واول محذور يقوم في العقل هو الحفاظ على روح العقيدة من التلوث الحضاري القائم فينا ... قاتلهم الله فلقد استغلوا الفطرة فينا فدخلوا من الباب الذي احببنا فيه حبيبنا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وهم يعلمون ان حب النبي مغروس في فطرتنا فأتونا من ذلك الباب الفطري فقال مندسين مستشرقون باسلامنا ان محمدا عبقري فاطربت تلك الصفة بعضنا ولكنها سم مخلوط بالعسل والعجيب ان من كتـّابنا من حاول ترسيخها وما اكثرهم ربائب (روز اليوسف) و (النادي الروتري) .. حتى كلمة (مستشرقين) فيها دس فكري عميق وكأن الاسلام للشرق حصرا والغرب عنه ببعيد ...
انها تذكرة فمن شاء ذكر
الحاج عبود الخالدي
تعليق