الوطن امل بلا مأمول
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
صرح القرءان بالوطنية تحت لفظ (اهل اقرى) او اهل القرية حتى جعل من القرية كيان رابط بين القرية واهلها
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) (يوسف:82)
والسؤال لا بد ان يكون لاهل القرية دون ارضها .. وورد في القرءان ظلم القرى
(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102)
القرية هي مكان من الارض ارتبط به قوم (شعب) فصارت القرية وهي بعينها الوطن في اسم معاصر !!
(وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ) (الانبياء:11)
هذا النص الشريف وضع استبدال القرية باستبدال القوم في معالجة تبليغية حكيمة لو ادركت كما ينبغي للمؤمنين ان يدركوا القرءان ..
قرية ظالمة .. يتم استبدال قومها ... نهاية ظلم .. ولن تكون نهاية ارض
كيف تكون القرية ظالمة واهلها في غضبة الله ... !!
عندما تكون القرية رابطة ظلم .. ويمكن ان يرى تلك الحقيقة عندما يعلو مرصد الراصد فيرى قريتان متصارعتان في حرب بينهما .. سيرى ان اهل هذه القرية ينتقمون من اهل تلك القرية لمجرد انتماء وطني ..!!
حصل ذلك علنا في غزة والعراق وجنوب لبنان وفلسطين وافغانستان .. قتل اناس ليس لهم صفة الا انهم ينتمون لهذه القرية او تلك !!
الظالمون الذين ظلموا واوصلوا الحال الى القتال والصراع بين قريتين انما وضعوا الظلم كشيدة على رأس كل اهل القرية وما كان جميعهم ظالمين
ولكن من لم يظلم فقد ظلم نفسه برابطته بتلك القرية او تلك فاصبح وعاءا للصراع فيقتل وينتهك لانه منتسب لقرية ظالمة !!
ان كان في القرية امل في العيش فان الموت بسببها افقد الامل مأموله فحل الموت بديلا عن العيش في صراع ظلم القرى ..
فقدت القرية جوهرها ... ضاع الامل بضياع المأمول .. واصبحت مصالح السلطنة تتحكم في اهل القرية !!
ربما سوف لن يعي ما تحت هذه السطور الا من دخلت قريته حلقة السباق مثل العراق وفلسطين وافغانستان وغيرها !!
ولكن يوم يحس المسافر الى قرية ما انه محتجز على الحدود للتأكد من هويته !! وعليه ان يحصل على تاشيرة دخول من ذوي الامر .. يحس الانسان انه ليس من اهل هذه القرية وان قريته هي موطنه !!
وعندما يعود لموطنه عقلا فانه سيقابل اهل تلك القرية بالمثل كما قابلوه ... !! حدود وجند مسلح واجراءات دخول كما كانت اجراءات الخروج في سلطوية قهرية .. ذلك صراع غير مسلح ولكنه صراع بمعنى الصراع في ابرد وصف لـ صراع ساخن ..
(وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) (الحج:48)
الله يعاقبني في قرية ظالمة ... العدو يقتلني لانني من هذه القرية .. ظلم القرى يسري ليشمل اهلها !!
وانا اريد ان اعيش ..
وربك لم يستثن قرية الا واحدة فقط
(فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (يونس:98)
قرية ءامنت فنفعها ايمانها (فلولا)
الا ... قوم يونس ... وليس القرية امنت .. بل قوم يونس ءامنوا .. كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ... ومتعناهم الى حين ..!!
هنا عودة المأمول ..!!
فيعود الامل ..!!
(فلولا) وطن ءامن بوطنيته (تســــــــاوي) فلولا قرية ءامنت فنفعها ايمانها
الا ... قوم يونس ... لما ءامنوا ..!!
كانوا في عذاب كشفه الله بعد ان امنوا !!
فهل لتلك القوانين الالهية قراءة معاصرة ..
ليعود الامل في المأمول ... في وطن ...
في غيره .. ضياع ... ضياع الامل بضياع المأمول
بقانون الهي مسطور
ايها المواطنون ... هل تنفعكم وطنيتكم اذن ..!! انتم بها مؤمنون !! فما نفعها ايمانها !!
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117)
الحاج عبود الخالدي
تعليق