العلم أسير نظم غير مرئيه !!
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
ما قام علم في المعرفة الا وارتبطت به نظم معرفية تضع بين العموميات والخصوصيات مسلكا في التعلم .
كل تلك النظم حريصة على منهجة عملية نقل البيان المعرفي من المصدر العلمي الى وعاء المتعلم وقد منح المهتمون بتلك النظم في كل علم الحق في تغيير المنهج الرابط بين مصدر العلم والمتلقي للعلم وصولا للمثالية المرجوة في تحفيز عقل المتلقي لاستقبال البيان المعرفي .
تبرز تلك المنهجية في التعليم الاساسي لكل نوع من انواع العلوم واهم نقطة يتمركز فيها الجهد المنهجي هي في وعاء المتلقي لتحسين قدراته على اكتساب العلم .
تلك الجهود ترتبط بتاريخ العلم والتعلم وتعددت النظم والفنون بشكل كبير وعلى سبيل المثال كان احد الفقهاء يلقي محاضراته وهو يمشي مع تلاميذه ويطلق على تلك الطريقة في التعلم (الطريقة المشائية) لان المتلقي يتلقى البيان المعرفي وهو يمشي .. كثير من التلاميذ يستقطبون العلم وهم يمشون ذهابا وايابا !! احيانا يعاب عليهم ذلك النوع من تقلي المعرفة الا انهم يأنسون بمثل تلك الطريقة وتنفتح مغاليق عقولهم لما بين ايديهم من مادة معرفية ..
السؤال هل نظم التعليم تهيء الفرصة لانتاج رعيل من العلماء !!
النظم المعرفية تؤكد هذه الظاهرة وكل دولة تسعى لزيادة العلماء من خلال تطوير نظم التعلم للحصول على جيل متعلم ينتج طبقة من العلماء !!
تلك الراصدة وان صحت فانها كانت ولا تزال خدعة علمية تلهو بها المجتمعات وان قيام العلم والعلماء مرتبط بقانون الدولة الحديثة وسيطرتها على مراكز البحث وعلى استقطاب العلماء !!
ومن مستقريء يقرأ منهجية العلم عن بعد وبفكر مستقل عن أي مرشد سياسي او مجتمعي فان العلم محتكر في اروقة صيغ الاحتكار فيها وفق منهجية اكاديمة تعلو فيها الصفة الرسمية على الصفة العلمية فاصبح العلم حبيس تلك الرسميات .
لا يقوم العلم الا بمصادقات رسمية في منهج يتجرد فيه العلم من صفته العقلانية ويتحول الى وعاء مادي مرئي رغم ان العلم في العقول لا يرى !!
ذلك ليس منهج متفرد في العلم فشهادة الميلاد الرسمية تسبق العالم في وجوده فما من مولود معترف به الا وشهادة الميلاد ترافق حياته .. كذلك العلم له شهادة ميلاد تصدر من مؤسسات العلم حتى اثخنت البشرية باحتكارية علمية افقدت الجماهير قدرتها على قيام جيل من العلماء يحتضنون ازمات مجتمعية ليكون العلم رديف حاجات اجتماعية في رحم المجتمع دون الولادة الرسمية .
من تلك الظاهرة يتضح ان نظم التعلم ما هي بوتقة اريد لها ان تكون ساحة للسيطرة على العلم في استثمار العلم ومن ثم استعباد العلماء !!
عبودية العلماء للمسالك الرسمية سواء الاكاديمية منها او العلم من اجل الوظيفة جعل من العلم لعبة الدولة الحديثة في سيطرتها على مجتمعاتها وفق منظومة العلم !!
نجد ذلك واضحا في علماء صودرت حريتهم وهم يصنعون اجهزة لتوليد الطاقة الكونية في امريكا ... منهم من اعدم ومنهم من سجن ومنهم من منع من التنفيذ !!
ان كانت تلك حوادث فردية الا انها مؤشر خطير في مصادرة حرية العلماء وحكر العلم في دوائر الشرعية الرسمية من قبل منظومة الدولة للسيطرة على جماهيرها تحت شعارات زائفة .
ان كانت الدولة المعاصرة تحتكر العلم لمصالح كارتلات فكرية او مافيات اقتصادية فان جانبا من الموقف السلبي يقع في ساحة العلماء انفسهم !!
لا يوجد عالم مستقل .. ما ان يولد البيان العلمي في عقلانية عالم الا وتراه متسكعا على ابواب الاكاديميات للفوز بمقعد رسمي مع تلك الولادة ولا يمتلك العلماء فكرة المقعد العلمي المستقل ولا وجود للاستقلالية العلمية الا حين يستثمر العلم في مؤسسة مستفيدة من المادة العلمية .
المتقاعدون من العلماء صنعوا مقاعد مستقلة واهنة بعد تقاعدهم من مناصبهم العلمية وغالبا ما تكون تلك الانشطة لغرض الارشيف العلمي او انها تكون ارهاصة موت العالم في قتل فراغ او لغرض ملكة الهيبة العلمية الشخصية .
العلماء هم قادة الامم سواء ملكوا مقاعد الحكم او مقاعد العلم او فقدوها ولكنهم انفسهم قيدوا العلم بقيود احتكارية ومنعوا شيوع العلم من خلال منهجية العالم والمتعلم ولا يمكن ان يكون العالم عالما الا عندما يصادق المعلم على علمه !!
كثيرة طاقات الناس الا انها مبعثرة مندثرة وفق منهج الاحتكار !! فولادة العالم لا تقوم الا بشهادة ميلاد اصعب بكثير من ميلاد المخلوق فضاعت فرصة الناس على التعلم من غير معلم واصبح العلم اسير نظم غير مرئية
الحاج عبود الخالدي
تعليق