من اجل حضارة اسلامية معاصرة
حر .. حار .. حري .. حرية .. حرارة .. حارة .. حرور .. حرير ..
الحُر : هو ذلك الشخص غير المملوك لغيره .. والحر هو المنفلت من أي منظومة للاستعباد عموما
حري : وهو في تفعيل الحرية في حيز معين فنقول (حري بنا ان نقول الحقيقة) وهي من تفعيل صفة الحر في حيز الحقيقة مثلا ..
حرية : هو لفظ يكثر استخدامه بصفته وعاء الحر والاحرار فيكون حرية فحرية الرأي هي ان يكون ذو الرأي غير مقيد الفكر وحرية الشعوب هو تحريرها من أي عبودية وظلم
حرير : هو لفظ في بناء عربي صحيح من حر وهو عند تكرار حرف الراء مثل (سر .. سرير) او (عد .. عديد) او (شد .. شديد) او (بص .. بصيص) وهو لفظ عربي يراد من تكرار الحرف المخصوص في القصد في اخر اللفظ ان يتكررالقصد في حيز الصفة
سد .. سديد .. فاعلية تقلب سريان كل فاعلية فعندما يكون السد للماء فان السد يقلب سريان فاعلية الماء ويمنعه من الدلك والسيح وعندما يتكرر حرف الدال فان ذلك يعني ان انقلاب سريان الفاعلية يتكرر في حيز ففي الرأي مثلا يكون رأيا سديدا لانه سيكون فعالا في قلب أي رأي داحض للرأي السديد وفي نفس الوقت فان الرأي قد استنفذ كل فاعلية منقلبة السريان فيه (مضادة) فيكون (حيز الرأي) قد تفعل باتجاهين في الرأي نفسه وفي أي رأي داحض اخر
حر .. حرير .. تنحى نفس المنحى فكيون ان الحر (حرية) تتكرر في حيز ايضا فالثوب من حرير لان ملمسه (حر) في جسد من يرتديه فلا يقيد الجسد لنعومته .. وكذلك يكون (حرا) ايضا في ملامسته للاخرين ولا يقيد ملمس الاخرين لنعومته الخارجية ايضا فيكون (حرير) وهو ناعم من وجهين داخلي وخارجي
حرير .. تحرير ... وهو لفظ باضافة التاء وهي تدل في القصد على حاوية الصفة واحتواء فاعليتها مثل .. جر .. تجر فالتاء في القصد لاحتواء فعل الجر ومثل .. كتب .. تكتب ..فعل تفعل .. فالتاء لاحتواء الفعل فالحرير ذو حرية من اتجاهين فيكون التحرير هو احتواء الحرير وهو في مقاصد تحرير الارض فهي حرية للارض ومن يسكن عليها فتكون (تحرير) .. ومثلها تحرير الانفس وهو باتجاهين في حيز واحد (الانفس) وهو في قيودها الذاتية وقيودها الخارجية وتحرير الصناعة يقع في تحرير القيود الموضوعية والقيود التنظيمية وكل لفظ تحرير ياخذ اتجاهين في القصد وهو بتكرار صفة (حر) في الحيز المقصود سواء كان ارض او صناعة اوصحافة او أي شيء يراد تحريره
حَر : وهو من الحرارة والسخونة وهو نتيجة لتحرر طاقة والعلماء الماديون يؤكدون ان الحرارة نتيجة حركية جزيئات المادة فبالتسخين تتحرر جزيئات المادة فتكون (حرارة) وهي نتاج حرية جزيئات المادة
حر .. حرار ... وهو في البناء العربي تكرار مثل .. قر .. قرار .. فر .. فرار .. عد .. عداد .. مد .. مداد
وفي دخول الالف على اللفظ يفيد الفاعلية وليس الحيز كما في حرف الياء فبدلا من حرير .. حرار .. قرير .. قرار .. عديد .. عداد .. مديد .. مداد
حرف الالف يدل على فاعلية الصفة دائما .. مر .. مار .. قل .. قال .. سر .. سار ... فعل .. فاعل .. وذلك يعني ان خصوصية الحرف الاخير تتفعل مرة اخرى ولا يشترط ان تكون في نفس الحيز كما في .. حرير .. عديد .. مديد .. بل يكون القصد في فاعلية تؤدي الى فاعلية كما في عداد فيكون فاعلية العد متوالية فيكون عداد
حرار .. تنحى نفس المنحى وهو يعني في القصد ان صفة الحر تكررت وليس في نفس الحيز فتكون في القصد عند احتواء تلك الصفة في (حرارة) وهي تبادلية الفعل كما مثبت في مقاصدنا وفي مراصد علم الماديين (الحرارة المكتسبة تساوي الحرارة المفقودة)
من اجل تلك الفطرة العربية في الخلق كان جمع (حر) هو (احرار) لان تلك الصفة متبادلة بين (حر وحر وحر وحر) وبما يختلف عن مقاصدنا في جمع رسام .. رسامون لان الرسامون يرتبطون بصفة الرسم وتلك الصفة لن تكون تبادلية بين الرسامين اوالخياطين بل صفة الاحرار تبادلية بين حر وحر وحر فيكون جمعهم احرار فمن لم يتبادل الحرية مع الحر فلن يكون حرا بل ظالما مستبدا ... فمن حرية الفرد ان يسير في الشارع العام وكل الافراد يمتلكون تلك الحرية فمن يمنع احدا من السير في شارع عام فقد فقد تبادليته لصفة الحرية وسيجد من يمنعه من السير في الشارع .. وبنفس القانون الالهي تقوم نظم مادية ومنها تبادلية الحرارة في الفيزياء
النص القرءاني سببا في هذه الذكرى الفطرية (لا تنفروا في الحر ... نار جهنم أشد حرا ) فهي (أحر)
عندما ينضبط العقل في قرءان ... بلسان عربي مبين ... تكون .. الحرارة .. حرية .. فهي (حر) في حاوية تبادلية ومنها يقوم قانون تبادلية بين الاحرار فان لن تقوم تلك التبادلية فلن تكون الحرية .. وبهذا الحبو العقلاني في قرءان للذين يعقلون تقوم قوانين الحرية كما تقوم قوانين الحرارة
الحرية المفقودة تساوي الحرية المكتسبة
عندما امنع نفسي من اتخاذ الشارع العام مجلسا يعني اني فقدت شيئا من حريتي ولكن غيري كسبها في حرية السير في الشارع .. تلك تبادلية كما هي تبادلية الحرارة
ولو ذهبنا الى نظرية جان جاك روسو في نظرية نشوء الدولة الحديثة لوجدنا في قوله ما يتطابق مع قوانين الحرارة فقد قال جان ان الجمهور يتنازلون عن بعض من حقوقهم لسلطة الدولة فتقوم الدولة كما رآها ذلك المنظر ...
هي .. هي .. الحرية المفقودة (المتنازل عنها للدولة) يجب ان تساوي سلطة الدولة في الادارة التظيمية
ان زادت الدولة من مكتساباتها ... فقدت الجماهير من حريتها لان الحرية المفقودة تساوي الحرية المكتسبة ...
وعندما نرصد الدولة الحديثة في زماننا ومكتسباتها سنجد ان الناس قد فقدوا كثيرا من حريتهم فجسد الجماهير قد فقد كثيرا من حرارته (حريته) التي امتصتها منه الدولة الحديثة
فسلام عليك يادولة الاسلام
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان:7)
رسول امة لا يرافقه حارس نذير ..!!! فكم حارس نذير تمتلك دولة الحضارة
وهل الجماهير قد تنازلت عن حقها للدولة كما نظر لها جان جاك روسو .. ام ان روسو قد ضحك على الذقون للتخلص من هيمنة الكنسية والتنظير العقائدي لقيمومة الدولة في زمنه !!
لو تم تطبيق قوانين الحرارة على الحرية لفاز البشر في الارض جميعا ..
انها العربية في المقاصد قبل ان تكون في القواعد
الحاج عبود الخالدي
تعليق