ثقافة الوفاق الفكري
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كثير من المفكرين يطرحون افكارا توافقية لقيام ثقافة الوفاق الفكري وكلما يزادد حجم الوفاق الفكري كلما اقتربت الافكار من الصفة الثقافية الراسخة
الحضارة القائمة صاحبتها صفة ثقافية توافقية توائمت فيها الافكار وفق ناظور توافقي فقامت الثقافة السياسية وفق ناظور جغرافي (وطن) ومن ثم كان ناظور توافقي ديمقراطي وافق عليه المجتمع المعاصر بشكل كبير كما قامت ثقافات مركزية في ناظور الوطنية وتوائمت العقول الثقافية في بناء طود ثقافي وطني انتج كثيرا من المفاهيم التي لم تكن بالامس قبل قيام الحضارة ..
التوأمة الفكرية صاحبت النهضة الثقافية في كل مفاصل الحياة العصرية حتى في الاستخدامات التقنية تولدت ثقافة الاسرع والافضل والاطول عمرا في الاستخدام
وبعد اكثر من قرنين من المسار الثقافي التوافقي هل يعتبر الفكر الانساني ان تلك النظم الثقافية مستقرة استقرارا ابديا وانها ضرورة ثقافية يعتز بها الانسان المعاصر لتكون دستورا مستقبليا للاولاد والاحفاد ..!!
بعد عام 1980 وعند قيام التطور الصناعي بمكننة الانتاج الفائق ( massprodution ) انقلبت المفاهيم الثقافية التي استقرت قرابة قرن ونصف في نظم الاستهلاك حيث استقرت ثقافة ربيع النهضة التقنية على الاستخدام الطويل الاجل والبحث عن ماركات عالمية رصينة في الاجهزة التقنية التي دخلت نشاط الانسان حتى الملابس الداخلية والقمصان .. ولكن الانقلاب التقني في المكننة قلب المعايير التي نحت منحى التوافق الثقافي الذي احتضنه الجمهور فقامت ثقافة انسانية جديدة في الاستخدام الاقصر للتقنيات وصولا الى الاستخدام مرة واحدة ( disposable ) وبدأ بالمناديل الورقية وحقن الادوية ليصل الى السيارات واجهزة التلفزيون والكاميرات وغيرها واصبحت ثقافة الاستهلاك مبنية على العمر الاقصر والسعر الاقل فبدلا من سيارة مارسيدس بسعر قد يصل الى خمسين الف دولار وصلاحية عمل انيق وفائق لخمس سنين فاصبح القبول بسيارة كورية المنشأ بخمسة الاف دولار لاستخدام سنة اوسنتين بدرجة انيقة وفائقة الخدمة ..!! وضاعت ثقافة الامس التوافقية امام هدير تقني صناعي جديد صنع توافقية ثقافية جديدة في الاستخدام الاقصر عمرا الاقل كلفة وتكون النتيجة كسب يضاف الى مكاسب الانسان المتحضر فقد كان الاباء يشاركون في حفل زواج ابنائهم وهم لا يزال يستخدمون بدلات زواجهم قبل ربع قرن مثلا اما اليوم فالبدلة لا تستمر مع حائزها لاكثر من موسمين لا غير ...
وهل توافقية الثقافة في الناظور الوطني ورسوخها الفائق سوف يصمد مع افكار العولمة التي تحاك في ظلمة غريبة ..؟ وهل تبقى الوطنية نبراس ثقافي ازاء منظومة عولمة جديدة تضع الوطنية جزءا من ثقافة عالمية مفروضة ..!!
عندما يحس المثقفون ان ثقافتهم قد صنعت في اروقة خارج وعاء فكر الامة وان توأمة الفكر وتوافقه انما يكون بفعل ممنهج كما في الثورة الانتاجية الفائقة او العولمة ... كيف يكون موقف الفكر الثقافي ...
اثارتنا تثور العقل في امرين مطروحين للحوار :
الاول : هل التوافق الفكري هو مصدر ثبات الوسيلة الثقافية في الامة ..؟
الثاني : هل توافقية النظم الثقافية لها محركات غير مسيطر عليها من قبل الامة ..؟
وفي دوحة حوار ثقافي نتحاور
الحاج عبود الخالدي
تعليق