حروب العقل ( حديث عن الظواهر الخارقة )
مقال صيغ بتاريخ ( سيمتبر 1988 ) بقلم : محمد حسن بيرقدار
اخترناه لكم .. لغزارة معلوماته وقيمة حقائقه
حروب العقل ..( حرر هذا المقال في عهد القوتين العظميتين : الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا ) ويظهر الملف جانبا من التسابق نحو ( حروب العقل ) وتطويرها لدى القوتين .. وما زال موضوع القدرات الغارقة للعقل يجلب اهتمام كل الفاعليات ..
بداية ..
تنفق الولايات المتحدة عشرات ملايين الدولارات كل عام على برامج سرية غايتها دراسة الظواهر المتعلقة بالقدرات الإنسانية الخارقة ، ومعرفة إمكانيات استخدام قدرات العقل الإنساني للقيام بعمليات تجسسية وحربية . مثل القدرة على قراءة الملفات السرية من مسافات بعيدة جدا ، والقدرة على تحديد مواقع الغواصات النووية في اعماق البحار ، والقدرة على تفجير الصواريخ الموجهة أثناء تحليقها في الفضاء عن طريق استخدام القوة العقلية .
وتعاني الولايات المتحدة هذه الايام مما تسميه (( الفجوة )) التي تفصل بينها وبين الاتحاد السوفياتي في حقل (( الآسلحة النفسية )) .
ولقد كشفت الادلة المتاحة مؤخرا ان الدول العظمى تقوم منذ عدة عقود بدراسات مستفيضة في (( العلوم السرية )) التي تهتم بالمفاهيم ( الخا رجة عن ادراك الحسي العادي ) و (( التخاطر )) أي اتصال عقل بعقل آخر من مسافة بعيدة ، و ( الاستبصار ) أي القدرة على رؤية أشياء تقع خارج مجال البصر ، كان يرى انسان في القاهرة ما يجري في البت الابيض . و (( السايكو كينيسيس )) ، أي تغيير حالة شيء عن طريق استخدام القوة العقلية ، مثل كسر الزجاج أو صهر المعدن او تفجير صاروخ عن طريق استخدام ( القوة العقلية ) .
علم ام شبه علم ؟!
استمر الجدل بين العلماء عدة قرون بخصوص ( علم نفس الظواهر الخفية ) او ما يسمى ( باراسيكولوجي ) ، فلقد اعتبر بعضهم ان هذا العلم مشروع ، وان المهتمين به هم علماء جريئون يتمتعون برؤيا استثنائية ، بينما اعتبره بعضهم الاخر (( شبه علم )) واتهموا المهتمين به بانهم باحثون بسطاء التفكير واقعون في شرك خداع الذات .
وحين اكتشف هؤلاء ان وزارة الدفاع الآمريكية ( البنتاغون ) مهتمة بعلم الظواهر الخارقة ) ارتفعت حرارة الجدل العلمي .
ويعتقد "تشارلي روز" عضو اللجنة المختارة لشؤون المخابرات في الكونغرس الآميركي أن احتمال وقوع حرب (( الظواهر الخارقة )) هو احتمال حقيقي . وقد يستعدى في يوم ما تبنى برنامج ( سريع ) يشبه ( برنامج مانهاتن ) الذي أدى تبنيه الى تصنيع أول قنبلة ذرية في العالم . أما العالم ( مارسيللو تروتزي ) الذي يعمل في ابحاث (( الشذوذ العلمي )) في ولاية ميتشيجان فيعتقد ان وزراة الدفاع الامريكية ستتخلى عن واجباتها اذا لم تهتم بهذه الابحاث .
ولعل أفضل دراسة تفصيلية عن التجارب التي اجريت في حقل (( الظواهر الخارقة )) هي الدراسة التي اعدها العالمان (( راسيل تارغ )) و (( كيث هارادي )) التي نشرت مؤخرا في كتاب عنوانه ( سباق العقل ) ، وهو السباق الذي يتوقع العالمان أن يرث سباق التسلح الحالي ويليه .
أما الدكتور ( تارغ ) فهو عالم فيزيائي متخصص بأشعة الليزر وعلم البصريات والموجات (( الكهرطيسية )) القصيرة المدى ، وقد قضى عشرة اعوام قام خلالها بأبحاث مستفيضة في حقل (( الظواهر الخارقة )) لحساب وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون ، واجهزة المخابرات الامريكية المختلفة ، وقد كلفت تلك التجارب عشرات الملايين من الدولارات .
أما التجارب الرئيسية فقد تعلقت بما اسماه تارغ (( الرؤيا النائية )) التي يستطيع الآشخاص الذين وهبوا قدرات ذهنية خارقة بموجبها وصف اماكن بعيدة جدا لم يشاهدوها من قبل ، وان يصفوا احداث تجري في مكان آخر يبعد عنهم آلاف الاميال .
فعلى سبيل المثال قام الدكتور ( تارغ ) بتجربة شخصية على شخص موهوب موجود في كاليفورنيا عام ( 1976 )
فقد ذهب تارغ الى مكان يبعد مئات الاميال عن الموهوب ، ثم اختياره قبل الشروع في التجربة بدقائق ، دون علم الموهوب ، وكانت مهمة الموهوب وصف مكان تارغ من تلك المسافة البعيدة . وقد كتب الموهوب على كمبيوتر ( وكالة برنامج الدفاع للبحث المتطور )) من مكانه في كاليفورنيا ما يلي :
(( أرى تقعرا أسمنتيا يشبه بركة ماء جافة ، يتوسطها عمود إسمنتي ، وارى سرب حمام على يمين المشهد يطير فوق المنخفض الأسمنتي )) ، وقد صدق الموهوب ، اذ ان المكان الذي وصفه من مسافة بعيدة كان البركة المركزية في حديقة ( ساحة واشنطن ) في مدينة نيويورك . والبركة كانت فارغة ويتوسطها عمود إسمنتي ، كما انها كانت محاطة بالحمائم أثناء التجربة .
اما الآمر الخطير والمذهل فقد كشفه العالم ( رونالد ماكريه ) في كتابه الذي نشر مؤخرا تحت عنوان ( حروب العقل ) ..
يتبع باذن تعالى الله .. مع الجزء الثاني من ( الملف )
تعليق