استفسارات المتتبعين :ــــ
سؤال :
السلام عليكم
ما حكم أكل ( الحلزون ) البري ؟!
سؤال :
السلام عليكم
تنتشر في بعض بلاد شرق افريقيا كالجزائر والمغرب وغيرها وجبة خاصة مكونة من الحلزون
( البري ) ، فما حكم اكل تلك ( الوجبة ) ؟! لآنها تقتضي طبخ ذلك الحلزون ( حيّاً ) بسلقه .
ونحن نعلم انه توجد نوعان من ( الحلزون ) :نوع بحري وهو لا اشكال باكله ،لأنه يدخل في دائرة الحيوانات البحرية كالمحارات والأسماك وغيرها ، أما نوع الاخر فهو نوع ( بري) وهو يصنف من الحشرات التي لا دم لها ...وهو محط سؤالنا !!
علما ان الاراء الفقهية تنوعت في هذا الموضوع ، ولو ان الاجماع ( الاجتهادي ) يقول بجواز اكل الحلزون بنوعيه : البري والبحري ، ولو طبخ حيّاً فلا حرج ؛ لأن البري منه ليس له دم حتى يقال بوجوب تذكيته وإخراج الدم منه ؛ ولأن البحري منه يدخل في عموم حل صيد البحر وطعامه ( عن مصدر : موقع الاسلام سؤال وجواب )
كما ننقل جزء ميسر من تلك الآراء لتوسيع دائرة النظر والنقاش :
فالبري منها : يدخل في حكم أكل الحشرات ، وقد ذهب إلى تحريمها جمهور العلماء ، قال النووي رحمه الله في "المجموع" (9/16) : "مذاهب العلماء في حشرات الأرض .... مذهبنا أنها حرام ، وبه قال أبو حنيفة وأحمد وداود . وقال مالك : حلال" انتهى .
وقال ابن حزم رحمه الله :
"ولا يحل أكل الحلزون البري , ولا شيء من الحشرات كلها : كالوزغ ، والخنافس , والنمل , والنحل , والذباب , والدبر , والدود كله - طيارة وغير طيارة - والقمل , والبراغيث , والبق , والبعوض وكل ما كان من أنواعها ؛ لقول الله تعالى : (حرمت عليكم الميتة) ؛ وقوله تعالى (إلا ما ذكيتم) ، وقد صح البرهان على أن الذكاة في المقدور عليه لا تكون إلا في الحلق ، أو الصدر , فما لم يقدر فيه على ذكاة : فلا سبيل إلى أكله : فهو حرام ؛ لامتناع أكله ، إلا ميتة غير مذكى" انتهى .
"المحلى" (6/ 76 ، 77) .
ولم تشترط المالكية ذبح ما ليس له دم سائل ، بل جعلوا حكمه كحكم الجراد ، وذكاته : بالسلق ، أو الشوي ، أو بغرز الشوك والإبر فيه حتى يموت ، مع التسمية :
ففي "المدونة" (1/542) :
"سئل مالك عن شيء يكون في المغرب يقال له الحلزون يكون في الصحارى يتعلق بالشجر أيؤكل ؟ قال : أراه مثل الجراد ، ما أخذ منه حيّاً فسلق أو شوي : فلا أرى بأكله بأساً , وما وجد منه ميتاً : فلا يؤكل" انتهى .
وفي " المنتقى شرح الموطأ " ( 3 / 110 ) لأبي الوليد الباجي رحمه الله :
"إذا ثبت ذلك : فحكم الحلزون : حُكم الجراد ، قال مالك : ذكاته بالسلق ، أو يغرز بالشوك والإبر حتى يموت من ذلك ، ويسمَّى الله تعالى عند ذلك ، كما يسمى عند قطف رءوس الجراد" انتهى .
وتقبلوا فائق الشكر والتقدير
تعليق