بين ديوجين والاسكندر
هناك قصة تروى عن الفليسوف الاغريقي " ديوجين " المشهور بقنديله الذي أشعله ظهرا وخرج يبحث عن رجل لان الرجال قليلون : لقد كان ديوجين ينعم بحمام شمس ذات يوم غير مبال بالآخطار الجسيمة على حياته بسبب احتلال جيوش الاسكندر لمدينته ، وكانت جيوش الاسكندر قد احتلت مدن الاغريق كلها وأسرت سكانها . وقد عجب الاسكندر لهذا الفيلسوف الذي لا يهاب الموت بل ظل مقيما في مدينته .
ووقف الاسكندر عند رأس الفيلسوف المتمدد على الآرض وقال له : { انني معجب بشجاعتك واريد ان اساعدك ، هل هناك طريقة ما أستطيع أن اساعدك بها } ؟
فقال ديوجين : { نعم ، اني انعم بحمام شمس ، فهل لك ان تنحرف عني قليلا ، إن ظلك يسقط على جسمي }
عندئذ ظهر الغضب على وجه الاسكندر وصاح قائلا : { الا تعلم انني أخذت بلاد الآغريق كلها ؟} فسأله ديوجين { وماذا عساك ان تفعل بعد ذلك ؟ }
{ سآخذ ايطاليا واحتل روما }
ثم ماذا ؟
سأحتل بلاد الفرنجة والهند .
وبعد ذلك ؟
{ بعد ذلك سأعود الى وطني واخلد الى الراحة وانصرف الى التامل في حديقة منزلي ..}
وهنا قال ديوجين { ان هذا هو عين ما افعله الان , }
ومات الاسكندر في الثالثة والثلاثين من عمره دون ان تتاح له فرصة التأمل الهادئ في حديقة
منزله ؟
ربما كان من الخير للكثير من المتكالبين على نعيم الدنيا ومتاعها الرخيص ، حتى أغرقتهم تلك المتع بسوئها وملئوا حصونهم بنعيمها ,,,قراطيس من اوراق و ذهب ومجوهرات ...... التحلي قليلا بحكمة ديوجين ..