الرب .. والربا ...!
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
ضياع الفطرة العربية ادى الى ضياع الفهم في الالفاظ القرءانية والاعتماد على الفهم المستنسخ من الاخرين
الفهم المستنسخ من الاخرين فوت الفرصة على الساعين لفهم القرءان بشكل مباشر من خلال فطرتهم العربية فاصبح فهم القرءان حكرا لفئة محددة من الناس !!
الرب هو لفظ معروف ومستقر في عقول السابقين والمعاصرين وهو في القصد هو الله سبحانه
ولكن رب الاسرة هو الماسك بوسيلتها .. ورب العمل هو الماسك بوسيلة العمل فيكون ربنا هو الله يعني هو الماسك بوسيلتنا
في فطرة اللسان العربي
قم .. قام .. مشي .. مشى ... سر .. سرى .. زد .. زاد .. قل .. قال .. فر .. فار ..
مراقبة حرف الالف في اللفظ الفطري يرى المراقب ان الحرف دل في القصد على قيام الفعل في الصفه !!
فيكون لفظ (ربا) هو قيام فعل الرب في فعالية الربا
ذلك المرابي الذي يقرض ماله بالربا انه انما يفعل صفة الرب في ماله فيكون ذلك محرما لان وسيلة الرزق هي حصرا في فاعلية الله فعندما يقوم العبد بتفعيلها انما يريد ان يمارس فعلا ربانيا !!
تلك الفارقة تجعل الربا في التطبيق اكثر منعة واكثر فهما للمؤمن الذي يحذر .. فقد نقل في الفكر العقائدي عن علي بن ابي طالب ان (من أتجر ولم يتفقه في الدين فقد ضارب على الربا)
فمن جعل من وسيلته سببا للرزق فقد ضارب على الربا .. ومن اعتقد ان مرابحه من هذه السلعة او تلك هي رزقه .. فقد وهم ..
بين الرب .. والربا ... يتحرك العقل المؤمن في رصد ما يضره من تطبيقات يومية بل على مدار الساعة
فما كان للعبد .. للعبد .. وما يكون للرب .. يكون .. دون ان يقوم العبد بتفعيل الرب ليكون في محله (ربا) !!
رب العمل هو في ما يكون للعبد .. ورب الاسرة هو فيما يكون للعبد .. ولكن الربوبية تتفعل عند الفرد عندما يتعامل مع مفاصل كثيرة في الخلق مثل ذلك الشخص الذي يبحث عن وسيلة انجاب الذكر بدلا من الانثى فهو انما يفعل الرب في ربا !!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:278)
في هذه الاية المستقلة لا يربط النص الشريف فاعلية الربا في الاموال بل يطلق الربا كفاعلية تصيب مفاصل كثيرة من نشاط الانسان والاية تربط ذلك الترك في (ان كنتم مؤمنين)
الربا مس شيطاني وخروج على سنن الخلق بنص شريف ايضا
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ )(البقرة: من الآية275)
وفي النص تأكيد للفهم (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم ..) ففي الربا قيام وهو تفعيل صفة من صفات الله في النشاط فيكون رباً
تربية الحيوان لفظ من (رب) ولكن التربية والتدجين الحيواني ليست صفة ربانية بل الربا يتحصل في تفعيل الصفات التي اختص بها الله
من كان رباً في وسيلته فهو الرب اذن وقد خرج من سنن الخلق واصبح هو العبد والرب في آن واحدا فكان ويكون رباً .. ندا لله !!
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186)
الناس يتصورون انها في رفع اليدين الى السماء والتوسل بالله باحسن الالفاظ وكأن الله احد الملوك .. ذلك ليس من قوانين الله في النص اعلاه .
في كل نشاط ينشط فيه العبد وهو مؤمن ان الله ربه وهو غير قادر على الربوبية لنفسه (فليؤمنوا به) و (يستجيبوا له) ولا وجود للدعاء في هذا المقام
دعوة الداع لم تكن لفظا كما ندعو بعضنا بعضا بل هي مثل دعوة تقام عند القاضي في نشاط محدد فاذا كانت الدعوى عند القاضي في مشكو ومشكو منه والقاضي يقضي حاجات المدعي
فان الناشط في يومياته انما هو المدعي وحاجته هي الدعوى والله قريب !!
في النهار يجعل الكثيرون انفسهم اربابا لما بين ايديهم وفي الليل يتوسلون بربهم !! وكأن الله بغافل عن ما يفعلون !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق