غبطة ألنعمة
نفهم من النعمة هي النعمة الدنيوية
أي ما يراها أهل الدنيا نعمة كما سبق أن قالوا لقارون
(أنه لذو حظ عظيم ) وهذا النظر حسي محظ
، لا يعتمد على اساس غيره ، كالأيمان بمصداقية القرآن الكريم ،ومطابقته للواقع البشري.
القرآن الكريم في اكثر من موضع أفصح عن أن ألأنشغال بألمال الدنيوي
والنعمة الدنيوية أنشغالا صارفا عن الآخرة
مما يسبب وقوع الضرر الفادح بالفرد شاء أم أبى ، كما قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (9) سورة المنافقون
فمن ألتفت الى مثل هذه الآية الكريمة وعمل بمضمونها نسبيا لا يكون
من اصحاب النظر الدنيوي الضيق والقاصر غالبا .
والحكمة في بيان
بعض المصاديق ولذا عبرت ب(رب) وهي كما سبق القول حرف جر
تفيد التقليل ، أن بعض الناس يغبطهم غيرهم على ما هم فيه
، وألغبطة:
هي تمني ما عند الغير من دون تمني زواله
، وهي في بعض حالاتها
راجحة . الا أن هذه النعمة داء على صاحبها و وبال عليه
حيث لو تبين
للغابط حقيقة هذه النعمة تظاهرية من طريق آخر
تراجع عن موصوفه وهو بهذا المستوى من الغموض وألأبهام
، تجعل الكثير من الناس
ينخدعون بها ويطلبون الوصول اليها من دون ألألتفات
الى ما تتركه
عادة أو غالبا من اضرار وخيمة في الدنيا والاخرة أو في الاخرة فقط
وعبر الله تعالى عن الضرر الاول بقوله
( {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} (81) سورة القصص
.ومقولة (رب محروم من نعمة هي شفاء )فالكلام
هنا كالكلام هناك حرفا بحرف اذ ان الحرمان
الذي اخره عدم الحرمان
هو عين الشفاء والعافيه ، طالما يفيد الحرمان
من النعيم الدنيوي في تربية
النفس وزيادة معنوياتها مضافا الى ما يحصل عليه الفرد أخرويا
بسبب هذا
الحرمان 0 (صبروا أياما قليلة) أي حرموا أنفسهم من الملاذ والحرام الدنيوي الزائل
(فأعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة قد يسرها لهم ربهم)
وقد يتسبب الحرمان الوقتي الى نتاج الدنيا كما في نبي ألله أيوب عليه السلام وتارة في الاخرة فقط كما قال النبي عليه الصلاة والسلام
(صبرا آل ياسر فأن موعدكم ألجنة)
فاذا رب محروم في نظر أهل الدنيا
هو ليس كذلك في نظر ألله تعالى ونظ ر أوليائه .