رد: حديث عن ( المهدي ) المنتظر !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله اخي الفاضل سوران واساله تعالى ان يأتينا ويأتيكم منه هدي اليقين فلا احلى من اليقين الذي وعد الله به ابراهيم (ليكون من الموقنين)
موضوع الاصلاح والانقاذ الاممي يحمل وسعة كبيرة من المفاصل فهو لا يمكن ان يكون عنوان لموضوع محدد بحدود فكرية او ممارسات تطبيقية كما تشير اليه معظم الديانات التي يحملها العقل البشري عموما
يمكننا ان نمسك تلك الراشدة في وعاء الفطرة العقلية فعندما يريد احدنا ان يصلح منزله او يصلح سيارته او ماكنة في مصنعه فان الممارسة الاولى تبدأ في رسم معالم ما يستوجب اصلاحه فاذا كان عصرنا وبشريتنا جميعها تحتاج الى اصلاح في اتجاهات متعددة ومختلفة او قد تكون متناقضة فيكون من المؤكد ان حجم (ما يستوجب اصلاحه) سيكون ذا كم هائل من البيانات والتي لا يمكن تصور حدودا لحجمها بسبب وسعتها الفائقة
موضوع الانتظار في مفاهيم الناس جميعا يختلف عن (الانتظار التكويني) وذلك المختلف يقع في فهم (عنصر الزمن) فالناس يتعاملون مع (الصبر) او (الانتظار) بصفته استهلاك زمني لا غير اما لو عدنا الى فطرتنا الحق سنجد ان الانتظار يعني عدم التدخل في شأن الهي حتى يتم انجاز برامجية الخلق ومثل تلك الممارسة الفطرية ندركها مع حبة القمح حين تنبت او مع شجرة تمر فان الانتظار لا يعني (زمن مستهلك) بل يعني (اكتمال) حبة القمح على سوقها واكتمال ثمرة التمر في نخلتها وعند التكامل المنظم لسنن الخلق يتم حصد الغلة فالانتظار لن يكون استهلاك زمن بدون عمل ومثابرة بل مع العمل تستكمل السنن فاعليتها ونقرأ القرءان
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
وهنلك ءاية مستقلة تطالبنا بالانتظار
{وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ }هود122
ففي النص الشريف بيان مؤكد ان الله ينتظر ايضا وحين يتم تطبيق النص على موضوعنا المطروح يتبين ان هنلك (تفعيل بشري + تفعيل الهي) له نتاج والوصول الى الغلة تستوجب استكمال الفاعليتان لدورتهما التكوينية ... من المؤكد ان الباحث يمتلك الحق في تطبيق النص على ما بين يديه من حاجة (حنفية الدين) وذلك عند قرن النص مع حاجاتنا ومن ثم قرن حاجاتنا مع النص الشريف .. الانتظار لا يعني الخنوع والسكينة او الصبر الممل بل هو برامجية فعالة الا اننا لا نرى فعلها ذلك لقصورنا في البحث والتقصي فلو لم يخبرنا القرءان بما فعله العبد الصالح في (خرم السفينة) لتصورنا ان الذي خرم السفينة هو شخص (مجرم) يستوجب عقابه ولا يمكن وصفه بالعبد الصالح خصوصا انه قتل الغلام ومن ذلك المثل (الخطير جدا) نستطيع ان نؤكد ان مداركنا لكيد الله المتين ضعيفة واهنة لاننا في قصور بحثي كبير والسبب ان الله لا يفتح ابواب فهمنا فتحا واسعا ذلك لاننا وضعنا شأن الله وراء ظهورنا واحتظنا شؤوننا بشكل فعال وكبير والدليل قائم في كل مفصل من مفاصل الدين فالشأن الديني بقي كما تثبته التاريخ دون تعيير معاصر في حين نرى اننا (مثلا) تركنا ركب الناقة والحمير والبغال لانها ممارسات تاريخية ..!! الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ركب الناقة في الحج والعمرة فهي (سنة) الا ان تطبيقها اليوم يتم بركوب السيارة او الطيارة للحج والعمرة فالناس تستريح على ما يتوائم مع خواطرها فسنة ركوب الناقة في الحج والعمرة صعبة لذا يسهل شطبها
لو اردنا توسيع دائرة ملف المهدي فان ذلك الملف يؤكد (بعين معاصرة) ان المهدي ورعيله يمارس وظيفته (الضرورة) الان في يومنا المعاصر الا اننا لا نفهم (ما يستوجب اصلاحه) لغرض فهم ممارساته الاصلاحية ومعرفة بيانها ونتسائل :
هل اعابة السفينة لحماية المساكين الذين يعملون في البحر من الملك الظالم هو اختيار عشوائي او انها ممارسة عشوائية مورست في التاريخ ..؟؟ ام انها منظومة كونية تتفعل في كل حين ..!!
الايمان بمنظومة الله غير معروف فالناس وبمجمل ثقافاتهم ودياناتهم انما يتصورون ان (الاعتراف) بالخالق هو الايمان اما (فاعلية التأمين) كما يرسمها المثل الشريف في عملية (تأمين) على السفينة من ملك ظالم غير معروفة عند الناس حتى عند اكبر الممارسين للتطبيقات العقائدية
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }السجدة28
{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ }السجدة29
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ }السجدة30
هنلك منازلة بين (فعل الله) و (فعل البشر) وفي تلك المنازلة فاعليات كثيرة لا ترى الا انها يمكن ان تكون (مرئية) بالبحث والتقصي ولتلك الفاعليات (يوم فتح) وهو في نصرة فاعليات الله على فاعليات البشر ... ذلك هو نظام رباني مسطور في القرءان وهو فعال في (كل منازلة) بين قوانين الله وفاعليات الانسان ... بعضا من تلك الفاعليات (الظالمة) تحتاج الى تدخل المنظومة المهدوية
اذا كنا لا نعرف تلك المنظومة
واذا كنا لا نعرف (ما يستوجب اصلاحه)
فكيف نعرف المهدي في يومنا المعاصر
فيضطر الناس الى الخيال العقائدي المحض وكأن المهدي من خيالات العاجزين عن تحقيق النصر العام ... الا ان النصر العام (يوم الفتح) لا يمتلك صنف واحد فقد يراه هذا المسلم بقيام دولة الخلافة ويراه اخر بالقضاء على الاستكبار العالمي ويراه ءاخر بالقضاء على الحكام الظالمين او استبدال القوانين الجائرة او توحيد اقاليم المسلمين الا ان امثال القرءان تمنحنا (ذكرى) قرءانية ان (يوم الفتح) يمكن ان يكون (شخصي) كما في مثل العبد الصالح او يكون خاص مجتمعيا كما في مثل موسى وفرعون وبني اسرائيل او مثل طالوت وهنلك مثل قرية يونس ومثل نوح وامثلة قرءانية كثيرة تحدد مفاصل مهمة من الادارة الالهية عبر (الائمة الذين يهدون بامره) الا اننا نريد ان يكون (يوم الفتح) كما تشتهي انفسنا نحن وذلك لن يكون
سلام عليكم
المشاركة الأصلية بواسطة سوران رسول
مشاهدة المشاركة
حياكم الله اخي الفاضل سوران واساله تعالى ان يأتينا ويأتيكم منه هدي اليقين فلا احلى من اليقين الذي وعد الله به ابراهيم (ليكون من الموقنين)
موضوع الاصلاح والانقاذ الاممي يحمل وسعة كبيرة من المفاصل فهو لا يمكن ان يكون عنوان لموضوع محدد بحدود فكرية او ممارسات تطبيقية كما تشير اليه معظم الديانات التي يحملها العقل البشري عموما
يمكننا ان نمسك تلك الراشدة في وعاء الفطرة العقلية فعندما يريد احدنا ان يصلح منزله او يصلح سيارته او ماكنة في مصنعه فان الممارسة الاولى تبدأ في رسم معالم ما يستوجب اصلاحه فاذا كان عصرنا وبشريتنا جميعها تحتاج الى اصلاح في اتجاهات متعددة ومختلفة او قد تكون متناقضة فيكون من المؤكد ان حجم (ما يستوجب اصلاحه) سيكون ذا كم هائل من البيانات والتي لا يمكن تصور حدودا لحجمها بسبب وسعتها الفائقة
موضوع الانتظار في مفاهيم الناس جميعا يختلف عن (الانتظار التكويني) وذلك المختلف يقع في فهم (عنصر الزمن) فالناس يتعاملون مع (الصبر) او (الانتظار) بصفته استهلاك زمني لا غير اما لو عدنا الى فطرتنا الحق سنجد ان الانتظار يعني عدم التدخل في شأن الهي حتى يتم انجاز برامجية الخلق ومثل تلك الممارسة الفطرية ندركها مع حبة القمح حين تنبت او مع شجرة تمر فان الانتظار لا يعني (زمن مستهلك) بل يعني (اكتمال) حبة القمح على سوقها واكتمال ثمرة التمر في نخلتها وعند التكامل المنظم لسنن الخلق يتم حصد الغلة فالانتظار لن يكون استهلاك زمن بدون عمل ومثابرة بل مع العمل تستكمل السنن فاعليتها ونقرأ القرءان
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158
وهنلك ءاية مستقلة تطالبنا بالانتظار
{وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ }هود122
ففي النص الشريف بيان مؤكد ان الله ينتظر ايضا وحين يتم تطبيق النص على موضوعنا المطروح يتبين ان هنلك (تفعيل بشري + تفعيل الهي) له نتاج والوصول الى الغلة تستوجب استكمال الفاعليتان لدورتهما التكوينية ... من المؤكد ان الباحث يمتلك الحق في تطبيق النص على ما بين يديه من حاجة (حنفية الدين) وذلك عند قرن النص مع حاجاتنا ومن ثم قرن حاجاتنا مع النص الشريف .. الانتظار لا يعني الخنوع والسكينة او الصبر الممل بل هو برامجية فعالة الا اننا لا نرى فعلها ذلك لقصورنا في البحث والتقصي فلو لم يخبرنا القرءان بما فعله العبد الصالح في (خرم السفينة) لتصورنا ان الذي خرم السفينة هو شخص (مجرم) يستوجب عقابه ولا يمكن وصفه بالعبد الصالح خصوصا انه قتل الغلام ومن ذلك المثل (الخطير جدا) نستطيع ان نؤكد ان مداركنا لكيد الله المتين ضعيفة واهنة لاننا في قصور بحثي كبير والسبب ان الله لا يفتح ابواب فهمنا فتحا واسعا ذلك لاننا وضعنا شأن الله وراء ظهورنا واحتظنا شؤوننا بشكل فعال وكبير والدليل قائم في كل مفصل من مفاصل الدين فالشأن الديني بقي كما تثبته التاريخ دون تعيير معاصر في حين نرى اننا (مثلا) تركنا ركب الناقة والحمير والبغال لانها ممارسات تاريخية ..!! الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ركب الناقة في الحج والعمرة فهي (سنة) الا ان تطبيقها اليوم يتم بركوب السيارة او الطيارة للحج والعمرة فالناس تستريح على ما يتوائم مع خواطرها فسنة ركوب الناقة في الحج والعمرة صعبة لذا يسهل شطبها
لو اردنا توسيع دائرة ملف المهدي فان ذلك الملف يؤكد (بعين معاصرة) ان المهدي ورعيله يمارس وظيفته (الضرورة) الان في يومنا المعاصر الا اننا لا نفهم (ما يستوجب اصلاحه) لغرض فهم ممارساته الاصلاحية ومعرفة بيانها ونتسائل :
هل اعابة السفينة لحماية المساكين الذين يعملون في البحر من الملك الظالم هو اختيار عشوائي او انها ممارسة عشوائية مورست في التاريخ ..؟؟ ام انها منظومة كونية تتفعل في كل حين ..!!
الايمان بمنظومة الله غير معروف فالناس وبمجمل ثقافاتهم ودياناتهم انما يتصورون ان (الاعتراف) بالخالق هو الايمان اما (فاعلية التأمين) كما يرسمها المثل الشريف في عملية (تأمين) على السفينة من ملك ظالم غير معروفة عند الناس حتى عند اكبر الممارسين للتطبيقات العقائدية
{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }السجدة28
{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ }السجدة29
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ }السجدة30
هنلك منازلة بين (فعل الله) و (فعل البشر) وفي تلك المنازلة فاعليات كثيرة لا ترى الا انها يمكن ان تكون (مرئية) بالبحث والتقصي ولتلك الفاعليات (يوم فتح) وهو في نصرة فاعليات الله على فاعليات البشر ... ذلك هو نظام رباني مسطور في القرءان وهو فعال في (كل منازلة) بين قوانين الله وفاعليات الانسان ... بعضا من تلك الفاعليات (الظالمة) تحتاج الى تدخل المنظومة المهدوية
اذا كنا لا نعرف تلك المنظومة
واذا كنا لا نعرف (ما يستوجب اصلاحه)
فكيف نعرف المهدي في يومنا المعاصر
فيضطر الناس الى الخيال العقائدي المحض وكأن المهدي من خيالات العاجزين عن تحقيق النصر العام ... الا ان النصر العام (يوم الفتح) لا يمتلك صنف واحد فقد يراه هذا المسلم بقيام دولة الخلافة ويراه اخر بالقضاء على الاستكبار العالمي ويراه ءاخر بالقضاء على الحكام الظالمين او استبدال القوانين الجائرة او توحيد اقاليم المسلمين الا ان امثال القرءان تمنحنا (ذكرى) قرءانية ان (يوم الفتح) يمكن ان يكون (شخصي) كما في مثل العبد الصالح او يكون خاص مجتمعيا كما في مثل موسى وفرعون وبني اسرائيل او مثل طالوت وهنلك مثل قرية يونس ومثل نوح وامثلة قرءانية كثيرة تحدد مفاصل مهمة من الادارة الالهية عبر (الائمة الذين يهدون بامره) الا اننا نريد ان يكون (يوم الفتح) كما تشتهي انفسنا نحن وذلك لن يكون
سلام عليكم
تعليق