تحية واحترام
تستعر في ايامنا ثقافة سياسية جديدة يطلق عليها الاعلاميون مسمى ـ ثقافة التغيير ـ العجيب في تلك الثقافة انها تمتلك فأس وذلك الفأس كان بيد الحكام المتسلطين الا انه تحول فجأة الى يد الجماهير
كيف لنا ان نفهم
هل فهمنا يجب ان ينحسر في سلطوية الحكام المتأتية من نشيد وطني
ام هل فهمنا يجب ان ينحسر في شجاعة الجمهور بعد مرحلة من الجبن والخنوع لحاكم الوطن
للاجابة على تلك المفهومية نحتاج الى بلورة الافكار في كلا الفريقين ـ الحاكم المتسلط ـ ورديفه ـ طالب للتغيير ـ
عندما يكون الحاكم التسلطي ماسكا بزمام الامور متمكنا من سلطويته القهرية على عبيد الوطن فهو يقتلع كل من يقف بوجهه باسم الوطنية والمصلحة العامة للوطن تلك الصفة هي التي حاربها طالبي التغيير وفي هذه المفهومية نتسائل ما الذي حدث لكي يتنازل الحاكم المتسلط عن سلطويته فجأة وسمح لطلاب التغيير ان يشتموه علنا في الساحات العامة وهو بالامس كان يسجن كل من ينظر الى صورته بشزر او امتعاض حيث تتلقف نظرات كل مواطن منظومة أمنية وظيفتها هي البحث عن كل من يعلن عدائه للحاكم البطل فعداء الحاكم تعني في قاموس الحكام التسلطيين انها عداء للوطن
عندما يكون الجمهور جبانا ويخشى بطش الحاكم المتسلط فمن الذي رفع صفة الجبن فيه ودفعه الى مهاجمة الحاكم المتسلط في الساحات العامة ودفع المواطنين الى اختراق قدسية الوطن في شل حركة المواطنين وتدمير منشآة وطنية او قتل شرطي وطني
بالتأكيد سنرى ان الذي رفع حالة الجبن عن الجمهور هو الحاكم المتسلط نفسه فهو الذي تهاون كثيرا مع نفر قليل بدأ حركة التمرد ولم يبطش بذلك الجمهور القليل منذ بداية هيجان اول صوت ينادي بالتغيير والا كيف يتحول الفأر الى اسد بين يوم وليلة
كانت المنهجية الدولية في النصف الاول والربع الثالث من القرن العشرين في الحراك السياسي الذي اوصل الحكام الى دست الحكم هو في الانقلابات العسكرية التي تسمى ثورات وطنية وكان (التغيير) يتم من خلال انقلاب ثوري يطيح بحاكم متسلط ليأتي حاكم متسلط اخر فيخرج المعارضين من السجن ومن ثم يملأ السجن بمؤيدي النظام السابق وكلا الطرفان يناديان (يا وطن)
منذ قرابة نصف قرن تقريبا اختفت ثقافة التغيير بواسطة (الانقلاب الثوري) وحلت محلها سياسة (التغيير البارد) في اغتيال الزعيم او موت الزعيم بذبحة صدرية او خلاف عائلي ملكي او اميري او انتخابات صورية ولا تغيير الا في الوجوه اما المضامين فتبقى تسلطية حيث سارت منهجة التغيير بشكل محدود غير متسع كما شاهدنا التغييرات الثورية في القرن العشرين ولعل اوضح صورة للتغيير البارد حصلت في منظومة الدول الاشتراكية منذ عشرين عاما فهي كانت اقل دموية من الانقلابات الثورية والسجون لم تتعرض الى تفريغ واعادة شحن مرة اخرى
ثقافة التغيير اليوم تمتلك ميزة فائقة سياسيا بما لا يشبه الامس حيث يعتبر اليوم ان التغيير خاضع لرقابة دولية وهو خاضع لحماية دولية ايضا حيث تكثر تصريحات دول العالم المتمدن (دول الثمان) مقابل اي حركة تغييرية تجري في شارع عربي او ميدان تحرير عربي
هل هو نظام جديد بدأ في تونس
ام انه مناورة لوضع العولمة موضع التنفيذ
وما الهدف
نفط
ام شعوب
ونفط من سيكون الهدف
واي شعب سيكون الهدف
هل نفط الارض كلها
وهل شعوب النفط في محنة حقيقية
اللهم نسألك الرشاد في الامر فقد استشرى السوء في اوطاننا الوطنية فاصبحت الوطنية في بعض الاوطان كالداء الذي لا شفاء منه فكل وطن مصاب بفايروس المعارضة وطلاب التغيير
اذا كان للتغيير ثقافة سياسية الا يحق لنا ان نغير التغيير قبل ان نغير وجوهنا
هل تبديل العملة الورقية ينفع الناس او انه تبديل صورة فقط
وهل تبديل الحكام ينفع الناس او انه تبديل صور الحكام
اذا كان التغيير واجب
فهل هو واجب وطني محض
او انه واجب انساني
فاذا كان للتغيير منقلبا
فهل الارتكاس بالوسيلة الكافرة يعني ان للتغيير جذوة تؤنس المواطنين ام انها تكون نارا تصلي النافخين في شرارها
اين الله من كل هذا
واين مقعد الانسان من خالقه
وهل مقعد الانسان من حاكمه يعلو على مقعد الانسان من خالقه
اللهم لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا
وقل ربنا انصرنا على القوم الكافرين
فماذا سيحدث ان كنا نحن الكافرون
فاي تغيير سينفع الناس
تغيير الحاكم
او تغيير المحكوم
تحيتي
تعليق