وكل الشرائع الألهية التي سبقتها
هو ربط الانسان بخالقه وتحكيم هذا الأرتباط ليصل
الى اعلى درجات القربى
حيث لا يبقى بين العبد ومولاه أي حجاب
ولا شك بان لهذا القرب حقيقة فوق كل الأعتبار
فيها ينال الأنسان كماله الذي خلق لأجله
ولكي يتحقق هذا الأرتباط ويبلغ أعلى درجاته
قدم الدين الالهي برنامجا شاملا
عنوانه ألشريعة وروحه العبودية
وبمقدار ما يحصل الالتزام بالشريعة
تعطي المجال للروح والحقيقة
للبروز والتحقق في حياة الانسان .
هذا البرنامج الالهي المقدم للانسانية يريد ان يتجه
نحو الذوبان في ارادة ألله وافناء رغباته وميوله الخاصة التي تسوقه نحو التسافل
والطريق الوحيد لتحقيق ذلك يكمن
في العبودية الخالصة
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة5
فالعبودية وسيله لازالة كل الحجب
بين العبد والمعبود
وهناك سيحصل الاستمداد من الفيض الالهي
المطلق الخالص ويتحقق الكمال المطلوب .
في ساحة النزاع وصراع الحياة
هناك حيث أستعدت جميع قوى الشر
بجميع ما لديها من مكائد
لكي تعدم بواعث الصلاح والأحسان
في كل مكان وفي كل شخص
فان أول سد يقوم بصد الهجوم وتدميره
هو قوة العزم القدرات النفسيه للبشر
اذ بتحطيم هذا السد المنيع يغدو من اليسير أحتلال
قلعة شخصية الانسان ونهب كنوزها التي تحفظ فيها اصالة الانسان الذاتية ومدخراته من القيم والمعارف والعلوم كلما تجددت الروح الاسلامية في النفوس
وحدث التحول والتطور في الظروف
كلما ازداد طرح السؤال المهم
ما هي الحدود الواضحة بين التطوير والاصالة
وبين التغيير والثابت ؟
لا ريب ان الدين ذو جانبين ثابت ومتطور
وعلى سبيل المثال :
فأن الصلاة والصيام والحج
و سائر الشعائر تمثل جوانب ثابتة في الشريعة الاسلامية
ولكن المسجد الذي يصلي فيه الاتسان المسلم
والملابس التي يرتديها وما الى ذلك
لا بد ان تختلف من زمن لآخر
ان الجانب المتطور في الأسلام
يجب علينا الألتفات اليه رغم ان هناك ك
ثير من المثقفين اخذوا من الأسلام جانبا و
خلطوه بالافكار الاخرى
سواء كانت أشتراكية أو راسمالية .
وعليه يجب فهم الاسلام الاصيل البعيد
عن الافكار الغربية والشرقية الدخيلة
وللعلماء الواعون والعارفون بالروح الحقيقية للاسلام
ان يضطلعوا بهذه المسؤولية الخطيرة
وحل تلك المعضلات بقدرة وعزيمة وعطاء.
وفي هذا المجال نحن بحاجة
الى جهود متواصلة دؤوبة لكي نستطيع فهم القرءان
ليس في رسمه
بل في دستورية نظمه التي جاء بها
وهو قرءان مقروء
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
إَلاَّ كل مسلم يحتفظ بالقرءان
وربما يحفظه عن ظهر غيب
ولكن لا يعرف عن حقيقة القرءان الا أسمه ورسمه ويحدثنا التاريخ عن اثر القرءان
في نفوس واهني العقل فيذهلون منه
يؤمنون انه كلام فوق طاقة البشر
فعل القرءان فعله المؤثر فيهم
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} آل عمران164
تعليق