مازال الخلط يملأ الفكر الإسلامي في التفريق بين مسميات إبليس و شيطان .. وهل إن إبليس من مخلوق الملائكة أم من مخلون الجان.. وهل إن الشيطان مخلوق مستقل أو هو صنف من مخلوق الملائكة أو صنف من مخلوق الجان أو صنف من مخلوق الإنسان.
تطرق الحاج الوالد لهذا الموضوع وقد طرح أكثر من موضوع في هذا الشأن وقد أوصلتنا أفكاره المثيرة لعتبات معرفية تزيدنا رغبة لربط مفاصل كثيرة كانت في متراكمات فكرية مشتتة في التفريق بين مقاصد الخالق في هوية إبليس و هوية الشيطان.
المفهوم الأكثر تركيزا في إثارات الحاج الوالد كانت توضح إن الشيطان هي صفة في الإنسان نفسه أو صفة في الجان نفسه... فهنالك فارقة يشير إليها القرءان في تسميته لنوعي من الشياطين ( شياطين إنس و شياطين جن). أما المفهوم الأكثر تركيزا في هوية إبليس بأنه ملائكة الله الغير ساجدة للإنسان والملائكة الإبليسية تمثل منظومة الله التي يتفعل فعلها في جميع الخارجين عن نظم الخلق ( المتشيطنيين) حيث تكون لهم المنظومة الإبليسية بالمرصاد (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) في معالجة (رددناه أسفل سافلين).
السؤال الذي يطرح نفسه: هل كما يكون من واجبات إبليس هو معالجة بموجب منظومة إلهية لجميع الخارجين عن نظم الخلق (المتشيطنيين) من مخلوق الإنسان .... سيكون من واجبه أيضا المعالجة ذاتها بخصوص مخلوق الجان؟. بمعنى آخر للسؤال هل إن إبليس هو الملائكة الغير ساجدة للإنسان والجان؟. أم إنه خص لمعالجة مخلوق الإنسان الخارج عن نظم الخلق؟.
وكذلك ما زال التفريق بين معرفة إن إبليس من الجن أو من الملائكة ضبابي على عقولنا.. من خلال ما هو مدرج أدناه:
- في القرءان الذي لا ريب فيه (يقينا) نلمس مفهوم إن إبليس من الملائكة تارة وتارة أخرى يحدثنا القرءان بأنه من الجن أو إنه مخلوق من نار كما هو الجان مخلوق من نار.
- لم يحدثنا القرءان عن حساب أو عقاب فيما يخص مخلوق الملائكة و الروح.. وحدثنا عن حساب وعقاب فيما يخص مخلوق الإنسان والجان وأجمع حساب وعقاب لإبليس في قوله تعالى {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} (18) سورة الأعراف.
تعليق