الخلود ..!! والخيال العقائدي
من أجل حاجات عقائدية معاصرة
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالاَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود:108)
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (الزخرف:74)
(فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل:29)
ورد لفظ الخلد وتصريفاته قرابة 87 مرة في القرءان وشمل الخلود موصوفات الداخلين في الجنة والنار فهو برنامج الهي يصاحب الثواب والعقاب للناس جميعا
لفظ الفعل (خلد) ورد في القرءان
(يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) (الهمزة:3)
(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129)
وجاء لفظ الخلد وصفا لموصوف في القرءان
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ) (الواقعة:17)
كما جاء وصف الخلود لموصوفات تنفيذية
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (يونس:52)
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءأدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
ومن النصوص الشريفة اعلاه نرى (عذاب الخلد) ونرى (شجرة الخلد) وهنلك نصوص وصفية لـ (جنة الخلد) و (دار الخلد) وجاء لفظ الخلد باعتباره صفة موصوفة مستقلة
(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) (الانبياء:34)
وجاء لفظ الخلد في النص القرءاني للدلالة على فعل يفعله الانسان فيكون الخلد من ناشطة بشرية محض
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:176)
ومثل ذلك الفعل البشري يتداوله الناس حين يقول احدهم (خلدت الى النوم) او يقول قائل (خلد الى الهدوء والسكينة) ... ومن مراقبة منطق الفطرة الناطقة نسمع قولا فطريا مثلا (عرفت ما يدور في خلده) او يقول قائل (اضمر في خلده) وحين تكون الفطرة ناطقة يكون الحق في نطق الانسان بصفته مخلوق ناطق فما هو الخلد والخلود وما هو فعل (خلد) في رجرجة فكرية بين دستورية القول في القرءان وفطرة النطق في الانسان
المستقرات الفكرية عند الناس تشير الى ان (الخلود) يعني (حاوية زمنية مفتوحة) فالخلود هو (اللاموت) او (اللانهاية بعد الموت) في مفاهيم مستقرة عند الناس منذ القدم الا ان هنلك فأس يضرب تلك المستقرات الثابتة ويهشمها فيرفع عنها صفة الثبات حين نقرأ في القرءان (يحسب ان ماله أخلده) فكل الناس يعرفون ان الموت حتمي على الخلق ولا يوجد بيننا اناس خالدون فكيف يحسب المحتسب ان ماله سيجعله في حاوية زمنية مفتوحة ولن يموت وكيف يحدثنا القرءان عن شأن لا يمتلك اي فاعلية في عقول الناس فالقرءان قول صدق لفاعليات عقلية لا بد ان تكون موجوده بين الناس ... حتى وان قيل ان المال على شكل عمارات او مشاريع استثمارية هو الذي سيخلد في زمن مفتوح الا ان تلك الصفة غير متحققة بين الناس فما ان يموت صاحب المال حتى يقتسم ماله بين ورثته ومن لا وريث له يرثه بيت مال المسلمين او ترثه الدولة الحديثة ... ومن فطرتنا الناطقة ايضا ما يقوض ثوابت المستقرات الفكرية في ان الخلود يعني زمن مفتوح فالخلود للنوم او للسكينة لا يعني زمنا مفتوحا بل يعني فاعلية يفعلها الانسان لزمن محدود وكذلك حين نقول ان فلان يدور في خلده شأن ما فذلك لا يرتبط بفاعلية زمنية مفتوحة او مغلقه ففي فاعليات العقل لا يمكن امساك وحدة الزمن
خلد ... فعل يعني في البناء العربي (انقلاب سريان فعل ساري منقول) ورغم ان ذلك التخريج من علم الحرف القرءاني وهو (نتيجة) لعلم لا يزال غير معروف الا ان تجربة الراشدة الفكرية التي حملت النتيجة يمكن تطبيقها في كثير من الممارسات التي يظهر فيها لفظ (خلد) وتصريفاته للتحقق من سلامة النتيجة المستحلبة من علم الحرف القرءاني والتي يطرحها كاتب السطور اضطرارا ذلك لانها مفتاح تثويري يقيم البيان وان لم تنشر بعد مفاصل علم الحرف القرءاني وهو مشروع مؤجل لحين قيام حشد متطوع لعلوم القرءان يتمكن من تأمين الصفة الابراهيمية في معالجة البيان القرءاني على ان يكون ذلك الحشد غير متأثر بمستقرات فكرية موروثة او مكتسبة
خلد الى النوم ... قلب سريان فعل ساري منقول ... الفعل الساري هو (الصحو) حين ينقلب مساره يكون (اللاصحو) وهو في سارية فعل تكوينة النوم حيث يكون الصحو منقولا الى سارية منقلبة في النوم وهي فاعلية (منقولة) في فاعلية تقوم بتفعيلها نظم الخلق التي خلقها الله وان لم تكن تلك الفاعلية السارية منقوله (من صحو الى نوم وبالعكس) فلا يتم فيها قيام صفة الخلود فلا نستطيع ان نقول ان فلان خلد الى الموت ذلك لان صفة الصحو فيه سوف لن تعود الى منقلب سريان منقول فيصحو بيننا بعد الموت اما النوم فان صفة الصحو تنتقل الى النوم ومن ثم ينقلب سريانها الى الصحو تارة اخرى ...
ما يدور في خلد فلان ... هو منقلب سريان فكري ينتقل من فكرة الى فكرة فهو منقول وحين تستقر الفكرة لا يسمى خلود بل قرار صادر من العقل لان الفكرة السارية في عقل المتفكر كقرار صادر لا تتصف بصفة منقلبة السريان نقلا بل هي (صدور) قرار فكري ...
خالدين فيها .... ذلك نص في قرءان مبين نتدبر دلالته في تناقل فاعليات خلقها الله في الجنة او النار وتلك الفاعليات منقولة في سريانها (من والى) وهي صفة الخلد حيث يكون للخلد استمرارية مناقلة الفاعلية السارية مثل الخلد للنوم او الخلد للسكينة
تلك الفاعليات التي تمنح الخلود تكون فعالة في (الجنات) وفي (النار) وفي (جهنم) وفي (العذاب) وتلك صفات فاعليات تلك الاوعية التي خلقها الله بصفاتها المقدرة لها والتي تتفعل في صفات الخلق سواء كانوا مجرمين او صالحين
من تلك الصفة يتضح ان لفظ (الخلود) لا يشير الى أي حاوية زمنية كما ذهب اليه الناس ونقرأ اكثر الصفات في النصوص القرءانية مدلولا كان يستخدم في صفة الخلود الزمني وهو قائم على الظن الا انه في بيان قرءاني مبين يتضح ان الصفة ليس لها علاقة بحاوية الزمن
(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) (الانبياء:34)
نتدبر النص الشريف ونستبصر به فنرى ان الله سبحانه لم يجعل الخلد في البشر بل جعل الخلد في (جنات) وفي (نار) و (جهنم) و (عذاب) وفي (ولدان مخلدون) و(شجرة خلد) ولم يكن للخلود صفة مختارة عند البشر وخلود الى النوم وخلود الى السكينة فتلك الاوعية هي التي تحمل صفة الخلود بفاعليتها التكوينية والانسان لا يمتلكها كما يشير النص الشريف ... الصيغة التي يطرحها النص الشريف (أفان مت فهم الخالدون) ... لفظ (مت) رسخ بين الناس بصفته دلالة في فاعلية (الموت) الا ان انعطافة فكرية فطرية تلزمنا في معالجة اللفظ (مت) في لفظ (متى) وهل لفظ (متى) يدل على فاعلية الموت ... وان فرضنا ان لفظ (وان مت) تعني موت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فهم من بعده (الخالدون) ويمتلكون صفة مناقلة الفاعلية السارية في الرسالة الشريفة ..؟؟ الجواب قطعا ان من جاء بعد الرسول لا يمتلك مناقلة المادة العقائدية من الله الى الناس لان صاحب الرسالة (مات) ... مت ... لفظ يدل في المقاصد العقلية على (احتواء مشغل) فان احتوى الانسان أي (مشغل) من مشغلات نظم التكوين ومنه نعرف ان لفظ (متى) تعني تساؤل عن فاعلية احتواء المشغل وهي لا تنحسر في التساول الزمني فلفظ (متى) يستخدم في فطرتنا في غير الزمن مثلما نقول (متى يكون له دارا وهو فقير) او نقول (متى كان الظالم رحيما) فـ (متى) لفظ دل على احتواء مشغل في القولين السابقين .... في المتن الشريف يقام التساؤل البياني الذي يدرك فطريا في النص القرءاني (هل يكون خالدا ..؟) بل هو (مشغل) ولن يكون فاعلا لصفة الخلود فالبشر لا (يقلب سريان فاعليات سارية منقوله) ... نرى ذلك الترشيد الفكري في مثل مرئي حين يتنفس الانسان الهواء انما يحصل على الهواء من خلال (تشغيل رئته) ليحصل على الاوكسجين الا ان تلك السارية المنقلبة في مسارها من الاجواء الى الرئة ومن ثم من الرئة الى الاجواء انما هي فاعلية سارية منقلبة المسار بصفتها المنقولة في منظومة خلق وان احتوى الانسان مشغل تلك الصفة (مت) وعندما يحتوي الانسان أي مشغل لفاعلياته الكثيرة في انشطته فذلك لا يعني انه يمارس صفة (خالد) بل ما هو الا (محتوى تشغيلي) سواء رصدنا سارية المأكل او سارية الانجاب او سارية البناء والصناعة ونقرأ القرءان ليذكرنا بذلك البيان ويدعم وسيلتنا في تدبر قرءان الله
(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129)
وهذه الاية تتألق في زمننا المعاصر الذي يتصف بصفة مشهورة (عصر الصناعة) حيث يتصور الصناع انهم انما يقلبون سريان فاعليات سارية منقول أي (يخلدون) فالعملية التصنيعية انما تقوم بقلب سريان فاعلية سارية منقولة وهي مرئية في (المكننة) فالمكننة الصناعية انما هي سارية حركية تقلب المواد الاولية الى مواد مصنعة ليحصل الانسان على سلعة تنفعه في حين تتصف المواد الخام بانها لا تقدم نفعا محددا للانسان بشكل مباشر الا بعد تصنيعها فانقلاب سريان المادة الخام بالفعل الصناعي (المكننة) او (الاجهزة التقنية) انما هي صفة (مشغل) ولا تمتلك صفة (خالدون) .. ونرى يقينا ان مشغل العلل (الاسباب) بين يدي البشر حيث تصوره الصناعيون خلودا فكان البيان القرءاني الذي يذكرنا في (لعلهم يخلدون) وهي بيان مبين يدل على قانون خلق هو ان الصناعيين يتصورون ان قلب سريان العلة التشغيلية (لعلهم) انما هي صفة الخلود التكويني ونرى في هذه المعالجة ان ذلك البيان لن يكون للزمن حضورا تكوينيا في صفة الخلود الا ان كاتولك الخالق (القرءان) يؤكد ان الخلد صفة مخلوقة ولا يستطيع البشر ان يقوم بتفعيلها لانها صفة تمتلك صفات تكوينية فعالة بفعل تكويني مثل عملية التنفس في المخلوقات حيث يكون لحيازة الهواء (فاعلية سارية) في (منقلب سريان) يجري من خلال تفاوت الضغط بين الاجواء والضغط الداخلي في الرئتين نتيجة تقلص الحجاب الحاجز الذي يسبب (تخلل الضغط) في حوض الصدر فيكون الخلود بصفته التكوينية الفعالة انما هو من خلق تكويني وليس للبشر قدرة على تخليد الفاعليات بما فيهم الصناعيون الذي يقلبون سريان فعل ساري في المادة الاولية عبر ناقل مصنوع هو الماكنة الا ان نظم الفيزياء ونظم الكيمياء وجميعها فاعليات سارية كما هي مواصفات المادة الاولية هي من خلق الهي وفاعليتها المنقولة انما هي فاعليات خلق اما الصناعيين فانهم لا يتصفون باكثر من صفة (مشغل)
الخلود في الخيال العقائدي هو زمن مفتوح ... الخلود في البيان القرءاني المبين هو صفة من صفات نظم الخلق ولا يكون للزمن فيها شأن سوى في حاوية السعي فعندما يخلد الانسان للنوم او للسكينة فهو في حاوية سعي (ساعة) وفي تلك الساعة قراءة زمنية ولا شأن لها بالخلود بصفته تكوينة خلق ورد ذكره في القرءان اكثر من 80 مره مما يثير في عقل الباحث رغبة في بيان حقيقة الخلود
تلك تذكرة ولن تكون علما يكتسب فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (الزخرف:74)
(فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل:29)
ورد لفظ الخلد وتصريفاته قرابة 87 مرة في القرءان وشمل الخلود موصوفات الداخلين في الجنة والنار فهو برنامج الهي يصاحب الثواب والعقاب للناس جميعا
لفظ الفعل (خلد) ورد في القرءان
(يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) (الهمزة:3)
(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129)
وجاء لفظ الخلد وصفا لموصوف في القرءان
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ) (الواقعة:17)
كما جاء وصف الخلود لموصوفات تنفيذية
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (يونس:52)
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءأدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
ومن النصوص الشريفة اعلاه نرى (عذاب الخلد) ونرى (شجرة الخلد) وهنلك نصوص وصفية لـ (جنة الخلد) و (دار الخلد) وجاء لفظ الخلد باعتباره صفة موصوفة مستقلة
(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) (الانبياء:34)
وجاء لفظ الخلد في النص القرءاني للدلالة على فعل يفعله الانسان فيكون الخلد من ناشطة بشرية محض
(وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:176)
ومثل ذلك الفعل البشري يتداوله الناس حين يقول احدهم (خلدت الى النوم) او يقول قائل (خلد الى الهدوء والسكينة) ... ومن مراقبة منطق الفطرة الناطقة نسمع قولا فطريا مثلا (عرفت ما يدور في خلده) او يقول قائل (اضمر في خلده) وحين تكون الفطرة ناطقة يكون الحق في نطق الانسان بصفته مخلوق ناطق فما هو الخلد والخلود وما هو فعل (خلد) في رجرجة فكرية بين دستورية القول في القرءان وفطرة النطق في الانسان
المستقرات الفكرية عند الناس تشير الى ان (الخلود) يعني (حاوية زمنية مفتوحة) فالخلود هو (اللاموت) او (اللانهاية بعد الموت) في مفاهيم مستقرة عند الناس منذ القدم الا ان هنلك فأس يضرب تلك المستقرات الثابتة ويهشمها فيرفع عنها صفة الثبات حين نقرأ في القرءان (يحسب ان ماله أخلده) فكل الناس يعرفون ان الموت حتمي على الخلق ولا يوجد بيننا اناس خالدون فكيف يحسب المحتسب ان ماله سيجعله في حاوية زمنية مفتوحة ولن يموت وكيف يحدثنا القرءان عن شأن لا يمتلك اي فاعلية في عقول الناس فالقرءان قول صدق لفاعليات عقلية لا بد ان تكون موجوده بين الناس ... حتى وان قيل ان المال على شكل عمارات او مشاريع استثمارية هو الذي سيخلد في زمن مفتوح الا ان تلك الصفة غير متحققة بين الناس فما ان يموت صاحب المال حتى يقتسم ماله بين ورثته ومن لا وريث له يرثه بيت مال المسلمين او ترثه الدولة الحديثة ... ومن فطرتنا الناطقة ايضا ما يقوض ثوابت المستقرات الفكرية في ان الخلود يعني زمن مفتوح فالخلود للنوم او للسكينة لا يعني زمنا مفتوحا بل يعني فاعلية يفعلها الانسان لزمن محدود وكذلك حين نقول ان فلان يدور في خلده شأن ما فذلك لا يرتبط بفاعلية زمنية مفتوحة او مغلقه ففي فاعليات العقل لا يمكن امساك وحدة الزمن
خلد ... فعل يعني في البناء العربي (انقلاب سريان فعل ساري منقول) ورغم ان ذلك التخريج من علم الحرف القرءاني وهو (نتيجة) لعلم لا يزال غير معروف الا ان تجربة الراشدة الفكرية التي حملت النتيجة يمكن تطبيقها في كثير من الممارسات التي يظهر فيها لفظ (خلد) وتصريفاته للتحقق من سلامة النتيجة المستحلبة من علم الحرف القرءاني والتي يطرحها كاتب السطور اضطرارا ذلك لانها مفتاح تثويري يقيم البيان وان لم تنشر بعد مفاصل علم الحرف القرءاني وهو مشروع مؤجل لحين قيام حشد متطوع لعلوم القرءان يتمكن من تأمين الصفة الابراهيمية في معالجة البيان القرءاني على ان يكون ذلك الحشد غير متأثر بمستقرات فكرية موروثة او مكتسبة
خلد الى النوم ... قلب سريان فعل ساري منقول ... الفعل الساري هو (الصحو) حين ينقلب مساره يكون (اللاصحو) وهو في سارية فعل تكوينة النوم حيث يكون الصحو منقولا الى سارية منقلبة في النوم وهي فاعلية (منقولة) في فاعلية تقوم بتفعيلها نظم الخلق التي خلقها الله وان لم تكن تلك الفاعلية السارية منقوله (من صحو الى نوم وبالعكس) فلا يتم فيها قيام صفة الخلود فلا نستطيع ان نقول ان فلان خلد الى الموت ذلك لان صفة الصحو فيه سوف لن تعود الى منقلب سريان منقول فيصحو بيننا بعد الموت اما النوم فان صفة الصحو تنتقل الى النوم ومن ثم ينقلب سريانها الى الصحو تارة اخرى ...
ما يدور في خلد فلان ... هو منقلب سريان فكري ينتقل من فكرة الى فكرة فهو منقول وحين تستقر الفكرة لا يسمى خلود بل قرار صادر من العقل لان الفكرة السارية في عقل المتفكر كقرار صادر لا تتصف بصفة منقلبة السريان نقلا بل هي (صدور) قرار فكري ...
خالدين فيها .... ذلك نص في قرءان مبين نتدبر دلالته في تناقل فاعليات خلقها الله في الجنة او النار وتلك الفاعليات منقولة في سريانها (من والى) وهي صفة الخلد حيث يكون للخلد استمرارية مناقلة الفاعلية السارية مثل الخلد للنوم او الخلد للسكينة
تلك الفاعليات التي تمنح الخلود تكون فعالة في (الجنات) وفي (النار) وفي (جهنم) وفي (العذاب) وتلك صفات فاعليات تلك الاوعية التي خلقها الله بصفاتها المقدرة لها والتي تتفعل في صفات الخلق سواء كانوا مجرمين او صالحين
من تلك الصفة يتضح ان لفظ (الخلود) لا يشير الى أي حاوية زمنية كما ذهب اليه الناس ونقرأ اكثر الصفات في النصوص القرءانية مدلولا كان يستخدم في صفة الخلود الزمني وهو قائم على الظن الا انه في بيان قرءاني مبين يتضح ان الصفة ليس لها علاقة بحاوية الزمن
(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) (الانبياء:34)
نتدبر النص الشريف ونستبصر به فنرى ان الله سبحانه لم يجعل الخلد في البشر بل جعل الخلد في (جنات) وفي (نار) و (جهنم) و (عذاب) وفي (ولدان مخلدون) و(شجرة خلد) ولم يكن للخلود صفة مختارة عند البشر وخلود الى النوم وخلود الى السكينة فتلك الاوعية هي التي تحمل صفة الخلود بفاعليتها التكوينية والانسان لا يمتلكها كما يشير النص الشريف ... الصيغة التي يطرحها النص الشريف (أفان مت فهم الخالدون) ... لفظ (مت) رسخ بين الناس بصفته دلالة في فاعلية (الموت) الا ان انعطافة فكرية فطرية تلزمنا في معالجة اللفظ (مت) في لفظ (متى) وهل لفظ (متى) يدل على فاعلية الموت ... وان فرضنا ان لفظ (وان مت) تعني موت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام فهم من بعده (الخالدون) ويمتلكون صفة مناقلة الفاعلية السارية في الرسالة الشريفة ..؟؟ الجواب قطعا ان من جاء بعد الرسول لا يمتلك مناقلة المادة العقائدية من الله الى الناس لان صاحب الرسالة (مات) ... مت ... لفظ يدل في المقاصد العقلية على (احتواء مشغل) فان احتوى الانسان أي (مشغل) من مشغلات نظم التكوين ومنه نعرف ان لفظ (متى) تعني تساؤل عن فاعلية احتواء المشغل وهي لا تنحسر في التساول الزمني فلفظ (متى) يستخدم في فطرتنا في غير الزمن مثلما نقول (متى يكون له دارا وهو فقير) او نقول (متى كان الظالم رحيما) فـ (متى) لفظ دل على احتواء مشغل في القولين السابقين .... في المتن الشريف يقام التساؤل البياني الذي يدرك فطريا في النص القرءاني (هل يكون خالدا ..؟) بل هو (مشغل) ولن يكون فاعلا لصفة الخلود فالبشر لا (يقلب سريان فاعليات سارية منقوله) ... نرى ذلك الترشيد الفكري في مثل مرئي حين يتنفس الانسان الهواء انما يحصل على الهواء من خلال (تشغيل رئته) ليحصل على الاوكسجين الا ان تلك السارية المنقلبة في مسارها من الاجواء الى الرئة ومن ثم من الرئة الى الاجواء انما هي فاعلية سارية منقلبة المسار بصفتها المنقولة في منظومة خلق وان احتوى الانسان مشغل تلك الصفة (مت) وعندما يحتوي الانسان أي مشغل لفاعلياته الكثيرة في انشطته فذلك لا يعني انه يمارس صفة (خالد) بل ما هو الا (محتوى تشغيلي) سواء رصدنا سارية المأكل او سارية الانجاب او سارية البناء والصناعة ونقرأ القرءان ليذكرنا بذلك البيان ويدعم وسيلتنا في تدبر قرءان الله
(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129)
وهذه الاية تتألق في زمننا المعاصر الذي يتصف بصفة مشهورة (عصر الصناعة) حيث يتصور الصناع انهم انما يقلبون سريان فاعليات سارية منقول أي (يخلدون) فالعملية التصنيعية انما تقوم بقلب سريان فاعلية سارية منقولة وهي مرئية في (المكننة) فالمكننة الصناعية انما هي سارية حركية تقلب المواد الاولية الى مواد مصنعة ليحصل الانسان على سلعة تنفعه في حين تتصف المواد الخام بانها لا تقدم نفعا محددا للانسان بشكل مباشر الا بعد تصنيعها فانقلاب سريان المادة الخام بالفعل الصناعي (المكننة) او (الاجهزة التقنية) انما هي صفة (مشغل) ولا تمتلك صفة (خالدون) .. ونرى يقينا ان مشغل العلل (الاسباب) بين يدي البشر حيث تصوره الصناعيون خلودا فكان البيان القرءاني الذي يذكرنا في (لعلهم يخلدون) وهي بيان مبين يدل على قانون خلق هو ان الصناعيين يتصورون ان قلب سريان العلة التشغيلية (لعلهم) انما هي صفة الخلود التكويني ونرى في هذه المعالجة ان ذلك البيان لن يكون للزمن حضورا تكوينيا في صفة الخلود الا ان كاتولك الخالق (القرءان) يؤكد ان الخلد صفة مخلوقة ولا يستطيع البشر ان يقوم بتفعيلها لانها صفة تمتلك صفات تكوينية فعالة بفعل تكويني مثل عملية التنفس في المخلوقات حيث يكون لحيازة الهواء (فاعلية سارية) في (منقلب سريان) يجري من خلال تفاوت الضغط بين الاجواء والضغط الداخلي في الرئتين نتيجة تقلص الحجاب الحاجز الذي يسبب (تخلل الضغط) في حوض الصدر فيكون الخلود بصفته التكوينية الفعالة انما هو من خلق تكويني وليس للبشر قدرة على تخليد الفاعليات بما فيهم الصناعيون الذي يقلبون سريان فعل ساري في المادة الاولية عبر ناقل مصنوع هو الماكنة الا ان نظم الفيزياء ونظم الكيمياء وجميعها فاعليات سارية كما هي مواصفات المادة الاولية هي من خلق الهي وفاعليتها المنقولة انما هي فاعليات خلق اما الصناعيين فانهم لا يتصفون باكثر من صفة (مشغل)
الخلود في الخيال العقائدي هو زمن مفتوح ... الخلود في البيان القرءاني المبين هو صفة من صفات نظم الخلق ولا يكون للزمن فيها شأن سوى في حاوية السعي فعندما يخلد الانسان للنوم او للسكينة فهو في حاوية سعي (ساعة) وفي تلك الساعة قراءة زمنية ولا شأن لها بالخلود بصفته تكوينة خلق ورد ذكره في القرءان اكثر من 80 مره مما يثير في عقل الباحث رغبة في بيان حقيقة الخلود
تلك تذكرة ولن تكون علما يكتسب فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
تعليق