.
.
بسمِ الله
وَالحمدُ لله
وَالصلاة وَالسلام عَلَى خيرِ الخَلقِ محمد رسول الله
.
.
" كُلٌّ مِنّا نَشأ فِي بيئة تَختلفُ عَنْ بيئةِ الآخر نسبياً
وأيضا مُنح صفاتٌ جَسدية تَختلف عَنْ مُنحة الآخر
وَكذلك تَفاوتتْ مُستوايات التَعليم وَالقدرات العلقية مِن فردٍ لآخر
بَعضُنا لايعرف كَيف يُنفق آمواله والآخر يجهل كيف يُطعم أهل بيته
هَذا نَشأ في كَنف بيت طاهر وَذاك ألف الرذيلة فِي مهده
وَلكننا جَميعاً مُطالبون " كمسلمين " بواجباتٍ واحدة
بَعضنا ورِثها كعادة وعبادة والآخر يُجاهد لأعتيادها وَغيره لا يعرفها
السؤال ..!
ماهي الحكمة الإلهية مِن ذلك ؟
نَحن نؤمن بأَن الله لا يظلمنا _ سبحانه عَزَّ وجلّ _ ولكن
لماذا خُلقنا طبقات ودرجات متفاوتة ؟ "
.
.
مُلاحظـة ..!
قُبيل إتمام النقاش فِي هذا الأمر الشائك عَلينا توضيح بعض النقاط
نَحنُ هُنا لـ تَدّبر الحكمة الإلهية وَليسَ مِن أَجل أَمر آخر كالافتاء وَالتقول بغيرِ عِلم
وَكذلك لِسنا نملكُ العِلم الكافي لِذلك أجتمعنا للتفقه وَالتحاور وَتطوير مخزوننا المَعرفي
والأهم نَحن نَستعينُ بالله كَي نَصل إلى جادة الصّواب الّتي تَقودنا إلى اليقين وَالطُمأنينة
.
.
.
فِيما يَخّص السّؤال
قُبيل الولوج فِي إيضاح مَا شَاق عَلينا فهمه الأجدر بنا تَوضيح مفهوم العدل
وكذلك تَبيان مَا هية المُساواة
العدل :هُو وضع الأُمور في مواضعها وإتيان كُلّ ذي حَقٍّ حقّه
فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل
لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته،
ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم.
.
.
المُسّاواة : هي التوزيع بالتساوي ,تَقترن المُسّاواة بالعدل مَتى ما وُضِعَتْ الأُمور في مواضعها
وَتَنقلب ظلماً حَينَ تأتي بغير موضعها
فمثلاً لو مَنح أَحد المُعلمين كُلّ تلاميذه درجة واحدة لكان ذلك ظلماً بيّناً للمُجتهد والكسول
عَلى حَدٍ سواء فقد بخس حقّ الآول وَمُنح الآخر ما لا يستحق .!
.
.
إذن ليسَ شَرطاً أَن يقومَ العدل بالمُسّاواة ,,,, وَهُنا مَدخلاً عَظيماً للطُمأنينة .!
تَبقى نَظرتُنا العقلية قَاصرة عَنْ فَهم الحكمة الإلهية مِن وراء مَا نراهُ شراً وَقع علينا
تَبايننا الخُلقي وتَفاوتنا فِي القُدرات والماديات هُوَ عدل مُطلق أَو على أقل تَقدير ضرر آني
عَاقبته خير كبير
.
.
سأضرب لَكم مَثلاً بسيطاً
لو كان لديك وَلدين أَحدهما يَتمرد وَيفجر إِن مَنعتَ عَنه المصروف
والآخر يَفسد إن اعتاد عَلَى البذخ
وَجاءتْ هَذه الأحكام كَونكَ أباً لهما وتُدرك نفوسهما مِن خلال رعايتك لهما
كَيف سيكون تَصرفك وأَنت أَب لهما وَتهمك مصلحتهما جداً ؟
بالتأكيد سَتحرص عَلى تَوفير مَا يسد ذريعة الفساد عَلَى الآول
بِملأ حاجاته المادية كَي لا تعينه على إفسادِ نفسه
وَكذلك سَتُقتر عَلى الآخر كَي تَدفع عَنه مفسدة البطر.!
وأنتَ بهذا الفعل عادل فأنتَ تَسعى لصلاحهما سوياً ولم تُفضل أحدهما على الآخر
ولكنهما بالتأكيد لَنْ يَفهما _ يقينا _ سبب عَدم مُساواتك لهما في العطاء المادي
فَكيف بالخالق الذي يعلمُ ما تخفي الصّدور هو أعلم مِنّا بأنفسنا لِذلك والله أعلم وأحلم
اختار لنا مِن هبات جسدية ومادية وَووو بما يُساعدُنا عَلى صلاح نفوسنا
.
.
قَرأتُ في مكان ما قديما ولم تسعفني الذّاكرة عَلى أَن أُخبركم بموضع تلك القراءة
قَرأتُ بما مَعناه أَن بعض العباد يُفسدهم الغِنى فَوهبهم الله الفقر درءا للمفسدة
وَبعضهم يُفسده الفقر فتلطف الله به بالغِنى
وَبعضهم لو كان مُنح حُسنا وَجمالا فاتنا لكان تجبر وطغى ووو ألخ
.
.
قَد يَسأل أَحدهم سَائلاً مَا ذنب مَنْ وُلِدَ مُشوها مُعاقاً ؟
فيما يرتبط بولادة البشر المشوهين فهذا ظلم لهم قطعاً، ولكنه ظلم ناشئ من عمل الوالدين غالباً أو من عمل المجتمع ككل،
فلو كانت الأم مثلاً مدمنة على الخمر أو المخدرات أو عاشت في بيئة ملوثة وغير صحية فسيترك كل ذلك أثره على الجنين.
وهناك ذنوب وخطايا تفسد النطفة قد تخفى على الكثيرين هي المسبب الأهم لما يحصل في عالم الرحم
أَنتَ لو أَعطيتَ لخادمتك عَجينا لتخبزه فَهي لَيستْ مَسؤولة إن كَان الخُبز فَاسداً جَراء مَا
مَنحتها مِن عَجينتك الفاسدة .!
إِذن الأبن السيء هُو نِتاج عَمل والديه _ ولو كان فِيه خيراً _ ما كانَ نَتيجة لأعمال هذين الأبوين .!
.
.
ثم إن وجود البلايا والأمراض يفيد البشر من جهات أخرى، مثل أن يعرفهم نعمة الأمن والسلامة والصحة،
ويذكرهم بالخالق العظيم القادر على إهلاك العصاة ويدفعهم إلى الرجوع إليه للاستعانة بقدرته العظيمة. قال تعالى:
"فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون".
ليس في هذا الوجود مما هو من فعل الله سوى ما هو عدل وحكمة،
أي على الأقل خيره أكثر من شره، وقد نجهل اليوم وجه الخير فيه،
ولكننا ربما نعرفه غداً. وما فيه من ظلم وشر فهو صادر عن البشر باختيارهم
"وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
.
.
.
يتبع ..!
.
بسمِ الله
وَالحمدُ لله
وَالصلاة وَالسلام عَلَى خيرِ الخَلقِ محمد رسول الله
.
.
" كُلٌّ مِنّا نَشأ فِي بيئة تَختلفُ عَنْ بيئةِ الآخر نسبياً
وأيضا مُنح صفاتٌ جَسدية تَختلف عَنْ مُنحة الآخر
وَكذلك تَفاوتتْ مُستوايات التَعليم وَالقدرات العلقية مِن فردٍ لآخر
بَعضُنا لايعرف كَيف يُنفق آمواله والآخر يجهل كيف يُطعم أهل بيته
هَذا نَشأ في كَنف بيت طاهر وَذاك ألف الرذيلة فِي مهده
وَلكننا جَميعاً مُطالبون " كمسلمين " بواجباتٍ واحدة
بَعضنا ورِثها كعادة وعبادة والآخر يُجاهد لأعتيادها وَغيره لا يعرفها
السؤال ..!
ماهي الحكمة الإلهية مِن ذلك ؟
نَحن نؤمن بأَن الله لا يظلمنا _ سبحانه عَزَّ وجلّ _ ولكن
لماذا خُلقنا طبقات ودرجات متفاوتة ؟ "
.
.
مُلاحظـة ..!
قُبيل إتمام النقاش فِي هذا الأمر الشائك عَلينا توضيح بعض النقاط
نَحنُ هُنا لـ تَدّبر الحكمة الإلهية وَليسَ مِن أَجل أَمر آخر كالافتاء وَالتقول بغيرِ عِلم
وَكذلك لِسنا نملكُ العِلم الكافي لِذلك أجتمعنا للتفقه وَالتحاور وَتطوير مخزوننا المَعرفي
والأهم نَحن نَستعينُ بالله كَي نَصل إلى جادة الصّواب الّتي تَقودنا إلى اليقين وَالطُمأنينة
.
.
.
فِيما يَخّص السّؤال
قُبيل الولوج فِي إيضاح مَا شَاق عَلينا فهمه الأجدر بنا تَوضيح مفهوم العدل
وكذلك تَبيان مَا هية المُساواة
العدل :هُو وضع الأُمور في مواضعها وإتيان كُلّ ذي حَقٍّ حقّه
فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل
لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته،
ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم.
.
.
المُسّاواة : هي التوزيع بالتساوي ,تَقترن المُسّاواة بالعدل مَتى ما وُضِعَتْ الأُمور في مواضعها
وَتَنقلب ظلماً حَينَ تأتي بغير موضعها
فمثلاً لو مَنح أَحد المُعلمين كُلّ تلاميذه درجة واحدة لكان ذلك ظلماً بيّناً للمُجتهد والكسول
عَلى حَدٍ سواء فقد بخس حقّ الآول وَمُنح الآخر ما لا يستحق .!
.
.
إذن ليسَ شَرطاً أَن يقومَ العدل بالمُسّاواة ,,,, وَهُنا مَدخلاً عَظيماً للطُمأنينة .!
تَبقى نَظرتُنا العقلية قَاصرة عَنْ فَهم الحكمة الإلهية مِن وراء مَا نراهُ شراً وَقع علينا
تَبايننا الخُلقي وتَفاوتنا فِي القُدرات والماديات هُوَ عدل مُطلق أَو على أقل تَقدير ضرر آني
عَاقبته خير كبير
.
.
سأضرب لَكم مَثلاً بسيطاً
لو كان لديك وَلدين أَحدهما يَتمرد وَيفجر إِن مَنعتَ عَنه المصروف
والآخر يَفسد إن اعتاد عَلَى البذخ
وَجاءتْ هَذه الأحكام كَونكَ أباً لهما وتُدرك نفوسهما مِن خلال رعايتك لهما
كَيف سيكون تَصرفك وأَنت أَب لهما وَتهمك مصلحتهما جداً ؟
بالتأكيد سَتحرص عَلى تَوفير مَا يسد ذريعة الفساد عَلَى الآول
بِملأ حاجاته المادية كَي لا تعينه على إفسادِ نفسه
وَكذلك سَتُقتر عَلى الآخر كَي تَدفع عَنه مفسدة البطر.!
وأنتَ بهذا الفعل عادل فأنتَ تَسعى لصلاحهما سوياً ولم تُفضل أحدهما على الآخر
ولكنهما بالتأكيد لَنْ يَفهما _ يقينا _ سبب عَدم مُساواتك لهما في العطاء المادي
فَكيف بالخالق الذي يعلمُ ما تخفي الصّدور هو أعلم مِنّا بأنفسنا لِذلك والله أعلم وأحلم
اختار لنا مِن هبات جسدية ومادية وَووو بما يُساعدُنا عَلى صلاح نفوسنا
.
.
قَرأتُ في مكان ما قديما ولم تسعفني الذّاكرة عَلى أَن أُخبركم بموضع تلك القراءة
قَرأتُ بما مَعناه أَن بعض العباد يُفسدهم الغِنى فَوهبهم الله الفقر درءا للمفسدة
وَبعضهم يُفسده الفقر فتلطف الله به بالغِنى
وَبعضهم لو كان مُنح حُسنا وَجمالا فاتنا لكان تجبر وطغى ووو ألخ
.
.
قَد يَسأل أَحدهم سَائلاً مَا ذنب مَنْ وُلِدَ مُشوها مُعاقاً ؟
فيما يرتبط بولادة البشر المشوهين فهذا ظلم لهم قطعاً، ولكنه ظلم ناشئ من عمل الوالدين غالباً أو من عمل المجتمع ككل،
فلو كانت الأم مثلاً مدمنة على الخمر أو المخدرات أو عاشت في بيئة ملوثة وغير صحية فسيترك كل ذلك أثره على الجنين.
وهناك ذنوب وخطايا تفسد النطفة قد تخفى على الكثيرين هي المسبب الأهم لما يحصل في عالم الرحم
أَنتَ لو أَعطيتَ لخادمتك عَجينا لتخبزه فَهي لَيستْ مَسؤولة إن كَان الخُبز فَاسداً جَراء مَا
مَنحتها مِن عَجينتك الفاسدة .!
إِذن الأبن السيء هُو نِتاج عَمل والديه _ ولو كان فِيه خيراً _ ما كانَ نَتيجة لأعمال هذين الأبوين .!
.
.
ثم إن وجود البلايا والأمراض يفيد البشر من جهات أخرى، مثل أن يعرفهم نعمة الأمن والسلامة والصحة،
ويذكرهم بالخالق العظيم القادر على إهلاك العصاة ويدفعهم إلى الرجوع إليه للاستعانة بقدرته العظيمة. قال تعالى:
"فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون".
ليس في هذا الوجود مما هو من فعل الله سوى ما هو عدل وحكمة،
أي على الأقل خيره أكثر من شره، وقد نجهل اليوم وجه الخير فيه،
ولكننا ربما نعرفه غداً. وما فيه من ظلم وشر فهو صادر عن البشر باختيارهم
"وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
.
.
.
يتبع ..!
تعليق