ماذا لو التهم نصفُ الأرض الجائع نِصفَها الآخر ؟
مَاذا لو تشاطرا رغيف البقاء ؟
هَل سَيغدو بنو آدم أُمةً وسطا ؟!
وَيُزهقُ التطرّف ..!
هل سَتلفظ الكراسي المالئة للجيوب أجسادهم الهزيلة ..؟!
.
.
حَين تَكذبُ الرِّيشة تُظهر لنا مَشاهدَ لا تَمتُ للحقيقة بِصلة ..!
.
.
.
.
فالحقيقة أَبشعُ وَأَقسى مِن أَنْ تُصورها ريشةٌ حالمة ..!
.
.
.
إلى غَصْة
أَيّتُها العَالقة فِي سمّوات الذَّاكرة
لَملمي آثامكِ
أباطيلكِ وَحَلقي بَعيداً
امضي
فَلا خُسْر بَعد هذا ..!
.
.
.
.
.
.
يَقيناً
آمنتُ
ألا وَجع أَفجر مِن أَن تُمسي وَتُصبح عَاجزاً
عَنْ هَش مَجزرة رؤية
وَلو بِــ ِبعض دَمعة
للملحِ فِيها مَواجع أُخرى ..!
تُحيلُكَ هَشيماً صاغراً لغَيبة الآجال المفتونة بالضياء
يجّرُكَ سيلانُ الحَيف مِنْ شلالات الأمس
وَينطوي يومكَ بغَصة إثر أُخرى ..!
.
.
.
.
هُناك
عَلَى كَتفِ بيتِ طَين
كُنتُ أَتكئ ذَاتَ حُلم
وَكانَ الغَير يأَكُلُ مِن رأَسي
فَصحوت
وَعويلُ قَلبي يخبرُني
بأَنْ أُكلَ مُعَبِّرُ الرؤى
فَابيّضتْ عَينُ المدينة
وَهَمّتْ بالسُّلطان ..!
.
.
متاهاتُ الرّيب ..!
أَيُّها الغَريب
أَلا زِلتَ مِثلي مُرتاباً
تُحدثُ خطاّكَ كُلَّ يَـومٍ
أَنْ أصدقيني المَسير ..!
تواكبُ أُفول الرُّموز بـ سطوعِ آثامِها
وَتَستجير بشريعةِ الأعذار أَنْ تَهب أَحدها إشراقاً غير مُلطخ بالأباطيل
أَ تَقتَفي آثار الخلاص عَلى شَوارع الماء ؟!
وَتَمدُّ فِي قِلاعِ الرِّيح جُسوراً للعبور
أَ تَسألُ طبول الحرب النائحة فِي جَوفِكَ أَن تَمنحَكَ صَمتاً آخر
غَير السُّكون المُفجع لجثةِ السَّبيل الأعوج الذي سَلكك
منذ سطوع الغيهب البكر
أَلا زلتَ مِثلي آفلاً
سَائراً عَلَى وَجهك
تُرديك الجهات ضالاً
وَبين يَديّكَ تَكتّظُ الدلائل
أَ تَحسبُكَ الدروب عَابرَ سَبيل ؟!
وَأَنتَ مثلي فاقد دليل
أَلجمَ الغيّ بَحثه
وَضيّع الشكُّ بوصلته
عُدْ إِلى الكهف
هُناكَ أَودع الفتية خارطة النّجاة
لا سَبيل أَصدق وصولاً
فَكُلُّ الدروب وَعرة
وَلَنْ تَستَطع مَعها سَعيّاً ..!
.
.
عراق ..!
مَبتوراً مِنْ كُلِّ أطرافِكَ
مُتوجاً بِحسرةِ الحضارات الواثقةِ مِنْ عَجزِ أَكتافِ ورثتها
كَــ فَارسٍ تآمر عَليه سَيفه
حَتّى نَحر عَزيمته
وَتركه للعراء ضريحاً حيّاً , آبَدَ التِيه
تَغزوه الرِّيح الآفكة
وَتلفحُ أطرافَه شُموسٌ آثمةٌ خَانتْ مَواثيق الضّياء .!
خَائفٌ مِن التلاشي
كَـ نَاسكٍ مُدانٍ بالخَطيئةِ
يَحْتَسبُ العتق حَقيقةً
وتأبى الأقدار إلا أَن يَكونَ حُلماً ..!
اخبرْني أَيُّها العطش فِي أَنهارِ الدَّمِ المُراق .!
مَنْ غَيرك ؟!
عادى شَهية السّفن
فَخلعتْه الرّيح وَأَمْستْ دليلاً للسّابحاتِ جوراً.!
مَنْ غَيرك؟
قَصَّ رؤياه عَلَى إخوته عاصياً نُصح الحَكيم
فَــ أَبتْ الكواكب أَن تَسجد له
واستكبرتْ الشّمس
وَأَنكر القمر ..!
ممَّا تَرتَعدُ أجزاؤك ؟!
أَمِنْ قَوافل الفارّينَ مِن أحضانِك
أَم مِنْ سحائب الموت العبوس الجائبة أَوردتك
أَم مِن صَرخة الكلام المَشنوق عَلَى شفاه اللائذين بِسعيركَ قَسراً .!
صَــه
لا تَعص عُبَّاد الدراهم
وهبهُمْ أَبنائك وقوداً
تَنضجُ بِـ احتراقِهم
فَراديسُ الضَّلال
لا تَقُلْ سَلاماً
يورثُكَ كُفراً
تَسيلُ له نَارَ الخَوارج
بـ حدٍ أَثيم
.
.
إِياك
أَنْ تُطلقَ سِهامَ اللعن شَرقاً
فـ تُزيدُ العمائم اِتساعا
أَوَ تَجهل بأَنَّ
رَبيبُ الشِّرك يَعلَم
مِنْ أَينَ تؤكلُ الضَمائر
.
.
اخلعْ كَفنَك
فَـ لا رَمس
يُباعُ بِفحولةِ البنادق
وَلا أَرض تَرضى بِغواية الأشباه
أَعلمُ بِـ أَنَّك كَفرتَ بالرَّجولة
مُذ لَوثَ الخُذلان جَدائل الأَندلس
وَبَاعَ ورثة الخيانة بغدادك للمارقين
بِـ دراهم مَعدودة
.
.
.
هَلم
وَزدْها اشْتعالا
يُمطِرُ سَمَّواتِكَ مَوتى
ثَكالى
ودِّيار مُكتَّظة بالفقد
أَقدحْ لها أحضانَك المُتهالكة
اعلنْها
نَاراً تَلظى
تُدنينا مِنك إغترابا
تَتشظى لها دروبك ذات قَصاص
لَقيط
مَا أَنجبته العدالة
.
.
.
فَقط أَخبرهم
أَيوب مَات
والآن يحتضر العراق
وَلا تُلّقنهُ حروف السَّلام
حَمائِمُ المآذن
وَكُلّي خَشية
أَنْ يَموتَ بَعدهما الصَّبر
وَتضيعُ البُشرى
.
.
.
ألا
زِّمْ حُزنَك يا وَطني
زِّمْ زِّمْ
.
.
إِزميل ..!
كَيفَ لعاهرات اليوم أَنْ يَدخُلنَّ الجَنة
وَقَدْ امْتَصّتْ الكلاب دماءنا
وَعَرّتْ أَقدامَنا
وأَلقتْنا فِي غَياهبِ الجُبّ عطاشى ..!
.
.
.
.
أَخبروا الغُراب
ألا يَعجب مِن عُقوقنا
وغبائنا
فَلا زِلنا
لا نعرف كيف نواري سوأة أَخينا
وَلا نَقرُّ بالرِّق لِمَن وَهبنا روحاً
وَقلبا
اتخذناه عَوناً فِي وأدِ آخر مَلامح الإيمان
بَعد أَن خُلِقَ مُصلى
وبلغوا " أولئك " عَني الشَّقاء
فَما عُدتُ أَعرف طَعم السَّلام
هَوى مِنْ بَينِ يديّ ناي الألفاظ
وَجُندتْ أَنفاسي لإبقاءِ أَجسادِ الفُرقةِ يَافعة
سَاعة زَلزلةٍ دُبرتْ بِضحى
لِتَبتلع وطنا أسمر فَقهتُ بَينَ يديّه أَبجديات الكرامة
واخبروهم
لأنَّهم حَبسوا خَلف نوافذهم ريح النقاء
نَتَنفسُ الآن دُخان المَدائن
فلا تَنكروا عَلينا التَرنح مِن سطوة السموم
وَعَرجوا عَلَى الذين فَرقوا العالمين بميزانهم
واستأجروا جنائن الله بِعقودٍ مُزورة
بلغوهم أَن يَتركوا جهنم وشأنها
فلا يُسكنوها مَنْ لا تَشاء
.
.
.
تعليق