القرءان بين الفهم والتفسير
(5)
القرءان كتاب يعرفه المسلمون كما يعرفون انفسهم ...
ما من مسلم الا والقرءان في حيازته
حيازة الفاظه .. في آياته .. في سوره
القرءان يدفع قارئه الى اثارة عقله ...
كل عقلانية مسلمة تثور في موقع من مواقع القرءان .
تلك هي طبيعة القرءان كما اراد له منزل القرءان
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر: منالآية21)
الله سبحانه ضرب الامثال في القرءان للناس
وجعل السبب المباشر لضرب تلك الامثال لغرض واضح فيه (لعلهم يتفكرون)
والله اعلن في قرءانه ان القرءان شامل لكل شيء
فـ (كل شيء في حاجة الناس في القرءان .. مثله ...)
وما فرط ربنا في الكتاب من شيء
فهو دستور جامع للناس وبنصوص خطابية كثيرة منثورة في المتن الشريف
الناس كانوا في اكثرهم اميين ..
العارفون باللفظ قراءة ونطقا كانوا هم المرشحين لقراءة القرءان رغم قلتهم ..
من اولئك العارفين تصدى لقراءة القرءان نفر منهم
فاحتكر غير الاميين وعاء القرءان فهما وتفسيرا
انتشرالعلم بشكل كبير ..
لم يعد هنلك اميا بين الناس الا نادرا
انحسر عدد الاميين بشكل ملفت للنظر
ازداد عدد قارئي القرءان فازداد عدد الناس الذين يخاطبهم القرءان
تثويرات القرءان (لعلهم يتفكرون) في عقل عالم فيزيائي هدف ترتسم معالمه في القرءان
تلك التثويرات بخصوصيتها الموضوعية لن تتكرر في عقلانية عالم طبيب
او عند عالم في الفلك
بل تتنوع التثويرات كل حسب طوره الفكري المرتبط بموضوعية المعرفة التي يحملها
في كل عقلانية من اطوار العقل البشري تثويرة اختصاص ..
تختلف من طور عقلاني الى طور عقلاني اخر ..
تلك منهجية قرءانية وضع القرءان خارطتها
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
في هذه النقطة يرفض العقل القاريء للقرءان ان تكون احتكارية فكرية والتي اوصلت علم اللاهوت الى الكردلة وجعلت فهم الدين احتكاريا .
احتكار العقل في الاوعية الاكاديمية جعل العقل ذو معدتين:
الاولى تخزن المادة العقلية والاخرى تجترها فاصبح العقل في دائرة مغلقة فبقي القرءان في التفسير دون فهمه
العالم الفلكي عندما يقرأ (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر) تثور في عقله تثويرات تختلف عن تثويرات الصيدلي .
عالم الفيزياء او العالم البايولوجي يثور عقله في القرءان ولكنه يترك مختبره ويذهب الى دوحة الاحتكار الفكري ليسأل عن ثورته فبدلا من اعادته الى المختبر يبحر به المحتكرون في سفر التاريخ ويتعاملون مع تاريخ تلك الثائرة
لان محتكري الفكر يملكون ناصية الامس اما ناصية اليوم فهي تقديس لناصية الامس .
وهكذا يحل القدس محل الفهم ويبقى الفهم لثائرة القرءان في زنزانة الاسر التاريخي .
زنزانة الاسر التاريخي تأسر كل محاولة علمية لفهم القرءان ...
اذا اردنا ان نقرأ المادة العلمية في القرءان فان زنزانة الاسر يجب ان تخضع لوجهة نظرمعاصرة
محاولة علمية حصريا لغرض مفردة علم معاصر دون المساس بجوهر الامس وضوابطه.
الحاج عبود الخالدي
تعليق