القمر والخلق
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10)
زيغ الابصار اصبح حالة عامة شملت اركان نشاط الانسان المسلم في مسلسل تزداد مفرداته كل يوم وليس في كل جيل ... وينفلت المسلمون من اسلامهم في مفاصل متعددة وهم في غفلة عن ما يصنعون ..!!
في واحدة خطيرة من تلك الزائغات هو الحساب الزمني الخاص بالشريعة المحمدية الشريفة والذي انقلب فور قيام الدولة الحديثة من المنظومة القمرية الى المنظومة الشمسية ..
التاريخ الميلادي الذي امتلك ناصية مدنية في التعاملات والوظيفة ومرتبات الشهر (الرزق) وفي كل ناشطة ... ارتبط ذلك التاريخ بالشمس لان الحساب الميلادي المبني على تاريخ ولادة عيسى عليه السلام يعتمد الشمس كوحدة قياس للحساب الزمني دون القمر .
الفارقة بين التاريخين قيل فيها (تاريخ ميلادي) و (تاريخ هجري) معتمدين على نقطة البديء في ولادة المسيح عليه السلام والثانية في هجرة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وتلك الفارقة ليست الهدف الحسابي المجرد من روابط التكوين بل الهدف الذي نحبو على اظهاره هو مفردة الحساب برابطها التكوين فمفردة الحساب للتاريخ الميلادي مرتبطة بالشمس والمفردة التي يتم بها حساب التاريخ الهجري مرتبطة بالقمر وهنلك فارق تكويني بينهما وليس فارق عقائدي بين رسولين سماويين نصادق على انهما من لبنة واحدة ...
منظومة الاسلام تعتمد الحساب القمري الا ان المسلمين نأوا عنها وزاغت ابصارهم عن الحق واعتمدوا الشمس بديلا عن القمر في اسوأ سوأة ارتكبت تعلن عن مخالفة شرعية قبلت في اوساط حملة الشريعة في مجمل النشاط الانساني للمسلمين . مع صمت عجيب للدعاة الاسلاميين الذين وظفوا يومياتهم للفقه والدعوة للدين .. الا انهم صامتون .. شياطين خرساء ..!!
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس:5)
القمر في النص هو المقصود في الحساب فهو الذي قدره الخالق على شكل منازل تتداخل مع دورة الارض حول الشمس فالمنازل هي في الحساب وليس الشمس
ولكن اكثر الناس للحق كارهون ... وتركوا الحكم (الحق) ... وما بديل الحق الا الباطل .. !! لان تجزأة الحق باطل ايضا .. ويبقى الحق وعاءا طاهرا فان تلوث بقليل من الباطل فقد صفة الحق فيه .. القمر قد قدر منازل لتعلموا عدد السنين والحساب الا ان الانقلاب الذي حصل في حسابات الشمس بديلا عن القمر زيغ بصر اعمى القلوب وافقد الناس سلطان الحق وابتعدوا عنه كثيرا .. وظنوا بالله ظنونا وكانت ظنونهم في عدم اهمية الحساب القمري فقبلوا بالحساب الشمسي بديلا عن الحق ...
نضع بين يدي متابعنا الكريم تجربة علمية تمت في عام 1993 باشراف اكاديمي مختص بالراديو بايولوجي وكانت التجربة بايجاز هي
اختيار ثلاث مواقع عشوائية في بغداد يوضع فيها خزان لماء الشرب سعة 1.5 متر مكعب وتبدأ التجربة بفحص يومي للمستعمرات البكتيرية الطبيعية في تلك الخزانات دون أي تدخل من قبل الفاحص وتؤخذ من كل موقع عينتان يوميا .. عينة (اولى) من وسط الخزان المائي ... وعينة (ثانية) تؤخذ من سطح نفس الخزان حيث يتم يوميا فحص ست عينات وعلى مدى ثلاث شهور قمرية ...
كانت النتائج غير متوقعة ... المخلوقات البكتيرية تتعامل مع القمر بشكل عجيب اذهل الباحثين الذين شاركوا بالبحث حيث تكون المستعمرات البكتيرية ذات كثافة عالية في (وسط ) الخزان المائي عندما يكون القمر بدرا وفي البدر يكون (سطح) خزان الماء خاليا من أي مخلوق بكتيري وكأن السطح قد تم تعقيمه بكتيريا ... تبدأ المخلوقات البكتيرية تستعمر مساحة الحوض تدريجيا مع منازل القمر حتى تصل الذروة في ايام المحاق (اخر ثلاثة ايام من الشهر العربي) حيث تتركز البكتيريا في (سطح) الخزان ويكون (وسط) الخزان خالي تماما من البكتيريا وكأنه ماء معقم ...
ثلاثة شهور كانت كافية جدا لتثبيت ذلك الرصد العلمي الذي يربط المخلوق البكتيري ذو الخلية الواحدة الذي يعتبر لبنة البناء الحياتي علما ان الفاحص كان ربيب المسالك الاكاديمية ويمتلك قدرة فائقة في رؤيته الاكاديمية وكأنها تسري في عروقه ...
العلم المعاصر لا يعترف بالقمر او أي جرم سماوي بصفته (مؤثر) في حياة المخلوقات على الارض لان العلم الحديث لا يرى (العقل) ويرى (الاثر) في المادة دون ان يكون في قاموسه ومنهجه برنامجا للبحث عن (المؤثر) العقلاني لما يراه في (اثر) ... وبدأت رحلة التقصي بين القمر والحياة على الارض ووجدنا ما يلي
1 ـ الدورة الشهرية النسائية تتناغم مع دورة القمر (28 ـ 29) يوم ... وهي حين تبدأ في الربع الاول او الثاني او أي وقت مع الشهر القمري انما تسجل بداية ونهاية مرتبطة بدورة قمرية ...
2 ـ تقل بشكل ملحوظ غلة صيادي الاسماك عند البدر وهم يعزون السبب الى ان ضوء القمر يجعل من الاسماك قادرة على ادراك الشباك الا ان الحقيقة كما شوهدت في المختبر وهي ان الاسماك ترحل نحو الاعماق اكثر وذلك من مراصدنا التجريبية للبكتيريا .. علما ان الصيد في النهار وفيرا ايضا وضوء النهار اقوى من ضوء القمر بكثير والاسماك تقع في الشباك نهارا ..!! وتلك التذكرة تدحض الرأي القائل ان القمر يساعد الاسماك على رؤية الشباك فيتحاشاها
3 ـ زيادة ملوحظة للغلة الناضجة عند ايام البدر وما بعدها بقليل خصوصا الطماطم حيث تكثر حمرة ذلك المحصول عند البدر مع نفس الظاهرة في النضوج لانواع اخرى موسمية مثل الكمثرة والتوت والسدر وغيرها ...
4 ـ وفيات كبار السن وشديدي المرض تزداد في الربع الاخير من الشهر القمري وقد رصدنا جداول لبضع سنين نجد فيها تلك الظاهرة بشكل غير ملحوظ اجتماعيا الا عند التنبيه اليها والتذكير بتلك الظاهرة فيعرفها الناس بسهولة ويسر
5 ـ في ايام البدر تنخفض بشكل ملحوظ الازمات النفسية عند المصابين بها وقد شملت رقابتنا للعشرات من ذوي الازمات النفسية حيث يلاحظ تحسن نفسي عندهم ايام البدر
6 ـ تطوع احد الاشخاص المصابين بمرض ابيضاض الدم (زيادة الكريات البيض) لاربع فحوصات في الشهر القمري الواحد في ايام (7 ـ 14 ـ 21 ـ 28) من ايام الشهر القمري ولمدة اربعة اشهر حيث ظهر بشكل واضح ازدياد الاقراص البيضاء في فحص يوم 28 من الشهر وظهر اقل عدد لتلك الاقراص في فحص يوم 14 من الشهر ...
7 ـ تمت مراقبة عدد متفرق من المصابين بامراض السرطان فاتضح ان اسوأ ايام الالم عندهم تقع في ليالي المحاق ويكون المصاب مرشحا للموت في تلك الايام اكثر احتمالا من ايام البدر ...
وهنلك متابعات اخرى عديدة تربط بين دورة القمر والنشاط الانساني ... الرابط الشرعي بين القمر والعبادات والمستحبات والمكروهات من الاعمال وردت في مساحة واسعة من الفكر العقائدي كمستحبات اول الشهر واستحباب الدعاء والاستهلال كل شهر والصوم في العشرة الاوائل منه وكثيرة هي مستحبات الاعمال المرتبطة بالقمر وتوجد بعض الكراهات ايضا وترتبط بدورة القمر منها في كراهة الفراش الشرعي في ليلة البدر وليلة الهلال اما ثبات تاريخ الوفيات والولادات عند المسلمين عموما فهو في التاريخ القمري ... اما العبادات الثابتة فهي
1 ـ صوم رمضان في شهر رمضان
2 ـ الحج وهو في يوم التروية والنفور من مكة في 8 ذي الحج والوقوف في عرفة في 9 ذي الحج والمبيت في مزدلفة ليلة العاشر من ذي الحج وايام التشريق في منى في 10 و 11 و 12 من ذي الحج وكلها ذي رابط مع دورة القمر ولا حج الا في ذي شهر ذي الحج
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)
لا احد يعرف كينونة تلك الحرمة سواء كانت في الماضي او في زمننا وماهي اسبابها ومرابطها ولم يصلنا من تراث العقيدة ما يفي فضولنا العلمي المعاصر او حاجاتنا العلمية المعاصرة في زمن العلم حيث يتحول الفضول العلمي الى حاجة علمية في زمن الحاجة للعلم ..
الصلاة اليومية مربوطة بالشمس ...اما العبادات السنوية مربوطة بالقمر ... الزراعة كانت مربوطة بالشمس الا ان العلوم الحديثة والتقنيات اثبتت ان تلك الرابطة كانت موسمية مع الشمس الا انها في حقيقتها مرتبطة مع درجات الحرارة فاستطاع الانسان ان يوفر المحاصيل الموسمية بتوفير مناخها في الزراعة المغطاة ... كذلك الحيوانات التي كانت تتزاوج في مواسم مرتبطة بالشمس حيث اتضح انها تخضع في تلك الغريزة الى درجات الحرارة في نضج البيوض للاخصاب وقد ظهرت تلك الخاصية في الاسماك بشكل واضح في مزارع التربية ...
القمر والخلق يعتبر من المجاهيل المعرفية في المدرستين المادية والعقائدية الا ان القمر ءاية غير معروفة الا للشعراء حين تفيض قريحتهم الشعرية مع القمر ...
القمر في العلم القرءاني هو (وسيلة فاعلية ربط مشغل متنحي) ... الوسيلة عقلانية من خلال رصد منسكي الحج والصوم وفي تلك راسخة علم لا بد ان تقوم عند الباحث المسلم المؤمن بان الله حكيم في حكمة بالغة في شريعة هو انزلها ... لم يستطع المسلمون ان يمسكوا بـ (الاثر) المادي من (المؤثر) في منسك الحج ومثله منسك الصيام رغم ان الفكر العقائدي اغنى ذينيك المنسكين كلاما طويلا وعريضا يصلح للتوجيه العقائدي ولا يصلح للعلم بكينونة القمر الذي يعتبر على قمة هرم ذلك المنسك ...
ورد اسم القمر اكثر من 25 مرة في القرءان وهو جزء من نظام كوني ربطه الله بعقل المسلم في منسكين رئيسين يجعل الباحث المسلم مسؤول وجدانيا باحتظانه والاهتمام بعلومه والتقيد بصفته كتاريخ يؤرخ يوميات الانسان على مساحة عمره لان الفرد مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في حياته فالصلاحيات الحياتية ليست مطلقة كما يروج لها الفكر الكافر في عنوان (الحرية الفردية) بل ان الانسان وليد روابط لا يمكن ان تتحلل وتسقط بشكل يقترب من القرار الصبياني غير المسؤول ... ويظنون بالله الظنونا ... في ترجمان حال في نشاط اسلامي يقوم الظن بالله وكأن الشهر القمري غير مؤثر ان استبدل بشهر شمسي ..!! ولماذا ثبته الله في مناسكه لو يعقلون ..!! خارجة خرجت من المسلمين في استخدام الشهر الشمسي وهجر الشهر القمري يكون عنوانا للظن بالله انه ربنا قال شيئا غير مهم وغير حاكم وان استبدل بغيره فلا ضير .. ظنون ترجمها الفعل وليس اللسان ..!!
حاولت شخصيا ترسيخ تلك الحسابات الكونية وقررت ان يكون التعامل الوظيفي مع كياني الشخصي بموجب دورة القمر وبدأت بتوزيع الرواتب على الموظفين المنتسبين لكياننا بموجب النظام القمري وبذلك يربح المنتسب الى كياننا اكثر من عشرة ايام في السنة مدفوعة الاجر زيادة عن الحساب الشهري الشمسي الميلادي الا ان معارضة شديدة وعدم قبول اجهض تلك التجربة الفردية لان الموظفين لا يروق لهم استلام رواتبهم بموجب القمر ويريدون ان يكونوا اسوة بزملائهم في الوظيفة الحكومية لان كيانهم المجتمعي في دفعات ايجار البيوت واقساط السلف والتسوق كلها مبنية على الشهر الشمسي في اكبر مخالفة يقوم بها المسلمون مع خالقهم وهم يتصورون انهم يحسنون صنعا ..
تلك ذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى ..
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10)
زيغ الابصار اصبح حالة عامة شملت اركان نشاط الانسان المسلم في مسلسل تزداد مفرداته كل يوم وليس في كل جيل ... وينفلت المسلمون من اسلامهم في مفاصل متعددة وهم في غفلة عن ما يصنعون ..!!
في واحدة خطيرة من تلك الزائغات هو الحساب الزمني الخاص بالشريعة المحمدية الشريفة والذي انقلب فور قيام الدولة الحديثة من المنظومة القمرية الى المنظومة الشمسية ..
التاريخ الميلادي الذي امتلك ناصية مدنية في التعاملات والوظيفة ومرتبات الشهر (الرزق) وفي كل ناشطة ... ارتبط ذلك التاريخ بالشمس لان الحساب الميلادي المبني على تاريخ ولادة عيسى عليه السلام يعتمد الشمس كوحدة قياس للحساب الزمني دون القمر .
الفارقة بين التاريخين قيل فيها (تاريخ ميلادي) و (تاريخ هجري) معتمدين على نقطة البديء في ولادة المسيح عليه السلام والثانية في هجرة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وتلك الفارقة ليست الهدف الحسابي المجرد من روابط التكوين بل الهدف الذي نحبو على اظهاره هو مفردة الحساب برابطها التكوين فمفردة الحساب للتاريخ الميلادي مرتبطة بالشمس والمفردة التي يتم بها حساب التاريخ الهجري مرتبطة بالقمر وهنلك فارق تكويني بينهما وليس فارق عقائدي بين رسولين سماويين نصادق على انهما من لبنة واحدة ...
منظومة الاسلام تعتمد الحساب القمري الا ان المسلمين نأوا عنها وزاغت ابصارهم عن الحق واعتمدوا الشمس بديلا عن القمر في اسوأ سوأة ارتكبت تعلن عن مخالفة شرعية قبلت في اوساط حملة الشريعة في مجمل النشاط الانساني للمسلمين . مع صمت عجيب للدعاة الاسلاميين الذين وظفوا يومياتهم للفقه والدعوة للدين .. الا انهم صامتون .. شياطين خرساء ..!!
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس:5)
القمر في النص هو المقصود في الحساب فهو الذي قدره الخالق على شكل منازل تتداخل مع دورة الارض حول الشمس فالمنازل هي في الحساب وليس الشمس
ولكن اكثر الناس للحق كارهون ... وتركوا الحكم (الحق) ... وما بديل الحق الا الباطل .. !! لان تجزأة الحق باطل ايضا .. ويبقى الحق وعاءا طاهرا فان تلوث بقليل من الباطل فقد صفة الحق فيه .. القمر قد قدر منازل لتعلموا عدد السنين والحساب الا ان الانقلاب الذي حصل في حسابات الشمس بديلا عن القمر زيغ بصر اعمى القلوب وافقد الناس سلطان الحق وابتعدوا عنه كثيرا .. وظنوا بالله ظنونا وكانت ظنونهم في عدم اهمية الحساب القمري فقبلوا بالحساب الشمسي بديلا عن الحق ...
نضع بين يدي متابعنا الكريم تجربة علمية تمت في عام 1993 باشراف اكاديمي مختص بالراديو بايولوجي وكانت التجربة بايجاز هي
اختيار ثلاث مواقع عشوائية في بغداد يوضع فيها خزان لماء الشرب سعة 1.5 متر مكعب وتبدأ التجربة بفحص يومي للمستعمرات البكتيرية الطبيعية في تلك الخزانات دون أي تدخل من قبل الفاحص وتؤخذ من كل موقع عينتان يوميا .. عينة (اولى) من وسط الخزان المائي ... وعينة (ثانية) تؤخذ من سطح نفس الخزان حيث يتم يوميا فحص ست عينات وعلى مدى ثلاث شهور قمرية ...
كانت النتائج غير متوقعة ... المخلوقات البكتيرية تتعامل مع القمر بشكل عجيب اذهل الباحثين الذين شاركوا بالبحث حيث تكون المستعمرات البكتيرية ذات كثافة عالية في (وسط ) الخزان المائي عندما يكون القمر بدرا وفي البدر يكون (سطح) خزان الماء خاليا من أي مخلوق بكتيري وكأن السطح قد تم تعقيمه بكتيريا ... تبدأ المخلوقات البكتيرية تستعمر مساحة الحوض تدريجيا مع منازل القمر حتى تصل الذروة في ايام المحاق (اخر ثلاثة ايام من الشهر العربي) حيث تتركز البكتيريا في (سطح) الخزان ويكون (وسط) الخزان خالي تماما من البكتيريا وكأنه ماء معقم ...
ثلاثة شهور كانت كافية جدا لتثبيت ذلك الرصد العلمي الذي يربط المخلوق البكتيري ذو الخلية الواحدة الذي يعتبر لبنة البناء الحياتي علما ان الفاحص كان ربيب المسالك الاكاديمية ويمتلك قدرة فائقة في رؤيته الاكاديمية وكأنها تسري في عروقه ...
العلم المعاصر لا يعترف بالقمر او أي جرم سماوي بصفته (مؤثر) في حياة المخلوقات على الارض لان العلم الحديث لا يرى (العقل) ويرى (الاثر) في المادة دون ان يكون في قاموسه ومنهجه برنامجا للبحث عن (المؤثر) العقلاني لما يراه في (اثر) ... وبدأت رحلة التقصي بين القمر والحياة على الارض ووجدنا ما يلي
1 ـ الدورة الشهرية النسائية تتناغم مع دورة القمر (28 ـ 29) يوم ... وهي حين تبدأ في الربع الاول او الثاني او أي وقت مع الشهر القمري انما تسجل بداية ونهاية مرتبطة بدورة قمرية ...
2 ـ تقل بشكل ملحوظ غلة صيادي الاسماك عند البدر وهم يعزون السبب الى ان ضوء القمر يجعل من الاسماك قادرة على ادراك الشباك الا ان الحقيقة كما شوهدت في المختبر وهي ان الاسماك ترحل نحو الاعماق اكثر وذلك من مراصدنا التجريبية للبكتيريا .. علما ان الصيد في النهار وفيرا ايضا وضوء النهار اقوى من ضوء القمر بكثير والاسماك تقع في الشباك نهارا ..!! وتلك التذكرة تدحض الرأي القائل ان القمر يساعد الاسماك على رؤية الشباك فيتحاشاها
3 ـ زيادة ملوحظة للغلة الناضجة عند ايام البدر وما بعدها بقليل خصوصا الطماطم حيث تكثر حمرة ذلك المحصول عند البدر مع نفس الظاهرة في النضوج لانواع اخرى موسمية مثل الكمثرة والتوت والسدر وغيرها ...
4 ـ وفيات كبار السن وشديدي المرض تزداد في الربع الاخير من الشهر القمري وقد رصدنا جداول لبضع سنين نجد فيها تلك الظاهرة بشكل غير ملحوظ اجتماعيا الا عند التنبيه اليها والتذكير بتلك الظاهرة فيعرفها الناس بسهولة ويسر
5 ـ في ايام البدر تنخفض بشكل ملحوظ الازمات النفسية عند المصابين بها وقد شملت رقابتنا للعشرات من ذوي الازمات النفسية حيث يلاحظ تحسن نفسي عندهم ايام البدر
6 ـ تطوع احد الاشخاص المصابين بمرض ابيضاض الدم (زيادة الكريات البيض) لاربع فحوصات في الشهر القمري الواحد في ايام (7 ـ 14 ـ 21 ـ 28) من ايام الشهر القمري ولمدة اربعة اشهر حيث ظهر بشكل واضح ازدياد الاقراص البيضاء في فحص يوم 28 من الشهر وظهر اقل عدد لتلك الاقراص في فحص يوم 14 من الشهر ...
7 ـ تمت مراقبة عدد متفرق من المصابين بامراض السرطان فاتضح ان اسوأ ايام الالم عندهم تقع في ليالي المحاق ويكون المصاب مرشحا للموت في تلك الايام اكثر احتمالا من ايام البدر ...
وهنلك متابعات اخرى عديدة تربط بين دورة القمر والنشاط الانساني ... الرابط الشرعي بين القمر والعبادات والمستحبات والمكروهات من الاعمال وردت في مساحة واسعة من الفكر العقائدي كمستحبات اول الشهر واستحباب الدعاء والاستهلال كل شهر والصوم في العشرة الاوائل منه وكثيرة هي مستحبات الاعمال المرتبطة بالقمر وتوجد بعض الكراهات ايضا وترتبط بدورة القمر منها في كراهة الفراش الشرعي في ليلة البدر وليلة الهلال اما ثبات تاريخ الوفيات والولادات عند المسلمين عموما فهو في التاريخ القمري ... اما العبادات الثابتة فهي
1 ـ صوم رمضان في شهر رمضان
2 ـ الحج وهو في يوم التروية والنفور من مكة في 8 ذي الحج والوقوف في عرفة في 9 ذي الحج والمبيت في مزدلفة ليلة العاشر من ذي الحج وايام التشريق في منى في 10 و 11 و 12 من ذي الحج وكلها ذي رابط مع دورة القمر ولا حج الا في ذي شهر ذي الحج
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)
لا احد يعرف كينونة تلك الحرمة سواء كانت في الماضي او في زمننا وماهي اسبابها ومرابطها ولم يصلنا من تراث العقيدة ما يفي فضولنا العلمي المعاصر او حاجاتنا العلمية المعاصرة في زمن العلم حيث يتحول الفضول العلمي الى حاجة علمية في زمن الحاجة للعلم ..
الصلاة اليومية مربوطة بالشمس ...اما العبادات السنوية مربوطة بالقمر ... الزراعة كانت مربوطة بالشمس الا ان العلوم الحديثة والتقنيات اثبتت ان تلك الرابطة كانت موسمية مع الشمس الا انها في حقيقتها مرتبطة مع درجات الحرارة فاستطاع الانسان ان يوفر المحاصيل الموسمية بتوفير مناخها في الزراعة المغطاة ... كذلك الحيوانات التي كانت تتزاوج في مواسم مرتبطة بالشمس حيث اتضح انها تخضع في تلك الغريزة الى درجات الحرارة في نضج البيوض للاخصاب وقد ظهرت تلك الخاصية في الاسماك بشكل واضح في مزارع التربية ...
القمر والخلق يعتبر من المجاهيل المعرفية في المدرستين المادية والعقائدية الا ان القمر ءاية غير معروفة الا للشعراء حين تفيض قريحتهم الشعرية مع القمر ...
القمر في العلم القرءاني هو (وسيلة فاعلية ربط مشغل متنحي) ... الوسيلة عقلانية من خلال رصد منسكي الحج والصوم وفي تلك راسخة علم لا بد ان تقوم عند الباحث المسلم المؤمن بان الله حكيم في حكمة بالغة في شريعة هو انزلها ... لم يستطع المسلمون ان يمسكوا بـ (الاثر) المادي من (المؤثر) في منسك الحج ومثله منسك الصيام رغم ان الفكر العقائدي اغنى ذينيك المنسكين كلاما طويلا وعريضا يصلح للتوجيه العقائدي ولا يصلح للعلم بكينونة القمر الذي يعتبر على قمة هرم ذلك المنسك ...
ورد اسم القمر اكثر من 25 مرة في القرءان وهو جزء من نظام كوني ربطه الله بعقل المسلم في منسكين رئيسين يجعل الباحث المسلم مسؤول وجدانيا باحتظانه والاهتمام بعلومه والتقيد بصفته كتاريخ يؤرخ يوميات الانسان على مساحة عمره لان الفرد مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في حياته فالصلاحيات الحياتية ليست مطلقة كما يروج لها الفكر الكافر في عنوان (الحرية الفردية) بل ان الانسان وليد روابط لا يمكن ان تتحلل وتسقط بشكل يقترب من القرار الصبياني غير المسؤول ... ويظنون بالله الظنونا ... في ترجمان حال في نشاط اسلامي يقوم الظن بالله وكأن الشهر القمري غير مؤثر ان استبدل بشهر شمسي ..!! ولماذا ثبته الله في مناسكه لو يعقلون ..!! خارجة خرجت من المسلمين في استخدام الشهر الشمسي وهجر الشهر القمري يكون عنوانا للظن بالله انه ربنا قال شيئا غير مهم وغير حاكم وان استبدل بغيره فلا ضير .. ظنون ترجمها الفعل وليس اللسان ..!!
حاولت شخصيا ترسيخ تلك الحسابات الكونية وقررت ان يكون التعامل الوظيفي مع كياني الشخصي بموجب دورة القمر وبدأت بتوزيع الرواتب على الموظفين المنتسبين لكياننا بموجب النظام القمري وبذلك يربح المنتسب الى كياننا اكثر من عشرة ايام في السنة مدفوعة الاجر زيادة عن الحساب الشهري الشمسي الميلادي الا ان معارضة شديدة وعدم قبول اجهض تلك التجربة الفردية لان الموظفين لا يروق لهم استلام رواتبهم بموجب القمر ويريدون ان يكونوا اسوة بزملائهم في الوظيفة الحكومية لان كيانهم المجتمعي في دفعات ايجار البيوت واقساط السلف والتسوق كلها مبنية على الشهر الشمسي في اكبر مخالفة يقوم بها المسلمون مع خالقهم وهم يتصورون انهم يحسنون صنعا ..
تلك ذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق