ميزان الكفة الواحدة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
فطر الناس على ميزان ذو كفتين على طول تاريخ الانسان في الارض ولم يغادر البشر ميزانهم ذو الكفتين الا حين قامت الحضارة التي انتجت ميزان الكفة الواحدة والمبني على تقنيات الكترونية او على تقنيات الحلزون (النابض) فاصبح الانسان لا يرى عدالة الوزن ويفترض ان صانع الميزان صادقا في عدالة معيار الكفة الواحدة ... !!
عندما يتجرد العقل الانساني من تخصصية فعل الميزان ويضع لفعل الميزان الميكانيكي ذو الكفتين وصفا عقليا تقوم في العقل واصفة عامة شاملة للميزان يسمونه اهل الكلام (تعريف الميزان) وبما ان هذه السطور لا تمتلك ناصية فلسفية او مقعد اكاديمي فيكون لتعريف الميزان على سطور متواضعة خاضعا لرقابة متابع السطور ليستخدم ميزانه الفكري في تعريف الميزان فهو ميزان يعني في العقل (مشغل ثابت الحاجة) فكل حاجة انسانية مهما بلغ وصفها واختلف جوهرها فهي تحتاج الى ذلك المشغل لتثبيت الحاجة ... فيكون الميزان بين ايدي الناس فكريا او سلعيا ..
يتجلى ذلك الوصف في الميزان السلعي الذي (يتكلم بلا لسان) لينطق معلنا ثبات الحاجة في وزن سلعي في البيوع والطلبات والمقادير وكل ماديات الانسان عندما يستوجب ضبط ثبات حاجاتها في ميزان ذو كفتين ويقوم الثابت عندما تكون العتلة الرابطة بين الكفتين شاهدا على الثبات ليرى الانسان بأم عينه ثبات العتلة بين الكفتين ... فيكون (اللاريب) .
ميزان الكفة الواحدة يحتاج ثقة مفترضة عند مثبت الحاجة وبالتالي فان الريب يصيب ميزان الكفة الوتر وعندما يكون الانسان هو صانع الميزان فان ثبات حاجته في كفة واحدة بديلا عن كفتان تستوجب ان يمنح نفسه ثقة الاتقان لميزانه المنفرد في كفة واحدة والسطور تقترب من هدفها في الاثارة التي يراد منها ان تذكر عقل الانسان بضرورة عدم خسران الميزان لان في خسران الميزان خسران مثبت الحاجات الانسانية جميعا ..
عندما يتصور الانسان ويفترض ان ما بين يديه من نشاط ومعالجات تقبل التعيير في ميزان عقله يكون قد شطب كفة الميزان الكونية الثانية التي انزلها الله في رسالاته السماوية حين تكون كفة ميزان الحاجة بين يدي الانسان ولا يمتلك كفة ثانية فيها المعايير التي تثبت حاجاته ... ذلك لانه استخدم ميزان الكفة الواحدة
نسي الانسان انه في برنامج الهي محكم وان لله حكومة لا يفوتها فوت , وتصور انه انما يمتلك ناصية ما بين يديه من انشطة وتصرفات , وتصور ان ارتباطه بالكون من حوله خاضع لمرابطه هو حصريا , ويتصور انه قد امتلك كافة الصلاحيات ..!!
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25)
فهل يمكن ان نقبل عقلا ان ربنا قد انزل مع الكتاب ميزان بكفة واحدة ...!! ولا يحق لنا ان نرى الكفة الاخرى والتي تحمل المعايير ..!! كيف يكون ربنا عادلا اذن ..!!
فاي ميزان سماوي هو ..؟؟ وكيف تكون له كفتان ... ؟؟ ولماذا ميزان في نص قرءاني ..؟؟ وكيف يستخدم ..؟؟
سنرى حالنا وحال الناس من حولنا لنرى كفة الميزان المنفرد بين الناس عندما يملأون تلك الكفة معتمدين على تفرديتها دون حساب الكفة الثانية التي تمثل معايير حاجاتهم فتراهم يسعون الى مليء حاجاتهم بما جادت قريحتهم وشطارتهم وعنفوان انشطتهم وكأنهم معزولون عن برنامج الله وعن روابط الخلق ... سنرى كفة الميزان الواحدة في :
خرج صباحا الى عمله مستخدما كامل وسيلته وهو يقود سيارته التي اشتراها بحهده ونجاحه في عمله وفي غفلة منه يحدث تصادم بينه وبين سيارة اخرى وتتصدع سيارته وسيارة الاخر وتصاب باضرار فيكون ذلك في كفة ميزان (نحس) اصابه في تلك الحادثة ..!! هل سيكون ذلك بنفس الصفة (نحس) عند سمكري السيارات وبائع قطع الغيار ,,؟؟ هل النحس عند هذا المتضرر يساوي الخير عند المسكري ..؟؟ عند صاحب النحس كفة ميزان خاسرة وعند سمكري السيارات كفة ميزان غير خاسرة (رابحة) والحدث (السلعة الموزونة) واحد المضمون ولكن (مثبت الحاجة) مختلف بين الاثنين , فاي ميزان فكري يمكن ان يعطي قراءتين في نشاط مرتبط بحدث واحد ..؟؟ اين مكمن الخسران والربح ..؟؟ وكيف يكون ..!
نسي الوزان مرابطه في الخلق فاعتمد على كفة واحدة ولو عدنا الى السمكري فسوف نجده قد ربط مرابط رزقه على كفة ميزان منفرد فكانت وسيلته على نحس اصاب غيره ..!! ربح على خسارة الاخرين ..!!
ذلك هو الميزان الحضاري ذو الكفة الواحدة فكل الناس حسبت حسابها في ثابت حاجات مفترضة تفترضها عقول بشر وفقد الميزان الالهي وجوده بينهم فكل تراه يدعي لنفسه الالمعية في ترابطيات مادية وفهلوة نشاط في حين تم شطب او تحجيم عالم اخر يقود ويهيمن على كل تصرفات الخلق وهو في مرابط الخلق ... منسي ... فنسوا الله فانساهم انفسهم وهم يتكاثرون بسبب الحضارة ويومنا لا يشبه الامس فالمسلمون اليوم عباد مناسك ولا يرون حكومة الله كما كان يراها الناس قديما والسبب يكمن في الحضارة التقنية التي تمتلك فائقية النفاذ ..
هل يستطيع ان يتذكر ذالك الشخص الذي حل النحس في سيارته انه انما كان في عقوبة الهية ..؟؟ ولكنه اعتبرها نحس ولدته ساعة الحدث ولن تكون له مرابط مع حكومة الله وسنن خلقه المنضبطة لان معايير الحدث الذي اسماه (نحس) توزن بميزان الكفة الواحدة ولن يرى المنحوس كفة المعايير ..!!
هل يستطيع ان يتذكر السمكري ان رزقه الحقيقي من الله وليس من سمكرته ..؟ وهل الله الرزاق يجعل رزقه من نحس يصيب الاخرين واين تكون عدالة الله من ذلك ..؟؟
ولكنه ميزان الكفة الواحدة ... !!
لان الوزان يظن ان رزقه في الدنانير التي حصل عليها من اجر عمله او سمكرته في كفة ميزان واحدة ولا يرى كفة الميزان الاخرى في مرابطه مع الخلق ولو ادرك كفة الميزان الاخرى لعرف ان رزقه من الله يقع في حبة قمح او تفاحة من شجر تسد جوعه وجوع عياله ..!!
فهل يظن الذين اجترحوا السيئات انهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ... الا ساء ما هم عنه غافلون
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثـية:21)
فلو حسب صاحب النحس ان لله حكومة لها عقاب (عقوبة نحس) حلت في ساحته وعليه ان يعود فيذكر الله ويبحث في ذاته عن سبب النحس الذي حل به .. فيرى كفة الميزان الثانية التي غفل عنها
ولو يعود السمكري الى كفة الميزان الثانية والتي غفل عنها سيجد ان سمكرته لن تخلق حبة قمح واحدة تسد جوعه وجوع عياله وليرى .. وعسى ان يرى من يتابع معنا ان ما يدخل جوف الانسان حتما يقينا من خلق الله فلا يستطيع الانسان ان يأكل تقنيات حضارية ولا يستطيع ان يشرب ماءا مصنوعا في مصانع العصر فرزقه ورزق عياله من خلق الهي جادت به الارض وقادها وسيطر عليها فالق الحب والنوى وبيده ملكوت كل شيء ... ولكنها كفة ميزان مركونة فهي كفة ميزان مهملة ولا يذكر الله الا في محراب صلاة او عند نازلة تنزل عليهم
(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)(النساء: من الآية78)
فكل ناجحة يقول المسلمون (توفيق الهي) وكل سيئة يقولون انها (من عندك) وهي منفية من الله وبالتالي يعترف المؤمنون انهم في عذاب وعقاب ولكن بعد ان تأتي ايات الله فعالة فيهم
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)
ولكن القرءان يؤكد منهج الانسان في كفره حين يبرأ نفسه مكابرا مع الله
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22)
ويبقى الانسان في غفلته يتسائل عن مصائبه ولا يتعض
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)
انى هذا .. ؟؟ هذا نحس ... هذا ابتلاء ... هذا امتحان ... وقالوا (المؤمن مبتلى) ولكن لا نعرف كيف عدالة الابتلاء بالنحس ومن اين اتت ..!! ومن يبرأها ..؟؟ الا مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ
هو ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ... كفة الميزان الثانية ... التي فقدها الانسان .. وكثيرها في زمن الحضارة ... فقد نسي الانسان المعاصر برنامج ربه فيه فأصبح عندما يمرض له رب غير الله في طبيب ومعبد غير الله في صيدلة وسجود لغير الله في صالة عمليات ولا ولن يقول انا صاحب الذنب لاني وزنت حاجاتي في كفة ميزان واحدة واتكأت على ظنون عدالة ميزان ذو الكفة الواحدة ... لو حرص المؤمن على كفة ميزان الخلق الثانية واتزنت حياته بميزان انزله الله مع رسله فان النحس لن يكون في يومياته ولن يضطر الانسان ليعبد او ليسجد لغير الله
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ) (لأعراف:9)
ويقولون انها من موصوفات يوم القيامة ...!! ولكن عندما يترجرج العقل فلماذا تكون الآية معطلة التفعيل في يومنا الذي نعيشه ...؟ عندما يكون الميزان قد انزل مع الرسل والكتاب فهل يبقى معطلا ولا يتم تشغيله الا في يوم القيامة ..؟؟ لماذا انزله الله مع الرسل في دنيا نعيشها اذا كان استخدامه ليوم القيامة فقط ..؟؟
(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) (القارعة:9)
وهل في العيشة الراضية نحس ...؟؟
ومن خفت موازينه (فأمه هاوية) فان كانت امه التي ولدته فما ذنبها ..؟؟ ولكنها امه التي ولدت فاعلياته فكل حدث له أم (مشغل تكويني) وهي محركات الاحداث ومسبباتها فهي (الهاوية) لانها في ميزان خفيف ..!! تهوي كفته .. لان امه هاوية ..!!
تحذير : الاثارة اعلاه لا تمتلك منهجية التفسير او الوعظ والارشاد فهي تعتمد الرابط العلمي القرءاني في ربط انشطة اليوم مع ثوابت قرءانية فهي ليست للوعظ بل هي للتذكير فلا تستطيع سطور محددة الهدف ان ترسم للهداية منهجا مستنسخا يستنسخه العقل من وعاء عقلي الى وعاء عقلي اخر ... ولكنها ذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى ..
في الرابط ادناه معالجة فكرية توضح ما فعلته الايدلوجية العلمية المعاصرة
ايدلوجية العلم المعاصر
الحاج عبود الخالدي
عندما يتجرد العقل الانساني من تخصصية فعل الميزان ويضع لفعل الميزان الميكانيكي ذو الكفتين وصفا عقليا تقوم في العقل واصفة عامة شاملة للميزان يسمونه اهل الكلام (تعريف الميزان) وبما ان هذه السطور لا تمتلك ناصية فلسفية او مقعد اكاديمي فيكون لتعريف الميزان على سطور متواضعة خاضعا لرقابة متابع السطور ليستخدم ميزانه الفكري في تعريف الميزان فهو ميزان يعني في العقل (مشغل ثابت الحاجة) فكل حاجة انسانية مهما بلغ وصفها واختلف جوهرها فهي تحتاج الى ذلك المشغل لتثبيت الحاجة ... فيكون الميزان بين ايدي الناس فكريا او سلعيا ..
يتجلى ذلك الوصف في الميزان السلعي الذي (يتكلم بلا لسان) لينطق معلنا ثبات الحاجة في وزن سلعي في البيوع والطلبات والمقادير وكل ماديات الانسان عندما يستوجب ضبط ثبات حاجاتها في ميزان ذو كفتين ويقوم الثابت عندما تكون العتلة الرابطة بين الكفتين شاهدا على الثبات ليرى الانسان بأم عينه ثبات العتلة بين الكفتين ... فيكون (اللاريب) .
ميزان الكفة الواحدة يحتاج ثقة مفترضة عند مثبت الحاجة وبالتالي فان الريب يصيب ميزان الكفة الوتر وعندما يكون الانسان هو صانع الميزان فان ثبات حاجته في كفة واحدة بديلا عن كفتان تستوجب ان يمنح نفسه ثقة الاتقان لميزانه المنفرد في كفة واحدة والسطور تقترب من هدفها في الاثارة التي يراد منها ان تذكر عقل الانسان بضرورة عدم خسران الميزان لان في خسران الميزان خسران مثبت الحاجات الانسانية جميعا ..
عندما يتصور الانسان ويفترض ان ما بين يديه من نشاط ومعالجات تقبل التعيير في ميزان عقله يكون قد شطب كفة الميزان الكونية الثانية التي انزلها الله في رسالاته السماوية حين تكون كفة ميزان الحاجة بين يدي الانسان ولا يمتلك كفة ثانية فيها المعايير التي تثبت حاجاته ... ذلك لانه استخدم ميزان الكفة الواحدة
نسي الانسان انه في برنامج الهي محكم وان لله حكومة لا يفوتها فوت , وتصور انه انما يمتلك ناصية ما بين يديه من انشطة وتصرفات , وتصور ان ارتباطه بالكون من حوله خاضع لمرابطه هو حصريا , ويتصور انه قد امتلك كافة الصلاحيات ..!!
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25)
فهل يمكن ان نقبل عقلا ان ربنا قد انزل مع الكتاب ميزان بكفة واحدة ...!! ولا يحق لنا ان نرى الكفة الاخرى والتي تحمل المعايير ..!! كيف يكون ربنا عادلا اذن ..!!
فاي ميزان سماوي هو ..؟؟ وكيف تكون له كفتان ... ؟؟ ولماذا ميزان في نص قرءاني ..؟؟ وكيف يستخدم ..؟؟
سنرى حالنا وحال الناس من حولنا لنرى كفة الميزان المنفرد بين الناس عندما يملأون تلك الكفة معتمدين على تفرديتها دون حساب الكفة الثانية التي تمثل معايير حاجاتهم فتراهم يسعون الى مليء حاجاتهم بما جادت قريحتهم وشطارتهم وعنفوان انشطتهم وكأنهم معزولون عن برنامج الله وعن روابط الخلق ... سنرى كفة الميزان الواحدة في :
خرج صباحا الى عمله مستخدما كامل وسيلته وهو يقود سيارته التي اشتراها بحهده ونجاحه في عمله وفي غفلة منه يحدث تصادم بينه وبين سيارة اخرى وتتصدع سيارته وسيارة الاخر وتصاب باضرار فيكون ذلك في كفة ميزان (نحس) اصابه في تلك الحادثة ..!! هل سيكون ذلك بنفس الصفة (نحس) عند سمكري السيارات وبائع قطع الغيار ,,؟؟ هل النحس عند هذا المتضرر يساوي الخير عند المسكري ..؟؟ عند صاحب النحس كفة ميزان خاسرة وعند سمكري السيارات كفة ميزان غير خاسرة (رابحة) والحدث (السلعة الموزونة) واحد المضمون ولكن (مثبت الحاجة) مختلف بين الاثنين , فاي ميزان فكري يمكن ان يعطي قراءتين في نشاط مرتبط بحدث واحد ..؟؟ اين مكمن الخسران والربح ..؟؟ وكيف يكون ..!
نسي الوزان مرابطه في الخلق فاعتمد على كفة واحدة ولو عدنا الى السمكري فسوف نجده قد ربط مرابط رزقه على كفة ميزان منفرد فكانت وسيلته على نحس اصاب غيره ..!! ربح على خسارة الاخرين ..!!
ذلك هو الميزان الحضاري ذو الكفة الواحدة فكل الناس حسبت حسابها في ثابت حاجات مفترضة تفترضها عقول بشر وفقد الميزان الالهي وجوده بينهم فكل تراه يدعي لنفسه الالمعية في ترابطيات مادية وفهلوة نشاط في حين تم شطب او تحجيم عالم اخر يقود ويهيمن على كل تصرفات الخلق وهو في مرابط الخلق ... منسي ... فنسوا الله فانساهم انفسهم وهم يتكاثرون بسبب الحضارة ويومنا لا يشبه الامس فالمسلمون اليوم عباد مناسك ولا يرون حكومة الله كما كان يراها الناس قديما والسبب يكمن في الحضارة التقنية التي تمتلك فائقية النفاذ ..
هل يستطيع ان يتذكر ذالك الشخص الذي حل النحس في سيارته انه انما كان في عقوبة الهية ..؟؟ ولكنه اعتبرها نحس ولدته ساعة الحدث ولن تكون له مرابط مع حكومة الله وسنن خلقه المنضبطة لان معايير الحدث الذي اسماه (نحس) توزن بميزان الكفة الواحدة ولن يرى المنحوس كفة المعايير ..!!
هل يستطيع ان يتذكر السمكري ان رزقه الحقيقي من الله وليس من سمكرته ..؟ وهل الله الرزاق يجعل رزقه من نحس يصيب الاخرين واين تكون عدالة الله من ذلك ..؟؟
ولكنه ميزان الكفة الواحدة ... !!
لان الوزان يظن ان رزقه في الدنانير التي حصل عليها من اجر عمله او سمكرته في كفة ميزان واحدة ولا يرى كفة الميزان الاخرى في مرابطه مع الخلق ولو ادرك كفة الميزان الاخرى لعرف ان رزقه من الله يقع في حبة قمح او تفاحة من شجر تسد جوعه وجوع عياله ..!!
فهل يظن الذين اجترحوا السيئات انهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ... الا ساء ما هم عنه غافلون
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثـية:21)
فلو حسب صاحب النحس ان لله حكومة لها عقاب (عقوبة نحس) حلت في ساحته وعليه ان يعود فيذكر الله ويبحث في ذاته عن سبب النحس الذي حل به .. فيرى كفة الميزان الثانية التي غفل عنها
ولو يعود السمكري الى كفة الميزان الثانية والتي غفل عنها سيجد ان سمكرته لن تخلق حبة قمح واحدة تسد جوعه وجوع عياله وليرى .. وعسى ان يرى من يتابع معنا ان ما يدخل جوف الانسان حتما يقينا من خلق الله فلا يستطيع الانسان ان يأكل تقنيات حضارية ولا يستطيع ان يشرب ماءا مصنوعا في مصانع العصر فرزقه ورزق عياله من خلق الهي جادت به الارض وقادها وسيطر عليها فالق الحب والنوى وبيده ملكوت كل شيء ... ولكنها كفة ميزان مركونة فهي كفة ميزان مهملة ولا يذكر الله الا في محراب صلاة او عند نازلة تنزل عليهم
(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)(النساء: من الآية78)
فكل ناجحة يقول المسلمون (توفيق الهي) وكل سيئة يقولون انها (من عندك) وهي منفية من الله وبالتالي يعترف المؤمنون انهم في عذاب وعقاب ولكن بعد ان تأتي ايات الله فعالة فيهم
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)
ولكن القرءان يؤكد منهج الانسان في كفره حين يبرأ نفسه مكابرا مع الله
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22)
ويبقى الانسان في غفلته يتسائل عن مصائبه ولا يتعض
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)
انى هذا .. ؟؟ هذا نحس ... هذا ابتلاء ... هذا امتحان ... وقالوا (المؤمن مبتلى) ولكن لا نعرف كيف عدالة الابتلاء بالنحس ومن اين اتت ..!! ومن يبرأها ..؟؟ الا مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ
هو ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ... كفة الميزان الثانية ... التي فقدها الانسان .. وكثيرها في زمن الحضارة ... فقد نسي الانسان المعاصر برنامج ربه فيه فأصبح عندما يمرض له رب غير الله في طبيب ومعبد غير الله في صيدلة وسجود لغير الله في صالة عمليات ولا ولن يقول انا صاحب الذنب لاني وزنت حاجاتي في كفة ميزان واحدة واتكأت على ظنون عدالة ميزان ذو الكفة الواحدة ... لو حرص المؤمن على كفة ميزان الخلق الثانية واتزنت حياته بميزان انزله الله مع رسله فان النحس لن يكون في يومياته ولن يضطر الانسان ليعبد او ليسجد لغير الله
(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ) (لأعراف:9)
ويقولون انها من موصوفات يوم القيامة ...!! ولكن عندما يترجرج العقل فلماذا تكون الآية معطلة التفعيل في يومنا الذي نعيشه ...؟ عندما يكون الميزان قد انزل مع الرسل والكتاب فهل يبقى معطلا ولا يتم تشغيله الا في يوم القيامة ..؟؟ لماذا انزله الله مع الرسل في دنيا نعيشها اذا كان استخدامه ليوم القيامة فقط ..؟؟
(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) (القارعة:9)
وهل في العيشة الراضية نحس ...؟؟
ومن خفت موازينه (فأمه هاوية) فان كانت امه التي ولدته فما ذنبها ..؟؟ ولكنها امه التي ولدت فاعلياته فكل حدث له أم (مشغل تكويني) وهي محركات الاحداث ومسبباتها فهي (الهاوية) لانها في ميزان خفيف ..!! تهوي كفته .. لان امه هاوية ..!!
تحذير : الاثارة اعلاه لا تمتلك منهجية التفسير او الوعظ والارشاد فهي تعتمد الرابط العلمي القرءاني في ربط انشطة اليوم مع ثوابت قرءانية فهي ليست للوعظ بل هي للتذكير فلا تستطيع سطور محددة الهدف ان ترسم للهداية منهجا مستنسخا يستنسخه العقل من وعاء عقلي الى وعاء عقلي اخر ... ولكنها ذكرى ... عسى ان تنفع الذكرى ..
في الرابط ادناه معالجة فكرية توضح ما فعلته الايدلوجية العلمية المعاصرة
ايدلوجية العلم المعاصر
تعليق