الملحدون مطايا الوطن
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يوم قامت الوطنية كتنظير اخترق العقل الانساني في كل مكان مرت على الناس غفلة عناصر بناة الوطن عند انطلاق الثورة الفرنسية التي كانت الميدان الاول لبناء الدولة الحديثة ولا يخفى على الناس طبيعة صناع الثورة الفرنسية ورجالات الجمهورية الاولى وما كانوا يحملون من فكر الحادي ملأ اركان تاريخهم ولكن الناس ساروا في غفلة رصد قاتلة قتلت فيهم روح الفطنة فاصبح (كمال اتاتورك) رمزا للحرية ونسوا موقفه الفكري الالحادي ونسوا الناس وتناسوا بهلوي ايران الذي ركل الدين بحذاء امبراطوري واجبر موظفي امبراطوريته على استحياء نسائهم في اكبر ظاهرة شهدها مجتمعين مسلمين قاد الوطن فيها ملحدون يعلنون الحادهم على الملأ ...
واي اسم لامع قد يختاره متابعي الكريم من مطايا الوطن في الربع الاول من القرن الماضي سيجد ان الالحاد كان سمة جوهرية في قواد تلك الحقبة الزمنية التي شهدت تمزيق الدولة الاسلامية وبناء الاوطان في غفلة من جماهير العقيدة وكأن الناس نيام .. رحم الله الاباء وقعوا واوقعونا ..!!
من يطلع على سيرة رواد الوطنية الاوائل سوف لن يبقى لديه شك انهم مطايا الوطنية التي استصرخت الناس جميعا طوعا او كرها ولعل الناس سمعوا بما حدث في تركيا بقيادة كمال اتاتورك وحزبه تركيا الفتاة فمن كان يمتلك قرءانا في منزله يقتل او يسجن وفي ايران البهلوية وباكستان محمد علي جناح وفي روسيا لينين وستالين واطراف الصين مع ماو تسي تونغ حيث كان الوطنيون الاوائل ملحدين بكل ما تعنيه كلمة الالحاد من مضامين فكرية وتنفيذية وبذلك اصبح الوطن مركبا لما اسموه بالعلمانية التي بدأت في فرنسا تحت عنوان (دولة اللادين) الا ان مقاومة المسلمين لذلك العنوان جعلت المنظرين للوطنية يجرون تعديلا على العنوان دون المضمون فقالوا ان الدولة الحديثة هي (دولة كل الاديان) وسرى هذا العنوان على غفلة الاباء والابناء لاكثر من جيل ولا يزال ساريا رغم الرسوخ العقائدي في فصل دولة الاسلام عن دولة غير الاسلام تحت انضباط شرعي له احكام وهو تحت عنوان (دولة السلم) و (دولة الحرب) ففي القرية والمدينة التي تطغى الجالية المسلمة يقوم مفهوم (دولة السلم) اما اذا كانت القرية او المدينة لاقلية مسلمة فيطلقون عليها (دولة الحرب) وكثير من الاحكام التكليفية تختلف بين الدولتين ..
فطرة حب الوطن غلفت الحقيقة المرة واختلطت حلاوة حب الوطن الفطرية مع مرارة القادة الملحدين فتم صناعة نشيد وطني اطرب جميع المواطنين على حساب الانفلات من العقيدة سواء كان الانفلات فكريا عقائديا مثل الافكار الشيوعية او الافكار التي تضع للعلياء العربية مرتبة القدس الاكبر كبديل عن العلياء العقائدية وهكذا تلونت النداءات الوطنية بالوان الاوطان بعد المؤتمر الذي عقده المنظرون للألحاد في نابولي بعد نجاح الثورة الفرنسية في جمهوريتها الثانية وقبيل الاجتياح الاوربي لمواطن المسلمين فكانت تركيا الفتاة في تركيا وكثير من الاحزاب التي تحمل نفس المضامين الا انها تختلف في القادة والعناوين وعندما يعترف شيخ الازهر محمد عبده بماسونيته تكون الصورة اوضح بكثير من أي كلام مسطور ... ولعل المتابعين لتلك الحقبة الزمنية يعرفون ماسونية جمال الدين الافغاني وماسونية عبد القادر الجزائري وما خفي كان اعظم وادهى وقد مر على المجتمعات الاسلامية مرورا ساذجا ولم تمتلك ردود الافعال المجتمعية اكثر من صيحات منبرية سرعان ما تم تهجينها في مدرسة التنظير الوطني وذابت العقيدة في احضان الوطن رغم ان الوطن كان القاتل للعقيدة ولا يمكن ان تمحو الذاكرة ما حدث في تركيا وايران والا فان التفرج على الاحداث دون وزنها وتقييمها دليل سفاهة العقل وعدم قدرته على الانتاج الفكري (التفكر) وهذا ما كان صحبة الاجيال القريبة الماضية عنا ونحن اليوم اصعب حالا ..!!
في هذه الاثارة لا تسعى سطورنا الى حشر الالحاد في التنظير الوطني الا ان هدف السطور ترقى الى ماسكة عقل تصف ولادة الوطن في احضان الحادية من خلال قادة ملحدون قادوا الوطن والوطنية في مراحلها الاولى ولعلنا سوف لن نبذل جهدا فكريا عندما نسمع ان دولة اليهود سوف تنصب او انها نصبت نصبا تذكاريا لرئيسي وزراء فرنسا وبريطانيا اللذان وقعا اتفاقية (سايس وبيكو) التي رسمت خارطة الشرق الاسلامي والعربي في عام 1916 ولعل اليهود هم الاجدر من فرنسا وبريطانيا بوضع نصبين تذكاريين في فلسطين لشخص بريطاني واخر فرنسي لان سايس وبيكو اثمرت شجرتهما الخبيثة في تلك الديار ثمرا يزدان لونه بريقا ماسيا ..
كثير من الناس والمتابعين للتاريخ الحديث يسمعون بل يتطفلون على مسميات لا ترتبط بمضامينها مثل (النادي الزجاجي ) في بريطانيا و (النادي الروتري) في مصر وما تعني تلك المسميات من الحادية تنفيذية قاسية الا انها نوادي تخص علية القوم من الوطنيين (الاحرار ..!!) الذين تخرجوا من اكاديميات الحادية كانت نتيجتها ان طردوا العقيدة من عقولهم طردا فاصبحوا مطايا الوطنية في كل مكان فهم وان كانوا ويكونون عراة في تلك النوادي المسمات باسمائها الا انهم يرتدون زيا رسميا وقورا في الوطن ويتحدثون عن (الشعب) لان الشعب هو عبارة عن مجموعة من (الخراف) يقودها حمار ملحد في وسط صحراء فكر قاحلة من نبات انبته خاتم النبيين وترك علينا واجب سقايته .. ولكن ... حسرات .. تليها حسرات .. وضيق صدر .. وصبر حتى ينتهي الصبر ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق