وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ..! فمن هم الكاذبون ..؟
من اجل بيان حدود الدين في الزمن اللعين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119
الخطاب للمؤمنين في بيان مبين فهي مطلب توجيهي موجه للفئة المؤمنة وفي ذلك المطلب (تقوى الله) في نص (اتقوا الله) وهو (امر الهي) مبين في ان مصادر القوة (التقوية) وهي التقوى ان تكون في منظومة الله (اتقوا الله) ولن تكون التقوية التي يرتجيها المؤمن في منظومة من (دون الله) بل هي حصرا في منظومة الله النقية الصافية من المبتدعات والانشطة الشيطانية التي يتكاثر عددها وتكثر شموليتها في الزمن الحضاري المعاصر (اللعين) وقد وضع الله سبحانه امره الشريف في (اتقوا الله) في مفتاح علمي كبير وهو (وكونوا مع الصادقين) وهنا يظهر النظام الانذاري في القرءان ان حين يكون (الكيان مع الكاذبين) فان المؤمنين يفقدون قوتهم التي تمثل مرابطهم مع منظومة الخلق ويقوم (الوهن والضعف) بديلا عن (القوة) في سنن الله الارتدادية التي وضع لها الله منظومة ابليسية قاعدة على (الصراط المستقيم) ... من المؤكد ان فطرة الانسان تعشق ان تكون مع (الصادقين) لان الكذب والكاذبون ذوي صفة مقدوحة في العقل وينفر منها العقل (السليم) الا ان الازمة التي تظهر من خلال تبصرة النص القرءاني تفيد ان هنلك حيود فكري يصيب المؤمنين في (معيار الصادقين ومعيار الكاذبين) رغم ان الفطرة العقلية السليمة تكره الكذب وتحب الصدق وبالتالي فان الكاذبين مكروهين والصادقون محببون للنفوس الا ان ورود النص بالامر (واتقوا الله) تقيم في العقل تدبرا قرءانيا فريدا يؤكد ان هنلك (غفلة) وتلك الغفلة عقلية تكوينية مما استوجب ان يكون تاكيدا الهيا في تبشير المتقين بالقوة حين يكونوا مع الصادقين (حصرا) وهجر الكذب والكاذبين حكما ومن ذلك التدبر يكون لزاما على حامل القرءان ان يبحث عن صفات (الكذب والصدق) في الزمن الذي هو فيه لان اطياف الكذب تتغير من مجتمع لمجتمع ومن جيل لجيل ءاخر حتى من مهنية لمهنية اخرى فصفات النجار الكاذب او الصادق هي ليست نفسها عند الحداد وليست نفسها عند الخياط فلكل تجمع ونشاط بشري موضوعية كذب وصدق تخصصية ومن تلك الصفة استوجب ان نبحث عن (بعض) الكاذبين في زمننا لنعرف بعض الصادقين في زمننا ايضا كممارسة تكليفية في غور منهجية ذلك المعيار الذي يضعف القوة فيكون الوهن
لغرض وضع متابعي الكريم في صورة (منهجية) فطرية تمسك مسكا يقينيا لا ريب فيه بمباديء (علوم الله المثلى) التي يقيم القرءان ذكراها نروي هذه الرواية التحاورية مع ثلاثة من احفادي وهم في طور اجتياز مرحلة (التمييز) فهم في العقد الاول من عمرهم الغض وكان (الحوار الفطري) كالتالي
سؤال : هل افلام الكارتون التي تشاهدونها هي حقيقة ..!! ؟
جواب : انها ليست حقيقه بل صور متحركه
تعقيب : اذن هي (كاذبة) والله يقول (كونوا مع الصادقين) فحين تصرون على مشاهدة افلام كارتون فانكم ترفضون ان تكونوا مع الصادقين لانكم مع الكاذبين
سؤال : هل الالعاب الالكترونية التي تحبونها هي حقيقة ..؟
الجواب : نفس الجواب السابق مستحلب من فطرتهم الغضة والنتيجة هي انهم مع الكاذبين
سؤال : هل المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية التي تتابعونها حقيقة ..؟؟
الجواب : ومن فطرتهم انها تمثيل وليست حقيقة
تعقيب : اذن هي نفس الصحبة مع افلام كارتون والالعاب الالكترونية والمسلسلات التلفزيونية (صحبة مع الكاذبين) ... فما الذي يحدث من تلك الصحبة ..؟؟
اعلام : لو ان احد منكم وضع على ساعده قطعة نقود او ما يماثلها وقام بلف يده بضماد لتبقى تلك القطعة لصيقة على الجلد ليلة او يوم فحين يتم فتح الضماد سنجد ان تلك البقعة من الجلد قد تضررت واحمرت او تقيحت او تورمت ذلك لاننا (اقوياء) بموجب نظم خلقها الله في اجسادنا وحين ندخل مع منظومة الله شركة من نظام ءاخر من دون الله فان القوة تسقط ويكون الضعف هو النتيجة ومثلها (عقل البشر) فعندما يكون مع الصادقين فان (العقل يقوى) وحين يقوى العقل يكون العاقل ناجحا في حياته منتصرا في كل ميدان لانه (قوي بمنظومة خلق الله)
كان الصغار يسمعون تلك المحاورة وهم يجيبون على اسئلتنا من خلال مدارك عقولهم الفطرية الا ان واجبنا تركز في ان يكون (سن التمييز) هو السن الفاصل الذي يفصل (حق الطفولة) وما يعقبها من (حق التكامل) وتلك الصفة يعرفها الناس بفطرتهم حيث يبدأ ذوي الصغير بتكليف الصغير ببعض المهام والواجبات التي لا يسمح بها قبل سن التمييز
في رقابتنا الباحثة عن الحق والحقيقة في تعيير كل ما تناله قدراتنا من الممارسات الحضارية وجدنا ان افلام الكارتون والمسلسلات التلفزيونية والالعاب الالكترونية تفعل في العقل نفس فعل القطعة المعدنية التي يتم ربطها على جزء من الجسد فتفعل فيه السوء وتظهر عوارضه المادية الا ان عوارض العقل لن تظهر بشكل مادي بل يستوجب مراقبتها عقلا ولعل تجاربنا الميدانية تفي الفطرة العقلية حاجتها من البيان فحين يعتاد الشخص على استخدام الحاسبة الرقمية لاجراء حسابات الجمع والطرح والتقسيم والضرب فان تصدعا مبينا يظهر في قدراته العقلية حين يريد ان يجمع او يضرب بضعة عمليات حسابية عندما يتبضع في السوق فلا يستطيع ان يجمع رقمين او ثلاثة ارقام الا وعقله يطلب الحاسبة ومن خلال تجربتنا لتلك الظاهرة التي راقبناها في انفسنا قررنا هجر الحاسبة الرقمية فيما نمارسه من اعمال فعادت الينا القدرات العقلية المحاسبية الفطرية وكانت تاكيدا للتذكرة الشريفة من القرءان (اتقوا الله) حيث عادت القوة العقلية لسابق عهدها عندما هجرنا الممارسة الكاذبة التي تجريها الحاسبة الرقمية وكذبها المبين فالحاسبة حين اتخذت مقعدا (ءاليا) بديلا عن العقل فهي (كاذبة) والله يقول (كونوا مع الصادقين) فحين نمارس عمليات الجمع والطرح والضرب على (ورقة) بالقلم فان الله قد علـّم الانسان بالقلم الا ان الركون الى الالة الكاذبة التي تشطب عقل الانسان فان الضعف والوهن العقلي يكون نتيجة لا ريب فيها
ومن رقابتنا لاعمار اطفالنا عن قرب في عبور سن التمييز لاحظنا ضمورا عقلانيا (ضعف) قد ظهر عليهم من خلال تاثيرات افلام كارتون والالعاب الالكترونية بحيث تصدعت لديهم مدركاتهم العقلية فهم لا يدركون الكلام الموجه اليهم بشكل واضح الا من خلال تاكيدات بوسيلة (الافهام) اليهم وحين تم حرمانهم من متابعة افلام كارتون والالعاب الالكترونية خلال اربع او خمسة اسابيع وهي مدة التحضير للامتحان النهائي وفترة الامتحان لاحظنا تحسنا ملحوظا في مدركاتهم العقلية حتى لاحظنا في بعضهم تحسنا ملحوظا في اداء الكلام حين يريد ان ينقل مقاصده الينا او الى غيرنا
دخول منظومة عقلانية (كاذبة) تحتويها ممارسات الافلام الكارتونية والمسلسلات التلفلزيونية والالعاب الالكترونية هو دخول غير موفق على منظومة العقل التي فطرها الله في الانسان ليكون قويا (علم الانسان ما لم يعلم) وهو تعليم حق وصدق فحين تشترك منظومة كاذبة مع منظومة صادقة فان المنظومة الصادقة (الحق) تضطرب يقينا وتلك نتيجة مستقرأة من فطرة عقل فطر عليها الناس فلا يستطيع (مثلا) فنان نحات ينحت الاجسام البشرية من الحجر او يشكلها من الطين ان يمارس مهمة طبية في التجميل الجراحي فمنظومة النحات هي في (خلق كاذب) لا حياة فيها ومنظومة جراحة التجميل تتعامل مع منظومة حق وصدق في مخلوق حي له نظام بايولوجي وانسجة حية وبالتالي لا يستطيع النحات ان يكون شريكا في الانتاج مع طبيب التجميل وهي فطرة عقل لا تحتاج الى مصادقة اكاديمية او فريق من العلماء
تلك هي المعادلة التذكيرية القرءانية التي يدركها عقل حامل القرءان العاقل ان :
يا ايها الذين ءامنوا
اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين
وهي تساوي في العقل تذكرة يدركها حامل العقل ان :
يا ايها الذين ءامنوا
لا تكونوا ضعفاء مع نظام مأتي من دون الله (ضديد القوة)
ولا تكونوا مع الكاذبين وهي تساوي (وكونوا مع الصادقين)
الافلام الكارتونية كاذبة
المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية (تمثيل) فهي كاذبة
الالعاب الالكترونية حراك غير حقيقي (كاذب)
اولادنا امانة في اعناقنا فان تصدعت عقولهم تصدعت حياتهم بمجملها ..!!
الفئة الباغية في الارض تريد بشرية من (قرود) كاجساد بلا عقل ليكونوا (بشر ءالي) يكون كعتلة في حضارة ءالية لا تمتلك عقلا يعمل بموجب منظومة خلق الله بل عقل يعمل بموجب نظم فرعونية (انا ربكم الاعلى) لذلك نرى وقد يرى كل حامل عقل ان المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية وافلام الكارتون والالعاب الالكترونية تدخل البيوت مجانا دون (ثمن) وهي انشطة تستهلك اموالا طائلة مفتوحة الميزانيات يتم الانفاق عليها بافراط شديد ..!! هل ذلك من اجل عيون اولادنا ..؟؟
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }القصص4
وتلك ذكرى من قرءان في فطرة عقل فطرها الله في الناس ولا تبديل لخلق الله فمن شاء ذكر واتخذ لربه سبيلا ونقرأ سنة رسالية شريفة سطرها القرءان
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }الفرقان57
الحاج عبود الخالدي
تعليق