موسى وهارون في التكوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
ظلام العقل وضياع مماسكه ثابتة عقل في عقل لا يرضى ان يعّرفَ عن نفسه فهو لا بد ان يعرّفه خالقه الذي خلقه .. وليس لخالقه ديوان نجالسه فيه ولكنه ترك فينا قرءانا ينطق بالحق .. وفيه .. موسى وهارون ... وتحت مثلهما تقبع مفاتيح علم عقل كبيرة
(هَارُونَ أَخِي) (طـه:30) اية منفصلة مستقلة في كلمة قالها موسى ... وقلنا في موسى انه وعاء المساس العقلي في غراب غريب يعلمنا كيف نواري سوأة ظلام العقل في العلم ...
موسى وهارون نبيين في رسالة واحدة (راصدة في مثل قرءاني) فهي رابطة تكوين وما كانت قصة موسى وهارون قصة دراما عقائدية ..!!
موسى هو الاصل ... وهارون هو الفرع ... ولهارون لحية ورأس ... فمن هو موسى بعد شوط من منثورات حذرة موجزة في علوم الله المثلى ادرجها مشروعنا الفكري في ادراجات عدة استحوذت على جانب التذكير ليتذكر الانسان ما يتذكر من وعاء مساسه العقلي وكانت الذاكرة خير متقلب نقلب فيه العقل فاين الذاكرة يا موسى وهي مستوى عقلي سادس يعتبر الاصل في العقل وهارون الاخ الافصح لسانا ..
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (القصص:34) فهو المرسل اذن (هارون)
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42) فهو هارون المرسل مع موسى .. وعاء مساس العقل ولاهمية معالجة موسى العقل ندرج ادناه نص اثارتنا في (سر العقل في موسى)
سر العقل في موسى
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
ورد اسم موسى في القرءان اكثر من 130 مرة وذلك العدد هو عدد استفزازي يستفز العقل الباحث في المعالجة القرءانية للفظ (موسى) ...
نؤكد ما روجنا له سابقا ان الاسم في القرءان لا يحمل مسمى شخصي في التاريخ بل يمثل الصفة الغالبة فهي في التاريخ صادقة مثل نبي الله موسى عليه السلام وهي في القرءان صفة غالبة ترتبط بمنظومة التكوين في الصفات الغالبة التي جعل الله فيها سنته في الخلق ...
الفطرة العربية التي ترتبط بالقرءان مع (اللسان العربي المبين) تؤتي ثمارا لا تقف عند حد تفسيري او روائي للفظ محدد في القرءان مثل لفظ (موسى) وتبقى معارف الانسان تتطور وفي كل زمن لها طور مشهود تظهر فيه صفات غالبة ما كانت ظاهرة بالامس مثل الجاذبية والمايكروبات وغيرها ...
في الفطرة العربية نجد لفظ (الوسواس) وهو لفظ مركب من (وس + وس) فيكون (وسوس) وهو مسطور في اقرءان
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (الناس:5)
الناس يعرفون الوسواس انها محادثة بين شخص وشخص او بين مستمع ومحدث يريد اقناع سامعه ... ومنها وسوسة الشيطان
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا ءادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى) (طـه:120)
اذن هنلك طرفان في فعل الوسوسة .. شيطان وءادمي ... او متحدث وسامع بين الناس
ولكن القرءان اشار الى مفصل اخر في فعل الوسوسة في النفس ذاتها دون طرف اخر
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16)
نفس الانسان توسوس ولكنها ليست طرفا واحدا بل هي طرفان (تبادلية) كما روجنا لذلك في موضوع (الفرق بين العقل والنفس) تحت الرابط التالي
الفرق بين العقل والنفس
ففيها ايجاب وفيها قبول وكلاهما يتبادلان الحديث ومنه يكون فعل الوسواس فهو (وس + وس) .
عندما يشغل الانسان (وس) واحد (غير تبادلي) فذلك يعني ان اللفظ في البناء العربي سيكون (وسى) فيكون تشغيله بدلالة حرف الميم مثل :
سر ...سرى ... مسرى ...جر ... جرى .. مجرى ..رس ... رسا .. مرسى ...ول ... ولى .. مولى ..وس .. وسا ... موسى
تلك هي معالجة فطرية عربية في لسان عربي مبين ... بل مبين جدا يغنينا عن معاجم العرب لان لساننا عربي منه يؤخذ المعجم ولا نأخذ نحن منه !!! ... أي ان معاجم اللغة يصنعها اللسان العربي فهي لا تصنع للعربي لسانه!!!
موسى هو مشغل (الوس) في معالجة غريبة (غراب) يبعثه الله في عقل الادمي (ابن ءأدم) ليواري سوأة اخاه الذي قتله (اوقف فاعليته فتوقفت فاعلية اخرى) فاصبح الآدمي المقتول هو من الذين لا يعرفون كيف يكون (موسى) وضاع القرءان في اروع مفصل من مفاصله يوم تصورنا ان (موسى) شخصية تاريخية فقط لان قابيل قتلنا .. اوقف فاعلية اللسان العربي فينا فتوقف فهم القرءان (قتل) .. وها هو الله يبعث (غراب) غريب ليدفن السوء في المقتول (نحن) لنفهم القرءان ..
ذلك يتناغم ويتطابق مع ما جاء في موسومتنا (اغرب من الغراب) تحت الرابط التالي
أغرب من الغراب
الموس في مقاصدنا هو تلك الآلة التي تفصل الشيء عن مستقره فالموس للقطع ... وموسى يقطع العقل ... يفصل بين الايجاب والقبول في النفس فيكون موسى هو وعاء المساس العقلي ... حضور في العقل ايجاب ينتظر القبول ... موس يقطع الايجاب والقبول في النفس فيدرك موسى ما يحل في عقله من ارادة الهية (علم) أي ان موسى يترك الايجاب لربه ومنه يصدر القبول فقط
(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طـه:41)
والله القائل { عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (سورة العلق 5)
ذلك هو موسى العقل الذي يعلمه الله ما لا يعلم وكذلك قال ربنا
{ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } (سورة الشمس 8)
ذلك هو موسى العقل يلهمه الله التقوى والفجور حسب استحقاقه والله القائل
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } (سورة الإِنْسان 3)
ذلك هو موسى صنعه الله لنفسه فيحل فيه أمر الله من خلال وعاء العقل الموسوي كل حسب استحقاقه سلبا او إيجابا فيكون موسى في (قبول) دائم لامر الله السالب أو الموجب ويكون الله هو المتكلم في وعاء المساس العقلي (موسى) وهو (ايجاب) يصدر من الله بشقيه السالب والموجب (هدي موجب او كفر) كذلك (إلهام قوة وإلهام الكفر) والله القائل
( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(النساء: من الآية164)
لن يكون ذلك التخريج غريبا ففي الفكر العقائدي صفات الهدي الموجب
الله يهدي من يشاء .... وعاء المساس العقلي (موسى) هو (حيز الهداية)
وقل ربي زدني علما ..... وعاء المساس العقلي(موسى) هو (حيز استقبال العلم من الله)
رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .... وعاء المساس العقلي (موسى) هو (حيز استلام الايجاب الالهي حتى في القول)
وعاء المساس العقلي في نفوسنا (عمقا) يكلمه الله .. لا يحاور الله ... بل الله يكلم موسى تكليما (ايجاب الهي) في العقل
وكذلك الايجاب السالب ( إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) (فَإِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ )
ونقرأ عن الدعاء بين يدي الله ..... ومنه
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186)
وليثورها متابعي الفاضل في عقله ... انا ادعوا الله فمن الذي يستجيب .. انا ام الله ..؟؟ اذا استجبت انا لدعائي فما هي الفائدة ..؟؟ اليس المنطق ان يستجيب ربي لدعائي ..؟ ولكن الله يقول (فليستجيبوا لي) فما هي الحكاية ... !! وكيف تتزن تلك الموزونة في العقل الثائر في القرءان ..؟
الله هو صاحب الايجاب في وعاء المساس العقلي (موسى) فاستجابتنا لايجاب الله هو الايمان به (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي) ... لعلهم يرشدون ..
فليستجيبوا لي هي لقبول ايجاب الله في موسى (وعاء المساس العقلي) ومثله في مقاصدنا العربية
فليستجمعوا لي المال ... من هو طالب جمع المال ... انه المتكلم وليس جامعي المال ... جامعوا المال (قبلوا) جمع المال فقام القبول من ايجاب المتكلم
فليستكملوا امري ... من هو طالب الكمال ... هو انا المتكلم فقيامهم باستكمال الامر هو (قبول) بالامر
فليستجيبوا لي ... أي ليقبلوا ايجابي الذي يحل في عقلهم (لغرض) ان يؤمنوا بي
تحت تلك الشروط يقول ربك ... فاني قريب (اجيب) دعوة الداع اذا دعان ..
اذن هي معادلة في العقل ان اقبل ايجاب ربي في وعاء المساس العقلي (موسى) فيتحصل الايمان ... فيكون الدعاء مستجابا ... شرط أن يكون طالب الحاجة يحمل استحقاق الهدي والالهام الالهي الموجب وليس كافرا او ظالما او فاسقا وكل من هو مخالف لسنن الله فلن يمتلك مددا الهيا موجبا بل يمتلك مددا إلهيا سالبا (فاجرا او كفورا)
ذلك هو موسى ولنا ولكم اثارة في (هارون) باذن الله ... وما هي الا تذكرة فمن شاء ذكر ومن شاء هجر
موسى هو العقل المرتبط بالله وهي النفس التي قضى عليها ربك بالموت كما ورد في الاية 42 من سورة الزمر (ويمسك التي قضى عليها الموت) و (يرسل الاخرى الى اجل مسمى) .. وتلك هي .. هي .. (موسى وهارون) ... موسى مع ربه ... وهارون مع بني اسرائيل ... تلك نتائج مبينة من علم قرءاني نطابقه مع ما جاء في القرءان
(وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) (طـه:84)
فالقوم على اثر موسى وفيهم هارون وهو المستوى العقلي الخامس الذي ارسله الله مع موسى لانه افصح لسانا من موسى لان موسى يتعلم الكلام من الله
(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(النساء)
وهارون يتعلم الكلام من موسى والناس فكان افصح من موسى في الكلام وليس الاكثر عقلا كما سنرى
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (طـه) بني اسرائيل هم المصلون الحاصلون على فيض يسار العقل من بيت الله الحرام ونحتاج الى التذكير بادراجنا
بني اسرائيل صفة في التكوين ..
التفريق بين بني اسرائيل عندما يتكلم هارون معهم فيما قال فيه السامري ... ذلك يتطابق مع الفرق المذهبية حين اعتمد الحديث في هارون (المستوى العقلي الخامس) فقد تفرق بني اسرائيل (المصلون) مذاهب شتى ..!!
السامري قبض قبضة من اثر الرسول فنبذها ... حديث الرسول هو اثر الرسول وقد نقل من (ابصرت بما لم يبصروا به) وهو سامع حديث الرسول وصاحب التوثيق
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) (طـه:96)
القوم قالوا هذا الهكم واله موسى وليس السامري .. السامري نبذ القبضة من اثر الرسول والقوم قالوا ... هذا هو محرك العقل (الهكم) ومحرك عقل موسى (واله موسى) .. فنسي ... فاختزل من الذاكرة تبادليتها في اروع حكمة نص يمسكه العقل الراكع للقرءان
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) (طـه:88)
فاخرج لهم لفظا (عجلا) له لحن (خوار) وفيه حركات صوتية مثبتة في سلم لحن من فتحة وضمة وتشديد وسكون ..!! فاخرجه فلان ... الذي ابصر بما لم يبصروا ... وهذا حديث صحيح اخرجه فلان وسبحان الله في فطرة عربية لا تغادر اللسان العربي وان عجم !
لفظ (عجل ) ... يراه هارون ويقول
(وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي) (طـه:90)
وهل هنلك من يمتلك (هارون) العقل الا وقالها يا قوم ان الفتنتة قائمة في مذاهبكم ..!! ما صمت عاقل في تلك المذاهب الا وقال هارونهم انها فتنة وان ربكم واحد وقرءانكم واحد وقد اضلكم السامري فاخذ من زينة القوم ما جعله عجلا جسدا (لفظا) له خوار
(قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ) (طـه:87)
نعم حملنا اوزارا من زينة القوم وما اصدقها .. وزينة القوم كانت حديث لرسول الله في كلام لفظي مزيون وجميل ويشكل وزرا على سامعيه فهو كلام من اثر الرسول ومن لا يحمل كلام الرسول ولا يستوزر كلام الرسول ويعتبره زينة له ... فقذفناها .. لم نأخذها ونسكت عليها بل قذفناها في كل مجلس وفي كل نادي حتى صارت عجلا معبودا وتم هجر القرءان
فما هي العبادة وكيف قامت عبادة العجل
العبادة .. هي قلب سريان نتاج العبد الى ربه ... ان كان مملوكا فكل ما ينتجه العبد المملوك الى مالكه والعامل كل ما ينتج من عمل يكون لرب العمل ... وعبادة العجل هو عندما يتم قلب نتاج المقاصد الى اللفظ فتكون عبادة العجل .. الالفاظ .. المتن ! الرواية !
عندما قيل ءادم قالوا ابو البشر جميعا (كأنه اسم متفق على تسميته) فضاع القصد في صفة ءادم الغالبة (مقاصد الله في اسمه) والتي تمتلك لبنات مقاصد الحروف ءادم وانقلب اللفظ الى مسمى في شخص واحد هو ابو البشر جميعا .. وكانت تلك عبادة لفظ أي قلب سريان المقاصد الى اللفظ دون ترابط الصفات التي كانت الحروف دلائلها
هارون هو المستقر المؤقت الذي يكون طارئا على موسى ... موسى هو مركز العقل في سماء سادسة وهارون هو الواصلة التي تمثل حالة الوعي عند الانسان ... هذه ضابطة بحث عنيد في قرءان يمتلك منهجا خفيا على الناس ويحتاج الى ثورة فكر لكي تتم الماسكة العقلانية بنظم التذكير القرءانية
منهجية قراءة القرءان في دستوريته العلمية تختلف تماما عن مستقرات جبل عليها الناس ردحا من الزمن وشكلت تراثا عصب عقول الناس بعصابة لا يسهل فتحها بيسر وشفافية بل تحتاج الى عناد فكري ورغبة ايمانية غير اعتيادية لان نظم القربى الى الله تركزت فينا بكثرة التزهد بالصلاة والتغني بالقرءان ونظم اطلاق اللحية ومناسك كثيرة ونبحث عن لحية هارون ورأسه ( يابن ام لا تاخذ بلحيتي ولا برأسي)
فما هي اللحية وكيف ياخذ بها موسى .... اللحية في مقاصدنا ومعارفنا هي انبات الشعر في الوجه والذقن وهي دلالة مركزية في ذكورية الرجل وبما يختلف تكوينيا عن النساء فهن لا لحية لهن
الشعر له حكاية في العقل حيث يظهر الشعر في منسك الحج في التقصير بعد النحر يوم عيد الاضحى .. كذلك يستوجب التقصير عند العمرة بعد السعي ... وهنلك لفظ عربي في (الشعر) وهو في (ابيات شعر الشعراء) وهو في (المشعر الحرام) في مزدلفة عند الحج .. وهو في لحية هارون .. وقرءان يقرأ فيكون سببا للذكرى فنذكر فيكون ذكرا
الشعر هو مادة خرجت من جسم الانسان ولكنها علقت به على شكل شعيرة رفيعة تحمل تكوينة الانسان البايولوجية (برنامج الجسد الانساني) وتتصل تلك الشعيرة ببصيلة في الجسم وهي لا اعصاب لها ولا حس فيها ... كما هو بيت الشعر الذي خرج من الشاعر ويمثل هوية الشاعر العقلية وقد خرج من وعاء عقله شعرا كما يخرج الشعر في جسم الانسان ويبقى يتصل بالانسان في بصيلة كما ينسب بيت الشعر لشاعره ...
والشعر من الشعور وفيه فاعليات متعددة لها نتاج وذلك النتاج هو وسيلة تلك الفاعليات ... ذلك ينطبق على شعر الشاعر فهي مجموعة فاعليات من لفظ ووزن وقافية ومقاصد ومعنى وكلها ترتبط بوسيلة وتلك الوسيلة هي نقل هوية الشاعر في شعره للاخرين
اللحية تختص بالشعر في الوجه ... الوجه هو حاوية (مركز) تتجمع فيه كافة مجسات الانسان من بصر وسمع وذووق وشم وهوية (تقاسيم) ... اهم ما يمكن ان نمسك به في شعر الوجه (اللحية) هي دلالة الذكورة ... تلك صفة تكوينية نراها في لحية ... وما بعدها من مفاهيم عقلانية تؤتى في مقامات لاحقة باذن الله وفيها ما يخص تقصير الشعر في الحج ... من صفات اللحية التي نعرفها انها في الوجه دون غيره من مناطق الجسم .. ولما كان الوجه هو مركز الادراك (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض) فان وجود اللحية في الوجه يعني اشياء كثيرة لذلك قام النص الشرعي بعدم ازالتها ففي ازالتها خسران مبين ولكن بيان ذلك الخسران في غفلة الناس غير المؤمنين ... والشريعة رحمة لا تعسف فيها
لحيه .. بالهاء في (علوم القرءان العميقة) ديمومة نقل تنقل فعل الحيز الفائق ... لحية هارون هي ديمومة ناقل ينقل الحدث الى موسى .. هارون يرى وينقل .. ينقل الى مشغل العقل موسى وتلك الحاوية الناقلة هي لحيه في هارون ... !! ونحن نعلم انها غريبة كالغراب !!
الرأس في معارفنا هو مركز قيادة الجسد .. هو وسيلة الجسد بالقيادة ... ورأس هارون هو مركز قيادته في رؤية الحدث ... سمع الكلام ... تفاعليات هارون العقلية هي رأس هارون .. ديمومة النقل هي لحيه لـ هارون
عندما يرى هارون غانية شبه عارية تتلوى فان مركز قيادته يرتاح وتنفتح الاسارير عند غير المؤمن ... هارون ذو لحيه تنقل تلك التفاعلية في رأس هارون الى موسى عن طريقة ديمومه ناقله (لحيه)
عندما يرى هارون غانية شبه عارية تتلوى فان مركز قيادته (رأسه) يتقزز وينفر .. لـ هارون (لحيه) هي الفعل الكينوني الدائم الذي ينقل تلك التفاعلية التي تتحول الى حاوية في ذاكرة هرون المؤقته فتكون (لحيتي) ورأسي .. فان اخذ بهما موسى تصدع هارون وفقد كل صلاحياته
ذلك هو العقل يقرأ في ذكرى قرءانية المولد
عند المصابين بمرض ذهاب العقل (الشيزوفرينيا) ياخذ موسى من هارون رأسه ولحيته ... فلا حدث يهز المصاب لانه فقد الرأس ... ولا فاعلية لـ اللحيه الهارونيه فالذاكرة تطفو في هارون بلا سبب فترى المصاب لحظة يضحك لانه في ذكرى مضحكة بلا سبب ولحظة اخرى يكتئب لانه في ذكرى بلا سبب ويقول اشياء لا علاقة لها بما بين يديه .. فقد فقد رأسه وكينونة ديمومة نقل الحدث عنده
نحن ندرك ثقل القول ونتمسك بمنهجية التذكير دون الاتكاء على منهجية الاقناع ليكون العلم المأتي علما توفيقيا يصاحب من يتوفق للذكرى ... وللذكرى سببها ... وقرءاننا مذكر .. فذكر بالقرءان ..!!
موسى وهارون من ام واحدة (يابن ام)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)(النساء: من الآية1)
من نفس واحدة (وتر) خلق زوج ... نفس في سماء سادسة .. واخرى في سماء خامسة .. ومنها (هارون اخي) وفيها (يا ابن ام) وهي مفاصل خلق تقرأ تحت امثال قرءانية لا يعقلها الا العالمون .. اما المتعلمون فهم لن يكونوا عالمون بل متعلمين .. ولا علم الا من عند الله فهو المعلم الاوحد لانه صنع موسى لنفسه (واصطنعتك لنفسي)
قظم البيانات لا ينتهي وصفحات الكترونية محددة الوسعة يصاحبها ادب الكاتب فيما يكتب في مقتطفات فكر نأمل ان يستمر لتكون المقتطفات طودا بين يدي متابع كريم يشاركني الذكرى .. فنحن سوية في سبب للذكرى وليس في مقام معلم ومتعلم
الحاج عبود الخالدي
تعليق